TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا تنسوا المجلس والقضاء

لا تنسوا المجلس والقضاء

نشر في: 28 مايو, 2013: 10:01 م

المهمة الأساس لأي حكومة توفير الأمن للمجتمع، أفراداً وجماعات، لكن المسؤولية عن الانفلات الأمني السافر في مختلف مدن البلاد والموجة الارهابية المتفاقمة لا تنحصر المسؤولية عنهما بالحكومة، فلها شركاء لا ينبغي اعفاؤهم من هذه المسؤولية.
المسؤول الاول بعد الحكومة هو مجلس النواب الذي فشل فشلاً ذريعاً في تأكيد حضوره واثبات وجوده على انه السلطة الاولى في البلاد التي يتعيّن أن تنحني لها رؤوس الجميع بوصفها سلطة الشعب.
مهمة البرلمان الرقابية تتقدم على مهمته التشريعية، لكن برلماننا ظل طوال السنوات الماضية، وبخاصة في عهد حكومة المالكي الثانية، الحالية، لا في العير ولا في النفير على صعيدي الرقابة والتشريع كليهما. الحكومة هي التي تشرّع  ولا تقبل من البرلمان الا بدور الباصم على تشريعاتها، ولا تقبل أيضاً باي رقابة من البرلمان على عملها، والحجج لا عدَ لها ولا حصر، وآخرها ان البرلمان أصبح بيتاً للإرهابيين من البعثيين وعناصر القاعدة!
الحكومة الحالية ورئيسها يتعاملان مع مجلس النواب باحتقار شديد وتكبر لا مثيل له، الى درجة ان المجلس لم يستطع أن يحاسب لا رئيس الحكومة ولا أياً من وزرائه ولا حتى من هم أدنى من مستوى الوزراء . بل ان الازمة القائمة منذ مدة بين البرلمان والحكومة أظهرت أن ليس في وسع البرلمان مساءلة ومحاسبة شرطي عادي، فلم يكن في مقدوره استدعاء المسؤولين عن الأجهزة الأمنية لسؤالهم عن اسباب الانهيارات المتفاقمة في قطاعهم، وذلك لأن رئيس الحكومة، القائد العام للقوات المسلحة، لا يقبل بذلك.. أي انه لا يقيم وزنا للبرلمان بأعضائه الثلاثمئة وخمسة وعشرين وبالملايين التي انتخبتهم من ابناء الشعب. والأمر مفهوم، ففضلاً عن احتقاره البرلمان يخشى رئيس الحكومة والقائد العام ان تتكشف مسؤوليته المباشرة عن فقدان الأمن في البلاد.
من المضحك المبكي ان رئيس مجلس النواب الذي فشل مرات عدة في استدعاء رئيس الحكومة ومسؤولي الامن الى البرلمان لمساءلتهم، طلب أمس الأول من القادة الأمنيين تقديم "تبريرات مقنعة" لتردي الأمن في البلاد!.. من يسمع لك؟
  والى جانب البرلمان تتحمل السلطة القضائية هي الأخرى المسؤولية عن الحال التعيسة التي تعيشها البلاد... القضاء راضٍ، مع سبق الإصرار، بتعطيل دوره في اقامة العدل، وهو مما يشجع الحكومة ورئيسها على التمرد على البرلمان، ففي كل الأزمات التي نشبت بين البرلمان والحكومة لزمت السلطة القضائية جانب الحكومة، لتساهم –السلطة القضائية– في إذلال البرلمان وتعطيل دوره الرقابي والتشريعي. وبرغم ان رئيس الوزراء أعلن غير مرة توافره على ملفات تدين مسؤولين كباراً في الدولة بخرق القانون وبالفساد والارهاب، لم يتحرك القضاء، وبالذات هيئة الادعاء العام، لمطالبة رئيس الحكومة بهذه الملفات كيما يأخذ القانون مجراه بشأن من اتهمهم علناً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. احمد عبد الوهاب

    شكرا لك استاذ عدنان لكن نتسائل ماالحل؟خاصة اذا انحاز القضاء الى رئيس الوزراء ومنحه الحق بالترشح لفترة ثالثة....يجب علينا البحث في ذلك....والى الله المشتكى!!!

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram