اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > كتابة على الحيطان: عدو من خلف الجدران

كتابة على الحيطان: عدو من خلف الجدران

نشر في: 1 نوفمبر, 2009: 05:29 م

عــامــر القيســي خلال اقل من شهر أجرينا في المدى ثلاثة تحقيقات صحفية عن وجود إشعاعات لأجسام معدنية، منها من بقايا أسلحة النظام المباد ومنها من مخلفات القصف والحروب، كان الأول في المطعم التركي والثاني في مدينة الشعب والثالث المنشور اليوم في هذه الصفحة في منطقة الاورفلي.
 هذه الإشعاعات لم تكن تعرف بها أساساً بعض الجهات المسؤولة والبعض يعرف والبعض الآخر يدري ولا يدري، لكن الحقيقة الأكيدة ان هنالك مشكلة خطيرة اسمها (الإشعاعات) وهي إشعاعات، الواضح من تأثيراتها أنها تسبب أمراضا سرطانية، لكن غير المكتشف من الأمراض لا أحد يعلم بمدى تغلغله في أجسادنا، وليس هناك أكثر تجسيدا من ان جسما بقدر حبة الفاصوليا كان مطمورا تحت إسفلت الشارع وكان يشع، وعندما تم نقله بحاوية أحيطت الحاوية بصبات كونكريتية، ليس لوقف تأثير إشعاعاته، انما للتخفيف منها! إذن.. نحن أمام مشكلة لا تقل، ان لم تكن أقوى، من مشكلات عديدة من نفس الطراز، مثل مشكلة الألغام ومختلف انواع التلوثات التي تعاني منها البيئة العراقية، تلوثات لها نتائج كارثية على الصحة العامة، والمثير في الأمر ان أحدا لا يعلم ان كانت هناك مناطق أخرى تعاني من تلوثات وما هو شكلها وما طريقة علاجها. صحيح ان هناك لجنة رسمية تعمل وتبذل جهودا، على قدر حالها، للاستقصاء والمعالجة، لكن المشكلة اكبر بكثير من مستويات هذه الجهود وأكثر عمقا واعقد فنيا من إمكاناتها. مشكلة ليست من اختصاص الهيئة فقط أو وزارة البيئة أو منظمات المجتمع المدني التي تبحث في الهواء عن اشياء اصلها في الأرض! او حتى المنظمات الدولية المتعاطفة مع البيئة العراقية لإنقاذها من مختلف أنواع التلوث. ربما ينظر البعض الى هذه المشكلة باعتبارها اقل أهمية من الوضع الأمني أو القائمة المفتوحة والمغلقة أو قانون النفط، انها أيها السادة المسؤولون مشكلة كبيرة بحجم أهمية الإنسان وحياته وحقوقه في العيش في بيئة آمنة حفاظا على حياته وحياة عائلته، لا أن تتسرب أشباح الموت اليه من خلف جدران بيته معتقدا انه في أمان من النتائج الكارثية للسياسات الرعناء للنظام المباد عندما اعتقد أو كان يعتقد ان الحرب نزهة تنتهي بسكوت المدافع والرشاشات. لقد كان محقا من قال ان الحروب الحقيقية تبدأ عندما تصمت الجبهات، وهي حقيقة نعيشها كل لحظة في حياتنا عندما ندفع اثمانا مختلفة لأفعال لا ناقة لنا فيها ولا جمل! نستطيع القول من دون تردد انها مشكلة وطنية من الطراز الأول، وأخطر ما فيها انها لا تشبه الأعداء العاديين، انها عدو يتسرب من بين كل الموانع التي تعتقد بأنها تحميك، عدو يتسلل الى جسمك من بين فتحات الشبابيك وسماكة الجدران الكونكريتية والسيارات المصفحة، انه عدو له القدرة على دخول المنطقة الخضراء من دون (باج) احمر أو أخضر أو سمائي! عدو بحاجة الى جهود محلية ودولية من اجل السيطرة على امتداداته السرطانية ومن يعتقد غير ذلك، ربما ندله في تحقيق قادم عن مكان جديد يختبئ فيه العدو الذي يستخف به البعض!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram