اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > كابوس الأسئلة المطولة والوضع الأمني يسيطران على إجابات الطلبة

كابوس الأسئلة المطولة والوضع الأمني يسيطران على إجابات الطلبة

نشر في: 25 مايو, 2013: 10:01 م

مع بدء الامتحانات للمراحل غير المنتهية وبداية العد التنازلي للامتحانات النهائية والوزارية لطلبة الصفوف المنتهية ، بدأت الحالة النفسية للطلبة وكذلك عوائلهم  تلبس ثياب القلق والخوف على أمنيات كانوا بانتظارها ويخشون ضياعها في مدارس وطن تشتد أزماته

مع بدء الامتحانات للمراحل غير المنتهية وبداية العد التنازلي للامتحانات النهائية والوزارية لطلبة الصفوف المنتهية ، بدأت الحالة النفسية للطلبة وكذلك عوائلهم  تلبس ثياب القلق والخوف على أمنيات كانوا بانتظارها ويخشون ضياعها في مدارس وطن تشتد أزماته وأوضاعه الأمنية التي تهدد الجميع وتبشر بمستقبل مجهول لايحمد عقباه ،والمعلم الذي كنا نقول فيه كاد المعلم ان يكون رسولا لم يعد موجودا في زمننا هذا ، وكل همه نهاية ساعات الدوام  بانتظار راتب مجز لم يحفزه على التفاني من اجل طلبته ، وأسباب عدة تجعل من الطلبة يدورون في كوابيس القلق والهلع على مستقبلهم .
  الطالب يستطيع ان يستذكر دروسه نهارا أو على ضوء الفوانيس ليلا ، ولكن كيف يصل الى قاعة الامتحانات والازدحامات والانفجارات تجعله يسير على الأقدام لمسافات طويلة  انها مأساة حقيقية ان يحرم طالب من الامتحان دون ذنب سوى هذه الممارسات الأمنية التي نراها لم تجد نفعا ولم تحسن من الوضع الأمني بل  زادته تعقيداً، وتستعد العائلة العراقية هذه الأيام لتهيئة الجو الملائم لأبنائها وبناتها لدخول قاعات الامتحان وهي على ثقة عالية بجاهزيتهم واستعدادهم لأدائها ، وبالرغم من جميع الظروف المحيطة بالطالب الا إن التفاؤل يجب ان يسود لاعطاء الطلبة دفعة معنوية أثناء الامتحانات."
   قلق وهستيريا
 حالات هستيرية وأخرى ضبابية مقلقة تنتاب الأبناء نتيجة الخوف المتولد من عدة أسباب ومشاكل متراكمة وأوضاع امنيه، وأخرى اقتصادية ومجتمعية تحيط بالأبناء والآباء، منها عدم وجود المناخات الصحيحة للقراءة حيث مازالت البيوت تعيش حالة أفواه وأرانب ولا يهدأ صراخ الأطفال ،ومع العد التازلي لموعد الامتحانات بدأ التفكير يسيطر على الطلبة وقلوب أولياء أمورهم على امل الخروج بنتيجة تفرح بعد انتظار طويل  وسط ظروف أمنية ومعيشية صعبة سواء من انعدام الكهرباء الوطنية، وسوء الأوضاع بصورة عامة ويحدوهم الأمل بتحقيق النجاح وإكمال الدراسة.
وكلنا ينتابنا القلق والخوف عند الامتحان ولكن علينا أن نميز بين القلق المحمود والقلق المرفوض. الأول هو قلق الرغبة في النجاح، وهو سلوك عرضي مألوف ما دام في درجاته المقبولة ويعد دافعا إيجابيا وهو مطلوب لتحقيق الدافعية نحو الإنجاز المثمر ، والثاني هو انعكاس للحياة التي يعيشها المواطن العراقي.
الابتدائي والخوف من الانفجارات
السادس الابتدائي بدأت امتحاناته وسط انهيار امني كبير هذه الأيام بالذات حيث علق والد احد الطلبة أبو حسين قائلاً: في اليوم الأول من الامتحان الوزاري الابتدائي  والنهائي  للمراحل غير المنتهية لأولادنا حدثت انفجارات عديدة في عدة مناطق سببت الرعب والخوف لهم، وفي اليوم الثاني كانوا خائفين من الانفجارات أو دخول الإرهابيين الى مدارسهم، فأي رعب وخوف واي امتحان هذا كما يقول أبو حسين، بينما علقت والدة سمير المرحلة الثاني متوسط ،كانت واقفة عند باب المدرسة تنتظره لمدة ثلاث ساعات قائلة :الامتحان النهائي يسبب خوفا وقلقا ونوعا من الهستيريا لنا ولأولادنا والأسئلة كانت جيدة نوعا ما ولكن أسئلة الصف السادس الابتدائي مادة الإنكليزي صعبة ولم تراع الكوادر التدريسية او اللجان مستوى التدريس المتدني للمدرسين وعدم تبسيطهم للمواد وشرح المناهج الدراسية للطلاب بصورة تمكنهم من استيعاب المادة .
تكرار في الأسئلة
علي فراس طالب  في الصف السادس الابتدائي قال: هناك تكرار بأسئلة العربي وعندما اخبرنا المعلمات المراقبات في قاعة  الامتحان اجبن اكتبوا ما تعرفون واذهبوا الى بيوتكم فالأوضاع الأمنية "تخوف" سميرة عدنان باحثة اجتماعية قالت " إذا كنت تخاف نسيان بعض ما درسته وتعلمته فلا تقلق فهذا وهمٌ، أو حالة نسيان مؤقتة، لأن كل ما تعلمته سُجل في الذاكرة وخاصة إذا كنت قد استخدمت عادات الدراسة الحسنة.. وعند استدعاء أية معلومة درستها مسبقاً للإجابة عن سؤال تظن أنك لا تعرف الإجابة عنه فلا تقلق أيضاً لأن الذاكرة تقوم بإصدار التعليمات لليد بكتابة الإجابة الصحيحة، كما يجب أن تعرف بأنك طالب لك القدرات العقلية نفسها التي يملكها أو يتمتع بها الآخرون. فالاسترسال وراء انفعالات الخوف والتشنج والتوتر وفقدان الثقة بالذات يؤثر سلباً على مستوى أدائك في الامتحان وبالتالي على تحصيلك العلمي.كما واشارت الى من يفضل التعليم الأهلي على الحكومي بالقول أن : البيئة المدرسية الصحية والسليمة في المدارس الأهلية إذا ما قيست بتردي البيئة المدرسية في المدارس الحكومية فهي تشكل فارقا بلا شك ولكنها ممكنة لذوي الدخل المرتفع، أما بالنسبة لذوي الدخول المحدودة وموظفي الدولة وذوي المهن الحرة ذات الدخل البسيط تبدو مرتفعة وغير ميسورة، وعلى الرغم ما تتيحه بعض هذه المدارس من مستوى تدريس جيد وناجح وبيئة مدرسية سليمة فإنها لا يمكن أن تشكل بديلا عن التعليم الحكومي الرسمي الذي يلقى على عاتقه إنماء المجتمع وتبنى فلسفة تربوية ترسخ هوية المواطنة.
أسباب الخوف من الامتحانات
 هناك أسباب عديدة تقف أمام عدم استطاعة الطلبة من إكمال امتحاناتهم بشكل جيد ومنها وحسب آراء الاختصاصيين النفسيين التربويين إهمال الطالب للمادة وعدم المذاكرة يوما بيوم وما يترتب عليه من تراكم المادة الدراسية وصعوبة تصنيفها وحفظها،يضاف الى  عدم الاستعداد أو التهيئة الكافية للامتحان،و قلة الثقة بالنفس والتفكير السلبي بالذات فضلا عن دور الاباء في ظهور قلق الامتحان عند أبنائهم ،من خلال توقعاتهم غير المنطقية التي لا يراعون فيها قدرات أبنائهم الحقيقية محددين نتائج لا يمكن لأبنائهم أن يحققوها، والطلبة أنفسهم يشكلون سببا آخر لقلق الامتحان من خلال طموحاتهم المبالغ فيها كالتنافس مع أحد الزملاء والرغبة القوية في التفوق عليه.

الامتحانات في الأهلي والحكومي
يبدو ان حتى أداء الامتحانات في المدارس تختلف باختلاف الانتساب اليها فالأهلية يكون اداؤها اسهل من حيث ان الطلاب يذهبون لأدائها وهم مطمئنين ،وعلق  محمد وهو طالب في احدى المدارس الأهلية المرحلة المتوسطة قائلا: عندما نسجل بالمدارس الأهلية وندفع الأجور "أجور الدراسة" لا تختلف من صف لآخر بل هي ثابتة من الأول الثانوي إلى السادس الإعدادي وتتحدد أجور الدراسة بمبلغ قدره مليون دينار و(500)الف دينار، ومن  الطبيعي ان المدرس سوف يبذل جهدا كبيرا لتبسيط المادة وشرحها بشكل جيد وتقديم ملخصات المناهج التي تبسط المادة للطلبة لهذا نجد ان الامتحان ليس فيه صعوبة ويكون غير مقلق للطلبة، على عكس أصدقائي في مدارس حكومية ينتابهم الرعب والخوف لانهم لم يفهموا المادة ولا شرح المدرس كما يقول محمد.
وأشار المدرس التربوي صباح حميد للمرحلة المتوسطة (تعليم حكومي) : تخضع المدارس الأهلية للإشراف التربوي والإداري من قبل لجان الإشراف من المديرية التابعة لها المدرسة وتحدد تبعيتها الرقعة الجغرافية بالطبع، وتخضع للتقييم وتطبق عليها كافة اللوائح والتعليمات التي تطبق على المدارس الحكومية ، لكن وبكل صراحة اهتمام المدرس بالمدارس الأهلية بشرح المادة الدراسية افضل كثيرا من المدارس الحكومية ..
وعلق أبو وسام والد احد الطلبة في المرحلة الابتدائية قائلاً: إن السبب يعود في عدم تسجيل ولده في المدارس الحكومية  إلى تدني المستوى التعليمي التدريسي وضعفه وهو يريد ضمان مستقبل جيد لابنه من اجل الحصول على معدل ممتاز ليدخل مدارس متميزة  ،وعلى الرغم من جدوى المدارس الأهلية للعوائل المتمكنة ماديا إلا أنها ليست هي الحل السليم لمشاكل وتردي الواقع التعليمي في المدارس الحكومية في العراق فلابد إن يكون للجهات المختصة وقفة سريعة ومعالجة حقيقية للوضع التعليمي ،لأنه أساس الطالب الذي يخرج للحياة ليصبح طبيبا أو عالما أو أديبا، وقد تسهم المدارس الأهلية في خلق حالة التنافس مع المدارس الحكومية.
المراحل غير المنتهية
عبير طالبة في الصف الأول المتوسط قالت  :تركت دراستي  سنتين بسبب الأوضاع التي مربها العراق وبعدها قررت ان ارجع لإكمال دراستي ومواكبة صديقاتي في المدرسة، فما ارجوه من وزارة التربية ان تراعي الطلبة وظروفهم، وان تكون الأسئلة مفهومة ومتوسطة من ضمن المنهج الدراسي لان الظروف لا تسمح في ظل انعدام الخدمات والأمان والظروف التي مرت علينا سابقا تؤثر بشكل كبيرفي نفسيتنا .
واوضحت مريم جبار انها مع زميلاتها فوجئت بالأسئلة المطولة والمركزة والتي تحتاج الى وقت طويل وتفكير عميق للإجابة عليها مضيفة ان هناك معاناة إضافية يلاقونها في البيت من خلال انقطاع التيار الكهربائي مما اثر على جاهزيتهم للامتحانات ، فالطلبة كلهم متحمسون للامتحانات لكن الأسئلة المركزة جعلتهم يتخوفون على مصيرهم والتوتر الأمني يجعلهم في حالة قلق  وهم جالسون على مقاعد الامتحان .
مفخخات وازدحامات
حقيقة كان يجب على الكوادر التدريسية ان تراعي ما يمر به الطلبة من ظروف صعبة من زحام في سير مركبات و تفجير العبوات الناسفة والسيارات لكن المدرسين والمدرسات لم يراعوا ظروف الطلبة وما يمرون به وينبغي على المعنيين في وزارة التربية, ان يراعوا الحياة التي يعيشها الشارع العراقي وإتاحة فرصة لهؤلاء الطلبة على اعتبار ان الطلبة هم شريحة المستقبل في المجتمع  وان تجري الامتحانات بصورة سلسة.
سمر قاسم في المرحلة الابتدائية بينت قيام أهلها بتخصيص مدرسين خصوصيين لها في العطلة الصيفية بعدما نجحت من الصف الخامس وتقول :ان الخوف الذي يعتري الطالب عند دخوله السادس هو خوف لايمكن وصفه , فمثلا انا حافظة للمنهج الدراسي تقريبا عن ظهر قلب لوجود مدرسين في العطلة وبعد العطلة والتحضير اليومي والأسئلة الخارجية والاسئلة الوزارية للاعوام الماضية، لكني مع ذلك يتملكني الخوف من الامتحانات، وكذلك تداعيات الوضع الأمني التي تشغل كل عائلة عراقية، وللاسف ان المدرسات لم يشرحن لنا المواد بشكل كامل انما طلبن منا ان نشتري مصادر ملخصة للمناهج لتساعدنا في فهم المادة لان الوقت لايسمح لهن بشرح المواد الدراسية حسب قول سمر .
وزارة التربية
وقال مدير مكتب وزير التربية وليد حسين في تصريح صحفي إن "وزارة التربية حددت موعد الامتحانات لجميع المراحل الدراسية حيث سيتم بدء امتحانات الصفوف المنتهية من مراحل الإعدادية كافة يوم (1-6-2013) والامتحانات النهائية للصفوف المنتهية للمرحلة المتوسطة سيكون يوم (2-6-2013)، اما الصفوف المنتهية للمرحلة الابتدائية فقد جرت يوم (19-5-2013واضاف "اما المراحل غير المنتهية لجميع  المراحل الدراسية (الابتدائية والمتوسطة والإعدادية) فقد جرت في (5-5-2013).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram