TOP

جريدة المدى > سينما > مئة عام من متعة السينما الهندية

مئة عام من متعة السينما الهندية

نشر في: 29 مايو, 2013: 10:01 م

لم يكن أحد ليصدق أن أول فيلم هندي عام 1913 سيكون فاتحة لتاريخ طويل وعريض مليء بالنجاحات والأمل , (راجا هانتشيرا) الفيلم الذي دشن به الهنود بداية مسيرة بلادهم السينمائية كان ولا يزال علامة مضيئة في تاريخ هذه السينما والتي تنافس الأن أكبر سينمات العالم

لم يكن أحد ليصدق أن أول فيلم هندي عام 1913 سيكون فاتحة لتاريخ طويل وعريض مليء بالنجاحات والأمل , (راجا هانتشيرا) الفيلم الذي دشن به الهنود بداية مسيرة بلادهم السينمائية كان ولا يزال علامة مضيئة في تاريخ هذه السينما والتي تنافس الأن أكبر سينمات العالم حداثة وتطوراً ويشكل أنتاجها من الأفلام سنوياً مايعادل ثلث أنتاج العالمي من الأفلام , بدأ الهنود يفكرون فعلياً بشريط الفيلم السينمائي عندما عرض الأخوة (لوميير) إنتاجهم من الأفلام حينذاك في مدينة ببومباي , فما كان من داد بهالكي الا أن يصنع أول فيلم هندي ليُعتبر بعدها الأب الروحي للسينما الهندية , وبالرغم من صعوبة الأوضاع الأقتصادية والأجتماعية التي تعيشها الهند أنذاك , أستطاع مخرج ومنتج الفيلم من تصويره وسط صعوبات كثيرة وعراقيل فنية لاتحصى ولاتعد , وبمرور الزمن أستطاع صناع الفيلم في الهند من استيراد الخبرة الفنية المتخصصة في مجالات الأنتاج السينمائي فقاموا بأدخال الصوت على الفيلم الهندي عام 1931 فأنتجوا أول أفلامهم الناطقة وكان بعنوان (عالم أراء) وحقق هذا الفيلم شهرة مدوية في جميع أنحاء الهند ثم جاء بعده فيلم (بهاكايرا اهيلا) وعرض في 15_ايلول _ 1931 أدى ادخال الصوت على الفيلم ثورة سينمائية هندية لتتحول مدينة مثل بومباي الى ورشة عمل كبيرة لأنتاج الأفلام السينمائية مما حدى برؤوس الأموال الهندية تصب كلها في هذه المدينة للأرباح التي كانت تجينها السينما الهندية انذاك , وكشكل من اشكال الجذب الذكي للجمهور أستطاع المنتجون من أطلاق نجوم محبوبين يرمزون دائماً الى عامل الخير والجمال مقابل رموز الظلم والفساد فانتشرت ظاهرة البطل النجم الذي تعلق به الجمهور حد الجنون وهذا ما درجت عليه السينما الهندية لهذا اليوم! وتنافس الوطنيون قبل أستقلال الهند بأستغلال الشاشة الفضية لنشرالروح والوطنية للشعب الهندي , كذلك تسريخ مبادئ الحرية والاستقلال من خلال انتاج كم من الافلام التي كانت ترمز الى الحرية والأستقلال  , ولم تقتصر هذه الافلام على قصص وحورات وشعارات فقط بل سخرت كذلك الأغاني لتعبر هي الأخرى عن رمزية الثورة وكانت أغنية (أذهب بعيدا الهند لنا)  في فيلم (قسمت) انتاج سنة 1943 تحدا واضحا للمستعمر البريطاني , بل أصبحت هذه الأغنية مثابة نشيد قومي  يتغنى به الوطنيون. أما بعد الأستقلال فقد عاشت السينما الهندية عصرها الذهبي وحافظت على مذاقها الأجتماعي والذي يفضله الجمهور وشاعت أسماء نجوم يعتبرون للآن إيقونات السينما الهندية ومنهم (ديليب كومار _ راجي كابور _ ديف اناند)  , وفي خضم هيمنة المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي ايام الخمسينات والستينات أستطاع الفيلم الهندي من تجاوز حدوده بفضل المهرجانات السينمائية التي كان الاتحاد السوفيتي يثقف لها ويمولها كجزء من نشر الافكار الاشتراكية ايام الحرب الباردة , فسطع نجم الفيلم الهندي حتى استطاع ان يهيمن على اسواق اسيا والشرق الاوسط , وكانت دور السينما في القاهرة وبيروت وبغداد تعرض الكثير من الافلام الهندية والتي كانت تحظى بأقبال كبير من جمهور المشاهدين , وخلافاً للأعتقاد السائد لدى الناس من أن السينما الهندية لاتنتج سوى الأعمال التجارية فأن السينما الهندية أنجبت أحد أهم مخرجي العصر السينمائي في القرن الماض ألا وهو(ستاجييت راي) وثلاثيته عالم أبو حيث لايزال هذا الفيلم يدرس كمادة أساس في جميع معاهد الهند السينمائية حتى كافأته هووليود بجائزة الأوسكار عن مجمل أعماله سنة 1992 , هذا ويعتبر الفيلم الهندي اليوم ثاني أكثر الأفلام عرضاً من على شاشات دور العرض الأمريكية وفي دول أمريكا اللاتينية وكذلك في دول اسيا والشرق الأوسط ويحقق أرباحا خيالية تفوق بعض الأحيان ما تجنيه هوليوود من صناعة أفلامها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram