TOP

جريدة المدى > عام > "سردٌ وشعرٌ وذاكرة" على شاطئ دجلة .. بـيـت الشــعــر العــراقـيّ يــحتــفـي بـ"سنـان أنــطــون"

"سردٌ وشعرٌ وذاكرة" على شاطئ دجلة .. بـيـت الشــعــر العــراقـيّ يــحتــفـي بـ"سنـان أنــطــون"

نشر في: 26 مايو, 2013: 10:01 م

يواصلُ بيتُ الشعرِ العراقيّ سلسلةَ نشاطاته ضمن برنامجٍ ثقافيّ سيستمرّ هذا الصيف بفعاليّات وندوات حواريّة وقراءات شعريّة، ومن بين ذلك احتفاؤه مؤخّراً، بالشاعرِ والروائي سنان أنطون في شارع أبي نؤاس- كافتيريا شاطئية أبي نؤاس، بمناسبة ترشّحه إلى القائمةِ

يواصلُ بيتُ الشعرِ العراقيّ سلسلةَ نشاطاته ضمن برنامجٍ ثقافيّ سيستمرّ هذا الصيف بفعاليّات وندوات حواريّة وقراءات شعريّة، ومن بين ذلك احتفاؤه مؤخّراً، بالشاعرِ والروائي سنان أنطون في شارع أبي نؤاس- كافتيريا شاطئية أبي نؤاس، بمناسبة ترشّحه إلى القائمةِ القصيرةِ لجائزة البوكر العربيّة 2013 عن روايته "يا مريم"، لتشمل الأمسية تقديم شهادات عنه وقراءات لنماذج من شعره مع حوار مفتوح أجاب فيه أنطون على أسئلة الجمهور.
وباسمِ بيت الشعر وجّه الشاعر حسام السراي تحيّته إلى المحتفى به، قائلاً:" انّ وجود سنان بيننا يعني انّنا عندما نحتفي بمبدعٍ في البيت من المقيمين داخل البلاد، فإنّنا نتفاعل ونحتفي بالمستوى نفسه مع مبدع يقيم خارج العراق، للتأكيد على إنّ الثقافة العراقيّة، ثقافة واحدة".
وخلال تقديمه ذكر الروائي أحمد سعداوي الذي أدار الجلسة إنّه عرف المحتفى به من خلال روايته الأولى "اعجام"، شارحاً جوانب من سيرة أنطون واشتغالاته في الشعر ومنها ما أصدره في مجموعته" ليل واحد في كلّ المدن".
ثمّ تحدّث الروائي سنان أنطون عن "السعادة الغامرة التي يشعر بها وهو في بغداد"، بقوله: "أنْ أكونَ بين الأصدقاء الذين تحاورت معهم في الفضاء الافتراضي وعبر شبكة الانترنت، وأنْ أقرأ شعراً في بغداد، فهذه هي الجائزة الحقيقية..".
ليستمع الجمهور إلى مجموعة من قصائد "ليلٌ واحدٌ في كلّ المدن"، ومنها "أرِحْ قَرنَيْكَ" التي جاء منها:" الريحُ، الليلةَ، ثورٌ هائجٌ/ مثخن بالطعنات/ يركضُ في كلّ الشوارع/ تبكيه السماء بحُرقةٍ/ كلّ الأبواب موصدةٌ/ أمامه/ والناسُ نيام/ إلا أنا/ أقفُ بانتظاره/ ألوّح له بقلبي/ وأهتفُ: أَرِح قرنيكَ،/ ها هنا/ كي ننزِف معاً".
ليأتي دور الروائي ضياء الخالدي الذي أشارَ في مداخلة له إلى أنّ معرفته بسنان تكوّنت عبر قراءته لنتاجه وأوّله روايته "إعجام" التي وجدها تتّسم بالبساطة في رسم المشهد وخلق المتعة في السرد من دون زوائد في اللغة"، واصفاً نهج المحتفى به بأنّه "قريب من منطقة اشتغاله، كونه من الجيل الجديد الشاب، بعكس اللغة التي اعتادتها الراوية العراقيّة منذ عقود، ورواية "يا مريم" مثّلت قمة أدائه الذي وصله وتوّجت بالصعود الى البوكر".
ليتطرّق أحمد سعداوي إلى رواية "وحدها شجرة الرمان"، وهي الثانية من بين اصداراته، حيث قال:" كان هناك نوع من المفاجأة انّ روائياً يقيم خارج العراق يُلم بموضوعات وأحداث كثيرة مرّت بالعراق بعد نيسان 2003، وبناء على ذلك أوجّه السؤال بالنيابة عن الجمهور هل على الروائي أنْ يكتب فقط ما يعرفه أم انّه يُجري بحثاً ويخوض في تفاصيل الرواية التي يُريد كتابتها؟
من جهته، أشار أنطون إلى أنّه "متابع للمجريات في البلد أوّلاً بأول منذ أنْ غادرته، حتّى إنّ الأصدقاء كانوا يقولون لي (دوّختنا بأخبار العراق)، وعندما صدرت رواية "إعجام"، سررت بردود الأفعال لكن ما أزعجني هو القول بأنّ الكاتب المسيحيّ يكتب عن المجتمع المسيحيّ، لذا تولّد الإصرار على أن أكتب شيئاً بعيداً عني وعن عائلتي، وهنا قرأت تقريراً عن مهنة "المغسلجي" ووجدتها فكرة مثيرة؛ لأنّ الخوف والتحدّي يأتيان عند الكتابة عن عوالم لا يعرفها الإنسان؛ لأنّ تقمّص حياة أخرى سيكون مثيراً، والمؤسف إنّ هناك في الإبداع تقسيمات تدخل في الاطار الطائفي والاثني".
أعقبَ ذلك استفهام مقدّم الجلسة عن علاقة سنان بالشعر اليوم وهل تراجع لديه هذا الفنّ لحساب الرواية، ليجيب: "أتهيّبُ من الشعر وأتريّث كثيراً وأتمنّى أنْ أجمع قصائدي الجديدة في كتاب، وفعلاً بدأت أخاف في داخلي على الشاعر من الروائي، والآن وفي الأشهر الأخيرة عدت بقوّة إلى كتابة الشعر، فأن تكتب الرواية والشعر هو مثل الزواج من اثنتين".
وفي مداخلته بيّن الشاعر زاهر موسى:" تحدٍ كبير يُشكر عليه سنان أنطون وهو يأتي إلى بغداد في هذه الظروف الصعبة والمقلقة"، لينوّه: "قرأتُ في كتاب "الوطنية" ضمن المنهج الدراسي إنّ المسيحيّين هم من المكوّنات القديمة، وقد شممتُ رائحة غير طيبة من توصيف "القديمة"، وكأنّهم كائنات منسوخة وليست أصيلة، وكلّنا يعرف انّ الأقليات جزء من تشكيل الذاكرة الوطنية، فأن يكتب سنان عن المسيحية في رواياته فهذا اكتشاف لمعرفة جديدة".
وليعلّق موسى أيضاً:" في الروايةِ هو يغرقُ في التفاصيل، في حين يكتب الشعر بمزاج عالمي، وأنا مع هذا التوجه بكتابة شعر يمكن ترجمته، فما من ضير في أن نكتب بلغة عالميّة".
وقبل أن يختتم الجلسة بقراءة مجموعة أخرى من قصائده، أوضح أنطون:" الأمل الوحيد لدينا هو النشاط الرائع الذي يقدّمه الشباب في هذه الظروف والمواهب الرائعة التي لو كانت موجودة في بلد ثانٍ لكانت فعلت الكثير، ذلك لأنّهم تحرّروا من الأمراض الايديولوجية وشرعوا بالتعاون في بناء مؤسّسات جديدة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مدخل لدراسة الوعي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

في مديح الكُتب المملة

مقالات ذات صلة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع
عام

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

علي بدركانت مارلين مونرو، رمزاَ أبدياً لجمال غريب وأنوثة لا تقهر، لكن حياتها الشخصية قصة مختلفة تمامًا. في العام 1956، قررت مارلين أن تبتعد عن عالم هوليوود قليلاً، وتتزوج من آرثر ميلر، الكاتب المسرحي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram