TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أحّاه شكبر ضحكات "الارهابي"

أحّاه شكبر ضحكات "الارهابي"

نشر في: 29 مايو, 2013: 10:01 م

لمحت وجه صديقي، بعد ان انهى مكالمة مع زوجته التي في العراق، معتصرا بين الخوف والألم. خير؟ أجابني ان زوجته طلبت منه ان لا يأتي في هذه الأيام لأن الوضع الأمني سيئ جدا. عدد لي كثيرا من الأسباب التي دفعت ام عياله، ولأول مرة، ان تطلب منه التريث في القدوم. انهى تفاصيل المكالمة بان ابنه لم يعد يذهب الى مدرسته خوفا من السيطرات "الوهمية" شأنه شأن كثير من أبناء المنطقة التي يسكنها. سألته: وهل هناك سيطرات غير "وهمية"؟
يا صديقي العزيز كل السيطرات وهمية. انها لعبة صدقها الناس فدفعوا الثمن باهظا. وهمية لانها تعتمد على جهاز وهمي لكشف المتفجرات. ضحك به علينا تاجر حرب عاقبه البلد الذي ينتمي اليه. وفينا من يصفق، لحد اللحظة، لمن استورده منه. ما شاهدت صورة هذا المسدس الكذاب الا ولاح لي وجه ارهابي أسود يضحك. أحّاه اشكبر ضحكات الارهابي!
يمكنك ان تخدع عدوك مرة وتوهمه ان الذي بين يديك مسدس حقيقي بينما هو "مسدس ماء". قد يخافك في ثاني مرة ايضا. لكن فقط تخيل "عفطته" ودرجة قوتها على مقياس "رختر" لو عرف بانه "فاشوشي" وانت تحاول ان تخيفه به.
اتركوا الإرهابيين، الذين تخرجوا من "اعرق" مدارس القتل والذبح الاحمر على السكين، جانبا وراقبوا فزّاعات الطيور في الحقول. ستهرب العصافير منها اول ما تراها. لكنها، بعد ان تختبرها وتعرف انها شواخص وهمية، ستذرق على رأسها احتفالا بالنصر على الوهم. العصافير تحتفل حين تكشف الخديعة، لانها كائنات وديعة. لا تعرف الذبح الحلال ولا الحرام. لكن الإرهابي مخلوق آخر لا يعرف غير الاحتفال بسفك الدماء. ومثل هذا حين يكتشف وهم السيطرات سيترحّم على والدي الذي نصّبها، أما نحن فسيحرق سلف سلفانا.
كنت مسترسلا مع صاحبي الى ان قطع هاتفي عليّ الحديث برنته المضبوطة على عزف المحمداوي بكمنجة فالح حسن. كان المتصل، من بغداد، احد اصدقاء الفيسبوك من القراء. بشرني بان زوجته ولدت طفلة حلوة ويتمنى ان اختار لها اسما جميلا. اجبته بسرعة مازحا: سمّها "وهمية". ليش؟ تبركا بسيطرات حكومتنا الوهمية. سألني: واي منهما الوهمية: السيطرات ام الحكومة؟ اجبته: وربك كلاهما.
باركت له المولودة الجديدة. ثم خطر ببالي ان اعرض عليه اسماء حفيداتي. وكان يعرض الاسماء التي اذكرها على زوجته ليأخذ رأيها. اختارت الأم أسم أحن وأطيب وأهدأ حفيدة عندي. انها فَيّ.
عدت لصاحبي الذي معي لأكمل "شقشقتي" فبادرني بسؤال: وهل سيطرات الخضراء وهمية أيضا؟ صحت به مثل الذي صاح يوما "شوفوا بيش حلفني.. وشيّلني"! يا خوية هسه إلا تحجّيني؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. قاسم عبد اللة

    لا فظ فوك..... تحياتي وعجابي الشديد بكتاباتكم.... هي البسلم لجراحاتنا العميقة العميقة..... واللة اشعر اني اتنفس تحت الماء.... اني اغرق اغرق اغرق... مع الاعتذار للمرحوم نزار قباني

  2. أزمر

    عاشت يداك ودمت سالما

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram