الرئيسية > أعمدة واراء > محاولة، غير موفقة، للهروب

محاولة، غير موفقة، للهروب

نشر في: 24 مايو, 2013: 10:01 م

أتساءل بيني وبين نفسي: عن ماذا أكتب، وسط الخوف، الذي أخذ يُقلق الجميع، من نتائج التوتر الطائفي في العراق؟ هل أكتب في التفاؤل، بمحاولة للتهريج وسط مأتم محزن لدرجة مفجعة؟ أم أكتب في تحليل أسباب الشدّ الطائفي، أي الأسباب التي تدفع بأحدنا إلى النظر إلى الأحداث بعين طائفية وبشكل مستمر؟ أم أختار لنفسي ولقارئي الكريم موضوعاً يبتعد بنا عن أي قلق وإزعاج؟ في محاولة لأخذ نفس عميق، من النسيم البارد، قبل الاختناق بدخان الحرائق المقبلة.
وفعلاً، لماذا لا ابتعد بشكل مستمر عن الكتابة في الشأن السياسي، وما يقع تحت هامشه من طائفية وفساد وحرائق وتفجيرات ووووالخ؟ فما جدوى عمود يومي لا تتجاوز كلماته الـ(400) كلمة، وسط فضاء محتقن وجيوش تتحفز وأمراء حرب يؤلبون جنودهم؟ إذن فلأكتب عن الوعي، كما أفعل دائماً. أو لأكتب عن الموروث الشعبي وحكاياته الطريفة. لكن ألن أتعرض لتقريع القراء، ممن سيزعجهم قراءة الحديث البارد بينما يرقصون هم على صفيح العراق الملتهب؟
لكن قبل كل هذا وذلك، ما الذي يجعل فضاء الفيسبوك ونشرات الأخبار ومقالات الصحف، تتحدث كلها عن حرب قريبة، وقتال على وشك الاندلاع، هل هناك ما هو أكثر من تصريحات السياسيين الموتورين من جميع الجبهات؟ طيب هذا ما تعودنا عليه منذ التغيير ولحد الآن، فما الذي تغير؟ أم أن الموضوع يتعلق بالتفجيرات التي توزعت بين الأحياء الشيعية وبين الأحياء السنية، بين جوامع هؤلاء وحسينيات هؤلاء؟ لكن هذه المفردات، لوحدها، غير كافية لاندلاع قتال طائفي كالذي حدث سابقاً. على الأقل لأن جميع الساسة يعلمون جيداً بأنهم سيكونون في مقدمة ضحايا مثل هذا القتال، في حال لم يتمكنوا من الهروب بالوقت المناسب. فالجماعات المسلحة إذا نزلت للميدان وامتلكت مبررات البقاء، فسينشب بينها وبين النخبة السياسية صراع وجود، هذا ما حدث في عمليات الصحوات وفي صولة الفرسان. فبعد أن استتب الأمر للقاعدة، أو كاد، في المناطق الغربية، راحت تحاول بسط نفوذها على الأرض، وهذا يعني قلع جذور المتنفذين من شيوخ العشائر والسياسيين هناك، وهو الأمر الذي أدى إلى قتالهم ثم إزاحتهم. وهو بالضبط ما تسبب باندلاع القتال في صولة الفرسان، حيث حاولت الميليشيات الشيعية أن تقتطع لنفسها إقطاعات تكون خارج سيطرت أو نفوذ أي قوة غير قوتها.
على كل حال يبدو أنني، ودون أن أشعر، عدت لموضوع الحرب والقتال الذي حاولت الهرب منه. وتركت أحاديث الوعي والحكايات الشعبية، وهو حال أغلبنا هذه الأيام، حيث نفشل باستمرار في الخروج من دائرة العراق المحكمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تقارب طهران وواشنطن بوابة لحل أزمات العراق الاقتصادية

النساء يتحدن ضد تعديل الأحوال الشخصية والقضاء يتفاعل والمحكمة تحسم في أيار

عطلة رسمية للمسيحيين في 20 و21 نيسان

الأونروا: مخازننا فارغة والمجاعة تفتك بسكان غزة

كردستان تعطل الدوام غداً احتفالاً برأس السنة الإيزيدية

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

قناطر: العالم يتوحش .. المخالبُ في لحمنا

العمود الثامن: قوات سحل الشعب

"الحشد الشعبي"... شرعنة التشكيل بوظائف جديدة

كلاكيت: "ندم" وعودة الفيلم الجماهيري

الحاكم بمنظور إمام سلطة الحق

العمود الثامن: المتشائل

 علي حسين أعترف أنّ الكتابة اليومية تتطلب من صاحبها جهداً كبيراً، فصاحب النافذة اليومية مطلوب منه أن يُقدِّم شيئاً يتجاوز ما اطلعت عليه الناس في الأخبار، وشاهدته من خلال الفضائيات، فالعبور إلى جسر...
علي حسين

(50) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

زهير الجزائري 2 بين القتال والهدنةً القصيرة تغيرت الحياة الاجتماعية. لقد قضى الناس أياماً طوالًا في الملاجئ. نساء ورجال حشروا في مكان ضيق. شبان لم يعرفوا السياسة و ما أرادوا أن يعرفوها انفصلوا عن...
زهير الجزائري

اشكالية السياسة والتعصب تحليل سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح المفهوم الشائع عند العراقيين بمن فيهم الكثير من المثقفين ، ان المتدينين يكونون متعصبين والمثقفين متحررين وغير متعصبين ، فهل هذا صحيح ام فيه رأي آخر ؟ لنبدأ بتحديد المفهوم...
د.قاسم حسين صالح

باليت المدى: كرسي مكسور الساق

 ستار كاووش عندَ لقائي ببعض الناس أفاجئ ببعض التفاصيل الصغيرة التي تُشير الى نوع من الكسل واللامبالاة وعدم إيجاد الحلول حتى وأن كانت صغيرة. فرغم إنغماس أحدهم بتعديلِ صُوَرِهِ ببرامج الفوتو شوب كي...
ستار كاووش
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram