بغداد / وكالات طالب مزارعون ومسؤولون في ديالى، أمس، وزارة الزراعة والسلطات الحكومية بوقف استيراد المحاصيل في مواسم جني المنتج المحلي ومنع دخولها إلى محافظة ديالى لحماية وتشجيع المزارعين لأن استيرادها اضر بمصلحة الفلاحين وأثر على واقعهم
بغداد / وكالات
طالب مزارعون ومسؤولون في ديالى، أمس، وزارة الزراعة والسلطات الحكومية بوقف استيراد المحاصيل في مواسم جني المنتج المحلي ومنع دخولها إلى محافظة ديالى لحماية وتشجيع المزارعين لأن استيرادها اضر بمصلحة الفلاحين وأثر على واقعهم المعيشي.
وقال نائب رئيس المجلس المحلي في ناحية العظيم فهد العزاوي، في حديث لـ"شفق نيوز"، ان "فلاحي الناحية يشتكون من هبوط أسعار بيع محاصيلهم الزراعية بسبب وفرة المنتج المستورد وغزارته في الأسواق المحلية"، مبيناً أن "مقدار ما يجنوه من موارد لا توازي تكلفة الإنتاج".
وأضاف أن "فلاحي الناحية يطالبون بغلق حدود المحافظة أمام المحصول المستورد على الأقل خلال الفترة الحالية التي تنتج فيها محاصيل محلية لدعم الفلاح".
وأشار إلى ان "ضعف الدعم الحكومي للفلاحين والمزارعين دفعهم إلى شراء المستلزمات الزراعية من السوق السوداء بأسعار مرتفعة ما اثر على نوعية وجودة المنتج المحلي".
وأكد العزاوي ان "الاستيراد العشوائي والمستمر للمحاصيل الصيفية يهدد بعزوف الفلاحين عن ممارسة مهنة الزراعة وتدهور القطاع الزراعي وانخفاض إنتاجيته، مطالبا "السلطات المعنية بإصدار قرار يحظر استيراد المحاصيل الصيفية حتى الشتوية في مواسم جني المحاصيل المحلية".
من جهته قال إسماعيل محمد احد أصحاب مكاتب بيع وشراء الفواكه والخضراوات في المقدادية ان "أصحاب البساتين والمزارع اصبحوا في وضع لا يحسدون عليه نتيجة تدني الأسعار لهذا العام جراء خطط تقنين المياه وإلغاء الخطط الزراعية الصيفية وتخصيص المخزون المائي لإرواء البساتين ولأغراض الشرب فقط".
وشدد محمد على "اتباع سياسة محايدة في الاستيراد تتضمن وقف الاستيراد في فترات طرح وتسويق المنتج المحلي من الفواكه والخضراوات إلى الأسواق والاستيراد في أوقات شح وغياب المنتجات المحلية عن السوق أي في فترات ومواسم اختفائها وهي خطة ناجحة ومتبعة في العديد من الدول النامية".
بالمقابل رفض الخبير الاقتصادي ماهر إبراهيم وقف استيراد الفواكه من دول الجوار أو منع دخوله ديالى بسبب "حاجة السوق المحلية للمنتج المحلي والأجنبي"، مبينا ان "الفاكهة المستوردة إضافة إلى المنتج المحلي لا يغطي حاجة المحافظة الفعلية وحاجة المستهلك المستمرة". وذكر إبراهيم ان "أكثر المحاصيل المحلية غير نوعية وتشمل عدة أصناف وخواص بين رديئة وجيدة"، مستدركا ان "المحاصيل المستوردة تنفرد بخواص ومميزات جيدة لاقت إقبالا شديدا في السوق من حيث الطعم والجودة وملاءمة الأسعار".
وأضاف إبراهيم ان "وقف الاستيراد مرهون باستعادة بساتين الفاكهة لعافيتها الإنتاجية من حيث زراعة الأصناف الأجنبية من الفاكهة والخضراوات والتخلي عن زراعة الأشجار عديمة الكفاءة التي لا نرى منها إلا كبر الحجم مقابل منتج رديء الجودة غالبا".
بدوره أكد مصدر في زراعة ديالى طلب عدم الإشارة إلى اسمه ان "قرار وقف استيراد الخضراوات أو الفواكه شأن يقع ضمن صلاحيات وزارة الزراعة التي تستورد الفاكهة ضمن خطة معتمدة ولا يمكن اتخاذ أي قرار بخصوص الاستيراد لسد حاجة السوق المحلي"، مبينا ان "منتج المحاصيل المحلية لا يغطي حاجة المحافظة".
وعزا المصدر أسباب استمرار استيراد الفواكه الخضراوات الى "الإقبال الكبير عليها في الأسواق المحلية" معربا عن "استعداد دائرته لتلقي طلبات المزارعين الداعية لوقف استيراد المحاصيل في مواسم جني المحصول المحلي وإحالتها لوزارة الزراعة المعنية باتخاذ القرار حيال ذلك".
وتعرض الواقع الزراعي في محافظة ديالى إلى انتكاسات كبيرة خلال الفترات السابقة؛ بسبب ظروف الجفاف والتهجير الطائفي، وعدم توفير المستلزمات المطلوبة لهم، ما أدى إلى هجرة آلاف المزارعين الى خارج المحافظة، وترك نحو 30 بالمئة من مزارعي المحافظة لمهنة الزراعة، والبحث عن مهن بديلة أخرى.