نتأسف في اغلب الاحيان لتمرد اتحاد الكرة على القيم والثوابت المعمول بها من الاتحادات المجاورة لاسيما تلك التي سبقها اتحادنا في التأسيس والريادة والانجاز بعدما لجأ الى احتكار اللجان المهمة لاسيما ذات العلاقة بالتخطيط والتقييم للمنتخبات الوطنية وتعثر في رسم سياسة تحضيراتها للبطولات الكبيرة.
تلك كانت ابرز فقرات الخلاصة الحوارية للقاء الصريح الذي جمعنا به الزميل العزيز حسام حسن مع الدكتور جمال صالح والكابتن احمد صبحي أمس الأول الثلاثاء عبر قناة الحرة عراق لتقييم استعدادات المنتخب الوطني لمواجهة شقيقه العُماني في الرابع من حزيران المقبل ، فكل ما طرحه حسام من محاور كانت تمثل هاجس الشارع الرياضي المترقب بحذر لمصير أسود الرافدين ، وما ذكره صالح في اللقاء من تحليل قيّم ونقد مباشر وإجراءات مستقبلية يؤشر خسارة اللعبة احد خبرائها ممن لم نستفد من جهودهم وما تكتنزه عقولهم من ثراء العلم الرياضي ورؤى المستقبل باندفاع وطني مجرد من الاطماع فضلاً عن شخصيته البسيطة واحترامه لآراء الجميع من دون تعالٍ أو تطيّر.
صالح بحضوره الجميل من دبي ، تحدث بلغة الحكيم مثلما عرفناه في جميع برامج التحليل والنقد الشفاف ، وكنت أعنيه بالفعل في معرض حديثي عن الحكمة المأثورة ( اذا شاورت عاقل .. يصبح عقله ملكاً لك) وكثير من العقلاء قدموا النصح للاتحاد ديدنهم انقاذه من ورطة أو تقديم مشورة مهمة أو تخلصه من خطأ لا يغتفر بعد ان اصبح مضرباً للفوضى في التخطيط بين الاتحادات العربية بدليل انه الوحيد الذي لم يزل محافظاً على رقمه القياسي بتمديد مسابقة النخبة الى نهاية شهر آب من كل عام بسبب ارتجالية القرار الفني وخوائه من الفائدة على مستوى الاندية أو الجمهور او المنتخبات.
ولعل تهكّم الكابتن احمد صبحي بـ(كلمة) تخطيط في تساؤله الى الزميل حسام عمّا تعنيه هذه الكلمة في قواميس الترجمة اللاتينية أم الفارسية أم الآشورية ...؟ في اشارة منه الى ان نهضة أي مشروع حيوي يرتبط بسمعة بلد لا يستند على التخبط ، بل الى التخطيط المدروس والتفاهم بين الاطراف المعنية بإدامة النجاح والمحافظة على تطويره من حال الى حال ، أما بقاء واقع اللعبة يرزح تحت تأثير المخدّر بأنواعه (الظرف الأمني وشحة الأموال والحظر الدولي وبؤس الملاعب) سيقودها الى الهاوية التي لا نتمناها في ظل وجود كفاءات إدارية وتدريبية مهمشة لن تأخذ طريقها للمشاركة في استشفاء اللعبة من أمراض الاتحاد الحالي.
وأجد من باب النصيحة المخلصة ان يراجع الاتحاد شريط لقاء حسام في ثلاثاء رياضته الذي كان بحق درساً استثنائياً يتفحص عِلل الاتحاد ويُعدّل سِكته التي انحرفت عن مسارها مثلما أشرنا آنفاً ، كما ينبه الى ضرور إيكال مهمة المنتخبات الوطنية الى لجنة خاصة بها ومثلها الى المحترفين تكون مستقلتين لا يوجد فيهما إلا عضواً واحداً يشرف على اعمالهما ويتلقى توصياتهما ويتابع تنفيذها حرفياً طالما انها صادرة عن شخصيات ثقاة تعرف خبايا التقصير وتمتلك اسرار النجاة باللعبة اذا ما مُنحت الفرصة والوقت.
على الاتحاد الالتزام بتعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم التي أكد فيها على وجوب انهاء الاتحادات الوطنية نشاطها الرياضي قبل 18 أيار 2014 بسبب تحضيرات مشاركة 32 منتخباً وطنياً في مونديال البرازيل للفترة من 13 حزيران الى 13 تموز العام نفسه ، فهل يستطيع اتحاد الكرة أن يكتب مفردات منهاجه للموسم المقبل لينهي مسابقته أسوة بالآخرين أم ان انفلات مزاج التأجيل ونخوة المصلحة لحساب هذا النادي وذاك تدفعان لشواء رؤوس اللاعبين تحت نيران آب آخر؟!
كرتنا تحت المخدّر !
[post-views]
نشر في: 29 مايو, 2013: 10:01 م