اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مثقفون: سيناريو 2006 لن يتكرر وطائفة المفسدين سحقت الجميع

مثقفون: سيناريو 2006 لن يتكرر وطائفة المفسدين سحقت الجميع

نشر في: 24 مايو, 2013: 10:01 م

التداعيات الامنية التي حدثت في الفترة الاخيرة من تفجيرت في مناطق شيعية او سنية وبجدولة منتظمة وكذلك عودة ظاهرة الاغتيالات بكواتم الصوت او العبوات الناسفة ،جعلت المواطن المبتلى اليوم ينظر الى مصير مجهول ولد لديه قلقا وخوفا من تكرار سيناريو 2006 وعودة

التداعيات الامنية التي حدثت في الفترة الاخيرة من تفجيرت في مناطق شيعية او سنية وبجدولة منتظمة وكذلك عودة ظاهرة الاغتيالات بكواتم الصوت او العبوات الناسفة ،جعلت المواطن المبتلى اليوم ينظر الى مصير مجهول ولد لديه قلقا وخوفا من تكرار سيناريو 2006 وعودة الطائفية الى الشارع المكتظ بالازمات ،وغياب الخيمة الامنية التي من الممكن ان يلوذ بها في حالة نجاح بعض السياسيين الطائفيين في جر البلاد الى الاستقتال الطائفي الذي كاد ان يقود البلد الى التقسيم عام 2006،المدى وجهت السؤال التالي الى بعض المثقفين ،هل من الممكن ان يتكرر سيناريو عام 2006في عام 2013 وماهي أسباب حصوله من عدمه؟،فجاءت الآراء متباينة من قبل المثقفين الذين وجهت لهم المدى هذا السؤال.

لا تكرار لسيناريو 2006
القاص والاعلامي عبد الامير المجر يتوقع ان لايتكرر سيناريو عام 2006الاسود لان الدولة الان هي ليست كما كانت عليه في ذلك العام،موضحا بان الجيش وكذلك الاجهزة الامنية الاخرى لم تكن بالمستوى المطلوب في ذلك الوقت،مبينا ان الميليشيات المسلحة التي كانت تتحكم بالشارع لم تعد اليوم موجودة بنفس الزخم السابق،ويضيف المجر قائلا : اذا ما سلمنا بوجودها،ناهيك عن كون التجربة القاسية التي عاشها الشعب في اعوام الفتنة ونتائجها خلقت نوعا من الحصانة المجتمعية عند مكونات المجتمع اذا صح التعبير ضد الاستسلام للفوضى لان الثمن كان باهضا،واذا ما حدثت اعمال عنف هذه الايام فانها لن تكون بسعة ما كان يحصل في السابق وعزا المجر ذلك الى اكتساب المواطن للوعي الكافي الذي يؤهله لتجنب الطائفية لكونه المتضرر الاول منها كما يقول المجر.
طائفة المفسدين
الشاعر ياس السعيدي بين للمدى إن : سيناريو عام 2013 لن يتكرر ببساطة لأنه لم ينته أصلا ، والصراع الطائفي أدى الى انتصار طائفة واحدة وهي طائفة المفسدين التي سحقت جميع الطوائف،موضحا بانه كلما اختلف رموز طائفة المفسدين فيما بينهم على الغنائم حركوا ذيولهم لتحترق شوارعنا، ويضيف السعيدي ان سيناريو الرعب مستمر، وكلما حدثت فترة هدنة بين اساطين الفساد ثم اختلفوا فيما بينهم تنتهي الهدنة في اية لحظة وهكذا.
رأس المشكلة كما يؤكد السعيدي هي الشعب، لانه بعد كل خراب ودمار يحدث يذهب لصناديق الاقتراع وينتخب ذات الكتل وذات الاسماء، مستغربا ومستفسرا بقوله لا ادري ما الذي يحتاجه او ينتظره هذا الشعب لكي ينهض وينتفض على مايحل به،لاسيما والكلام للسعيدي : اننا جميعا نرى شعوب المنطقة تتظاهر وتعتصم على الرغم من وجود القمع والاضطهاد في بلدانهم،اما في العراق نجد اليوم فسحة من الحرية تسمع بالتظاهر والاعتصام،متسائلا ماذا ننتظر فحياتنا اصبحت في خطر اوهي كذلك منذ سنين كما يقول السعيدي.
تصاعد في معدلات العنف
يذكر أن معدلات العنف في بغداد شهدت منذ، مطلع شباط 2013، تصاعدا مطردا وذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق في الثاني من أيار أن شهر نيسان 2013 كان الأكثر دموية منذ شهر حزيران 2008، وأكدت أن ما لا يقل عن 2345 عراقيا سقطوا بين قتيل وجريح في أعمال عنف طالت مناطق متفرقة من البلاد، لافتة إلى أن محافظة بغداد كانت المحافظة الأكثر تضررا إذ بلغ مجموع الضحايا من المدنيين 697 شخصا (211 قتيلا 486 جريحا)، تلتها محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى والأنبار"، مشيرة إلى أنها اعتمدت على التحريات المباشرة إضافة إلى مصادر ثانوية موثوقة في تحديد الخسائر بين صفوف المدنيين".
الطائفية فكر يعتمد على القتل
الكاتب والناقد خضير ميري يعتقد ان : الخطاب الطائفي في العراق لم ينته منذ عام 2006او من قبله،لأن الطائفية هي فكر مذهبي يعتمد على المعاداة والقتل فلا تهدف الطائفية الى تغيير المذهب بل الى ابادته ، وهي تشبه معاداة السامية لانها لا تعتمد بديلا للمذهب او تخلصا منها،وتنسب للفرد تهمة هويته الاولى وانتماؤه القسري،ويبين ميري ان الطائفية نظرية ..للجريمة الشرعية ضد دين تمذهب وتجزأ على الرغم من إرادة الله...وليس عودة الى "الدين الحق" الذي لايفرق بين مؤمن وآخر الا بالتقوى.."وان الدين عند الله...الاسلام"،وليس هذا المذهب او ذاك،موضحا ان الطائفية هي الوسيلة الاسرع للعودة بالاسلام الى ماقبله،اي ان الطائفية كما يقول ميري هي الطريقة الامثل لكي يعود الاسلام الى غربته الاولى ووحشته الاولى لان الاسلام اليوم هو (العنف) وقتل المسلم للمسلم هو نهاية دين عظيم حرص ان يكون شعاره الرحمة وكلمته العظمى (بسم الله الرحمن الرحيم) فاين نحن من هذا بحسب قول ميري.
سلاح الاشرار قتل الشعب
الشاعرة غرام الربيعي اكدت للمدى انه : كلما اختلف الساسة بشأن مصالحهم اشتعلت نيران العداء والاختلاف ولكن في شوارع المارة والبعيدين كل البعد عن تلك المصالح، وتبين الربيعي ان سلاح الاشرار هو قتل الشعب للاطاحة ببعضهم البعض وتسقيط البعض للبعض ،والاطراف التي كانت تعمل بالخفاء مستغلة الفراغ السياسي هي التي جعلت من عام 2006عاما داميا، وتقول الربيعي : اما الان وعلى الرغم من كل الاوضاع الامنية الساخنة اعتقد ان المسألة انحسرت ،لان الجميع عرف اللعبة ،وماعادت تنطلي على الشعب اساليب المخربين والمتصيدين بالماء العكر ،ووصفت الربيعي اسياد الفتنة بانهم اطراف مذيلة(ذيول) لاجندات خارجية ومصالح متضاربة مع المهزومين امام حقائق يدركها الشعب ..موضحة بان هذه المرحلة هي مرحلة هبوب ريح سريعة سرعان مايخمدها المضطرون لتهدئة الوضع تحسبا للخسارات التي ستشمل الجميع وتغرقهم...مع ان البعض صار يحسبها بالزمن الآيل للانتهاء كما تقول الربيعي.
مؤكدة بان الصراخ بادعاءات الطائفية هو صوت مقرف للجميع..ومعتقدة ان الاحداث الحالية صارت تؤجج بشخوص مختلفين عن ابطال فتنة 2006.
سيناريو الطائفية لايتكرر
الكاتب والاديب جمال الهاشمي قال للمدى انه : لايمكن تكرار سيناريو 2006 في الحالة العراقية السياسية الراهنة سواء بالقتل على الهوية،والتهجير الطائفي ،وعمليات الخطف والقتل،والهجرة المليونية لدول الجوار وعزا الهاشمي ذلك لعدة اسباب منها ان الاصطفافات والتحالفات السياسية في التركيبة الحزبية والطائفية احدثت تغييرا كبيرا في نوع التحالفات الموجودة داخل الكتل السياسية المتنفذة ،يضاف لها كما يقول الهاشمي ان اغلب المدن التي يغلبها اللون الطائفي الواحد سواء من السنة والشيعة فيها تحالفات سياسية داخل كتل ذات لون واحد طائفيا،ووجود ابناء هذه المدن كقيادات لمجالس المحافظات وكذلك وجودهم كاعضاء في المجالس المحلية وكذلك قيادتهم لاغلب المراكز الامنية في وزارتي الدفاع والداخلية،ومثال ذلك كما يقول الهاشمي وجود قاعدة شعبية من ابناء الانبار وصلاح الدين ،وهم قوى ساندة ومؤثرة وداعمة للعملية السياسية داخل محافظاتهم وبالتالي يتعمم ايضا للحكومة الاتحادية.
المرجعية الدينية معتدلة
الهاشمي بين بان اغلب مكونات الشعب باتت تدعم الامن والسلام ولايمكنها ان تفرط بالاستقرار الذي حصل بعد 2007ولابتدمير التطور الذي حصل في اغلب مجتمعات تلك المدن ،اما العنصر الرئيس في اسقاط محاولة تكرار سيناريو 2006كما يقول الهاشمي هو وجود مرجعية دينية من الطائفتين الشيعية والسنية متفاهمة ومعتدلة في خطابها وتحرص دائما على امن الوطن وسلامة الشعب بجميع مكوناته،لكون تلك المرجعيات اول من نبذت العنف الطائفي وحرمت استباحة الدم العراقي وطالبت بضرورة الحفاظ على وحدة النسيج العراقي والحفاظ على الهوية الوطنية ووحدة الوطن،وهي بذلك كما يقول الهاشمي احرص من السياسيين على وحدة العراق وشعبه،ولاننكر وجود بعض الزعامات السياسية الحريصة على التجربة الديمقراطية وقدمت العديد من المبادرات لتطوير واغناء التجربة السياسية،لكي تبعد العراق عن آتون الحرب الاهلية بحسب قول الهاشمي.
المعركة يشعلها المنتفعون
الشاعر مروان عادل حمزة بين للمدى بانه : يبدو انه مكتوب على العراقيين ان يبدأوا في مقدمة كل عقد من الزمان معركة جديدة وهما جديدا لاينتهي الا بهم آخر يبدأونه في مقدمة عقد آخر ،فعلى ما عانيته انا مثلا كما يقول الشاعر حمزة ،بدأ العراقيون في بداية العقد الثمانيني معركة غبية اكلت ما اكلت من الناس والاموال والسلام..ولم تنته الا في نهايته ،ليبدأوا في العقد التسعيني معركة الجوع والفساد والانحلال الاجتماعي لم تنته الا في نهايته، ليودعوا القرن العشرين ومآسيه ،لينطلقوا مع العقد الاول من القرن الواحد والعشرين معركة اخرى أسوأ من غيرها ، فقد من خلالها العراقيون كرامتهم ووحدتهم فجاسوا في حياة بعضهم واراقوا دماءهم الطاهرة بانفسهم..في معركة اشعلها المنتفعون الذين حصدوا الغلة وافرة مما زرعوه في قلب هذا المجتمع ..ولم تنته الا في نهاية العقد.
ويؤكد الشاعر حمزة بانه يبدو –وهذا هو الخوف الاعظم-انهم يريدون ويحاولون ان يعيدوا سيناريو2006لعدم توفر معركة اخرى لديهم بالوقت الحاضر،فالجميع مشغول بمعركته الخاصة في دول الجوار،لذلك عادوا الى تاريخهم الاسود القريب في سنوات الفتنة والطائفية ،مضيفا بانهم يستقتلون لتحقيق ذلك الامر..ان لم يتعقلوا وان لم يتدخل العقلاء من ابناء البلد لقص اجنحة الطائفية المقيتة قبل ان تحلق عاليا كما يقول حمزة. 
الاعيب الدكاكين السياسية
القاص والناقد عباس لطيف بين للمدى انه : على ضوء التداعيات والنكوصات والتجاذبات الأخيرة والتي اشرت تراجعا مريعا افرزت الكثير من الظواهر والاحتقانات الاجتماعية وبشكل اكثر حدة ،وربما اعادت اجواء وطقوس الاحتراب الاهلي ابان عامي 2006-2007ويرى لطيف ان ساسة المنطقة الخضراء والنخب السياسية الملفقة والغنائمية تمرست في لعبة تصدير الأزمة الى الشارع والنظر الى الشعب بوصفه حاضنة لنوازعهم الانيوية ، مضيفا انه على الرغم من الإحباط والتداخل والحجم الكبير للهجمة الإقليمية وتدخل محور تركيا –قطر –السعودية فان سيناريو الحرب الاهلية لن يكتب له النجاح ،بسبب ان الشارع لم يعد من السهل تحريكه وسحبه الى لعبة الاستحواذ والابتزاز والصراع على الثروات والسلطة، الى جانب ان وعي الشعب اصبح اكبر من الاعيب الدكاكين السياسية بحسب قول لطيف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram