TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الهايس 2

الهايس 2

نشر في: 26 مايو, 2013: 10:01 م

حميد ومحمد الهايس من قادة مجلس إنقاذ الأنبار، نقلت لهما وسائل إعلام عربية ومحلية، تصريحات ، تعبر عن استعدادهما لتنفيذ صولة مدعومة من الحكومة ، لإنهاء اعتصامات الأنبار ، فالأول دعا إلى حرق خيام المعتصمين ، لأنها تؤوي عناصر تنظيم القاعدة ، أما الآخر فأكد مقتل احد أبناء عشيرته ، ضابط في الجيش ، على يد مجرمين ، وفر لهم المعتصمون الحماية والملاذ الآمن ، وعلى اثر ذلك ، نظم الرجل تظاهرة شارك فيها المئات بعضهم حمل الأسلحة ، والآخر صور رئيس الحكومة ، لإعطاء رسالة إلى الآخرين ، تفيد بان هناك الكثير من أبناء المدينة يرغبون في إنهاء الاعتصام باستخدام السلاح ،بوصفه الخيار الوحيد لحل الأزمات.
المشكلة بين الحكومة والمتظاهرين خرجت عن نطاقها الضيق ، وامتدت حتى إلى دول الجوار فنائب رئيس الوزراء صالح المطلك ، اعرب عن اعتقاده بإمكانية ان تلعب المملكة العربية السعودية دورا في حل المشكلة من خلال ما تملكه من علاقات طيبة بشخصيات عشائرية في المناطق الغربية ، تستطيع ان تحث المتظاهرين على القبول بخوض حوار جدي مع الحكومة والمسؤولين في بغداد ، وما ذهب إليه المطلك وهو احد أعضاء اللجنة الخماسية المكلفة بتلبية مطالب المتظاهرين، يشير بشكل لا يقبل الشك إلى اعتراف غير مباشر، بأن اللجنة فشلت في تحقيق أهدافها .
العراق معروف بانه الأكثر نشاطا بين دول العالم في تشكيل اللجان ، فمع بروز أية مشكلة ، تلجأ الجهات الرسمية الى تشكيل لجان للتعاطي مع ملف يتطلب حلولا عاجلة ، وغالبا ما تعجز تلك اللجان عن تنفيذ واجباتها ، وبمرور الزمن ، يلفها النسيان ، ويصبح التساؤل عما حققته من نتائج في عداد المجهول ، وتشكيل اللجان ليس تقليدا عراقيا فحسب ، بل هو إجراء معروف ومتداول في المنطقة ، يكشف عن "التسويف العربي الرسمي" في التعاطي مع الأزمات وفي بعض الأحيان النكبات ، ومراجعة أعداد اللجان المشكلة طبقا لمؤتمرات القمة العربية ، خير دليل على حرص صناع القرار على اعتماد التسويف في مواجهة "القضايا المصيرية ".
خيار اعتماد السلاح في التعاطي مع الأزمات ، يعني ان هناك من يسعى الى توجيه فوهات مدافعه للديمقراطية ، وهذا التوجه سواء كان بدعم رسمي او شعبي او ديني ، ينذر بكوارث ، تهدد السلم الأهلي ، و تمنح المغامرين فرصة ان يكونوا أمراء حروب في ارض لم تتخلص بعد من رماد خلفته سنوات العنف الطائفي، وراح ضحيته ملايين الأبرياء .
السلاح ألدّ أعداء الديمقراطية، وتجربة عشر سنوات في اعتماد صناديق الاقتراع لتحقيق التداول السلمي في العراق ، وعناصر المجاميع الإرهابية سواء من كان داخل ساحات الاعتصام أو خارجها لا يؤمنون بهذا المنطق ، والتجربة الديمقراطية لم تستطع ان تقنع بعض العقول في ادراك وفهم قواعدها ، وبشاعة المشكلة العراقية ان معظم الأطراف مازالت تؤمن بان السلاح هو الخيار الوحيد لاحتواء الأزمات ، مع انتفاء الحاجة لتشكيل اللجان .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram