"كان"- من عرفان رشيدأخفقت النجمة الفرنسية الحسناء ماريون كوتّيار في دورة العام الماضي من مهرجان"كان"السينمائي الدولي، في انتزاع جائزة أفضل ممثلة، لأنها كانت تتنافس مع قامة تمثيلية شاهقة وتاريخ كبير مثل إيمانويل ريفا، التي فازت بالجائزة عن دورها إلى ج
"كان"- من عرفان رشيد
أخفقت النجمة الفرنسية الحسناء ماريون كوتّيار في دورة العام الماضي من مهرجان"كان"السينمائي الدولي، في انتزاع جائزة أفضل ممثلة، لأنها كانت تتنافس مع قامة تمثيلية شاهقة وتاريخ كبير مثل إيمانويل ريفا، التي فازت بالجائزة عن دورها إلى جانب جان لوي ترينينيان في فيلم"حب"من إخراج النمساوي مايكل هانيكيه. فقد كانت كوتٌيار مرشّحة قويّة للفوز بالجائزة لأدائها الرائع في فيلم"صدأ وعظام"من إخراج جاك أوديار، لدور مدرّبة حيتان تفقد ساقيها خلال عرض مع حيواناتها.
ولم تعد ماريون كوتيّار مجرّد نجمة فرسية معروفة، بل ممثلة مُفضّلة لدى الكثير من مخرجي هوليوود، وما مرورها على السجادة الحمراء لمرتّين متتاليتين خلال الدورة الحاليّة مهرجان كان السينمائي الدولي، إلاّ دليلاً على الحب الكبير الذي باتت تحظى به من قبل المخرجين وشركات الانتاج الهوليوودية، وهاهي تعود في هذه الدورة من المهرجان في شريطين، أولهما «Blood ties» من إخراج رفيقها غيوم كانييه، وثانيهما «The immigrant"من إخراج الأمريكي جيمس غراي، صاحب"أوديسّا الصغيرة"و"العاشقان"، وتؤدي كوتّيار في هذا الفيلم دور إيفا سيبوسكي، البولندية الشابة التي تصل برفقة شقيقتها ماجدا إلى حزيرة إيلّيس آيلاند في عام 1921 هاربتين من الحرب والفقر المدقع.
تحمل إيفا شهادة اللغة الانجليزية وعنواناً لأعمام لها يسكنون في نيويورك، تملأها القناعة أنها تركت الرعب وراء ظهرها، إلاّ أنها ستجد نفسها مضطرة على فقدان الحلم والأمل، وتعثر على رجل أسمه برونو (يؤديه جواكيم فوينيكس) يدفعها إلى ممارسة الدعارة.
المهاجر
وبعملها في فيلم"The Immigrant" تشتغل كوتّيار في الفيلم الأكثر شخصية من أفلام جيمس غراي، الذي يتحدث عن أجداده الذين وصلوا إلى جزيرة إيلّيس آيلاند في عام 1923، واقتبس أجزاء من تفاصيل الشريط من ذكريات العائلة، إذ يقول"إذا ما أردت أن تعرف الحاضر لا بد لك أن تُلقي إلى الماضي، أي أن ترجع إلى الوراء لتتقدّم إلى الأمام"ويُضيف"عندما أستمع اليوم أحاديث عن المهاجرين القادمين من أمريكا اللاتينية، ألاحظ تكرار مفردات وأوصاف كانت تُستخدم تجاه القادمين من بولندا، أو من إيطاليا، أو اليهود، قبل ما يربو عن قرن، كانت تلك الكلمات من قبيل: قذرون، حمقى وكسالى"ويُشدّد قوله"الهجرة من بين الأمور التي تُبقي بلداً ما حياً، وهي نسَغٌ حيوي يُغني المجتمع ولا يُفقره على الإطلاق".
باريسية بلكنة بولندية
تبلغ ماريون كوتّيار اليوم 37 عاماً من العمر، وفي جعبتها جائزة أوسكار وجوائز أخرى كثيرة، وقد فضّلت على الدوام الأدوار العصيّة، كما حدث في العام الماضي مع فيلم جاك أوديار. تعرّف عليها غراي خلال عمله مع غيوم كانتييه في سيناريو شريط الثاني، ويقول عنها"لقد أدركت بأن ماريون هي الممثلة التي أبحث عنها في أمسية خلال العشاء عندما غضبت مني لاختلافها في وجهة نظر وألقت بوجهي قطعة خبز، حينها أدركت أنني أمام إمرأة ذات شخصية قوية للغاية"ويعترف جيمس غراي أنه لم يشاهد الأفلام الأخرى التي عملت فيها ماريون كوتّيار، ويقول"لحظت في عينيها ضوءاً يجعل من يمتلكه لا يحتاج إلى الكلام.ف لديها من نباهة الممثلين الكبار وقدرتهم التعبيرية والذين يتواصلون مع المشاهد حتى دونما كلمة".
غير أن الشخصية التي تؤديها ماريون كوتّيار في هذا الفيلم ليست صامتة أو بكماء، وتقول الممثلة"لقد كان العمل صعباً وتحدّياً كبيراً. كان على إيوا أن تكون مُقنعة وكان علي أن أؤدي الدور بالإنجليزية بلكنة بولندية"وتُضيف"لقد كتب لي جيمس عشرين صفحة من الحوار بهذه اللغة، وكان ذلك جنوناً حقيقياً، لكّني حصلت على مدرّبين رائعين سهّلوا عليّ الأمر"، وتقول ذلك بإنجليزية دون أية لكنة فرنسية"كنت أرغب في أن أكون في منتهى الإقناع".
وقد تكون مجرّد مصادفة، لكن ماريون كوتّيار تؤدي في فيلم رفيقها غيوم كانييه دور عاهرة تتكلم بلكنة إيطالية.