حميد ومحمد الهايس من قادة مجلس إنقاذ الأنبار، نقلت لهما وسائل إعلام عربية ومحلية، تصريحات ، تعبر عن استعدادهما لتنفيذ صولة مدعومة من الحكومة ، لإنهاء اعتصامات الأنبار ، فالأول دعا إلى حرق خيام المعتصمين ، لأنها تؤوي عناصر تنظيم القاعدة ، أما الآخر فأكد مقتل احد أبناء عشيرته ، ضابط في الجيش ، على يد مجرمين ، وفر لهم المعتصمون الحماية والملاذ الآمن ، وعلى اثر ذلك ، نظم الرجل تظاهرة شارك فيها المئات بعضهم حمل الأسلحة ، والآخر صور رئيس الحكومة ، لإعطاء رسالة إلى الآخرين ، تفيد بان هناك الكثير من أبناء المدينة يرغبون في إنهاء الاعتصام باستخدام السلاح ،بوصفه الخيار الوحيد لحل الأزمات.
المشكلة بين الحكومة والمتظاهرين خرجت عن نطاقها الضيق ، وامتدت حتى إلى دول الجوار فنائب رئيس الوزراء صالح المطلك ، اعرب عن اعتقاده بإمكانية ان تلعب المملكة العربية السعودية دورا في حل المشكلة من خلال ما تملكه من علاقات طيبة بشخصيات عشائرية في المناطق الغربية ، تستطيع ان تحث المتظاهرين على القبول بخوض حوار جدي مع الحكومة والمسؤولين في بغداد ، وما ذهب إليه المطلك وهو احد أعضاء اللجنة الخماسية المكلفة بتلبية مطالب المتظاهرين، يشير بشكل لا يقبل الشك إلى اعتراف غير مباشر، بأن اللجنة فشلت في تحقيق أهدافها .
العراق معروف بانه الأكثر نشاطا بين دول العالم في تشكيل اللجان ، فمع بروز أية مشكلة ، تلجأ الجهات الرسمية الى تشكيل لجان للتعاطي مع ملف يتطلب حلولا عاجلة ، وغالبا ما تعجز تلك اللجان عن تنفيذ واجباتها ، وبمرور الزمن ، يلفها النسيان ، ويصبح التساؤل عما حققته من نتائج في عداد المجهول ، وتشكيل اللجان ليس تقليدا عراقيا فحسب ، بل هو إجراء معروف ومتداول في المنطقة ، يكشف عن "التسويف العربي الرسمي" في التعاطي مع الأزمات وفي بعض الأحيان النكبات ، ومراجعة أعداد اللجان المشكلة طبقا لمؤتمرات القمة العربية ، خير دليل على حرص صناع القرار على اعتماد التسويف في مواجهة "القضايا المصيرية ".
خيار اعتماد السلاح في التعاطي مع الأزمات ، يعني ان هناك من يسعى الى توجيه فوهات مدافعه للديمقراطية ، وهذا التوجه سواء كان بدعم رسمي او شعبي او ديني ، ينذر بكوارث ، تهدد السلم الأهلي ، و تمنح المغامرين فرصة ان يكونوا أمراء حروب في ارض لم تتخلص بعد من رماد خلفته سنوات العنف الطائفي، وراح ضحيته ملايين الأبرياء .
السلاح ألدّ أعداء الديمقراطية، وتجربة عشر سنوات في اعتماد صناديق الاقتراع لتحقيق التداول السلمي في العراق ، وعناصر المجاميع الإرهابية سواء من كان داخل ساحات الاعتصام أو خارجها لا يؤمنون بهذا المنطق ، والتجربة الديمقراطية لم تستطع ان تقنع بعض العقول في ادراك وفهم قواعدها ، وبشاعة المشكلة العراقية ان معظم الأطراف مازالت تؤمن بان السلاح هو الخيار الوحيد لاحتواء الأزمات ، مع انتفاء الحاجة لتشكيل اللجان .
الهايس 2
[post-views]
نشر في: 26 مايو, 2013: 10:01 م