الرئيسية > أعمدة واراء > نحن عالقون هنا يا رب

نحن عالقون هنا يا رب

نشر في: 29 مايو, 2013: 10:01 م
منذ عشر سنوات ونحن عالقون هنا يا رب، منذ عشر سنوات ونحن ندور بدوامة من الدم. دوامة من الدم الخالي من الملامح؛ لأن جميع الملامح اختلطت فيه، دوامة من الدم الخالي من الرائحة، لأن الفقراء في العراق لا يضعون عطوراً فاخرة تستطيع أن تتجاوز نتانة البارود وتصل إليك.. لكن هل نصل إليك؟ لأن هناك من يتحدث عن أن الملائكة الموكلون بأبواب سمائك قد منعوا ارواحنا من المرور، ظنا منهم بأننا انتحاريون! فهل حقاً لا تفرق الملائكة بين رائحتي القاتل والمقتول يا رب؟
يا رب، اديانك التي ارتضيتها لنا، تحولت إلى مراتع للقتلة، والمذاهب التي تبرعمت في فضائها تحولت إلى مسالخ ومسالخ مضادة، الأمر الذي حولنا، نحن، إلى خراف مضطربة بين مسلخين متعاديين.. رجالك الذين وعدتنا بعدالتهم ورحمانيتهم وسعة صدورهم، رجالك الذين ادخرتهم ليقيموا دولتك ويبسطوا عزك، رجالك الذين ادخرناهم، نحن، ليبعثوا في احلامنا أنبياءنا النائمين، رجالك هؤلاء خانوك يا رب؛ لأنهم يفتكون بنا، نحن الفقراء، نحن عيالك، ألسنا عيالك يا رب، أقصد هل ما زلنا كذلك؟
خرافك عالقة بين مجموعة متوحشة من القصابين، فافعل لها شيئاً يا رب. الملحدون يتحدثون عن اهمال متعمد من حضرتك لحوادث السلخ التي ستأتي علينا. الملحدون يؤكدون نسيانك لوجودنا، لكننا لا نصدق بهذه الاشاعات، لأننا نعلم بأنك تبتلي إيماننا بهذه المسالخ ولذلك نحن سعداء بهذا الاختبار وراضون به. لكن يا سيدنا العظيم، نحن نشعر بأننا على وشك الانقراض، ولدينا مخاوف من أن يؤدي الاختبار في حال استمراره إلى انقراضنا.. فهل ستسمح بانقراضنا يا رب؟
المتهافتون على ذبحنا مهووسون بنساء يعتقدون بأنك زينتهن واعددتهن مكافأة لهم على قتلنا، فكذب اعتقادهم يا رب.. أخبر المتهافتين على تفجير اشلائنا بأن اعتقادهم سخيف وغير ممكن؛ لأنه يحول السماء إلى شيء أشبه ببيوت الدعارة.
يا رب، نحن في العراق عالقون إلى درجة ميؤوس منها، مأزقنا بشع إلى درجة لم يعد ممكناً أن ننجح بالخروج منه دون مساعدة منك، لذلك ترانا نهذي بهذا الشكل اللامتوازن، لذلك نطلب منك الرضا والمغفرة، وأن لا تسمح بانقراضنا، نحن عيالك،
من العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 7

  1. سولون العراقي

    لم اكن مخطئا ابدا حينما قلت ل زملائي انك اكثر مقدم برنامج وانما انت انسان وانسان رائع اشجينا انت والابطال سرمد وعدنان والاخرون.

  2. زياد

    اهه ياصديقي لقد ابكيتني فلم ابكي منذ سنتين على وداع اخواني اللذين غادروا العراق خوفامن الانقراض وبكيت قبلها عام 2006 عندما ذهب صديقي الوفي ضحية للقتلة المتوحشين هم ليسوا قصابين بل مصاصي دماء فرفقا بنا يا سعدون مقالة على وزن المعلقات محبتي

  3. ابو علي الزيدي

    يقول الشاعر المخضرم مظفر النواب في مقطع من أحدى قصائده التي تنطبق علينا (الدنيه غرشه وصم تتن وتدور بينه وتلتف ......وأيامي وأيامك كضن بين المزبن واللف . وبعدها يقول تكضن يأيام التتن نكضن يأيام اللف . مع التحية لك ولزملائك الأفاضل وكن متفائلا دوما وقوله تع

  4. منير تركي

    تحياتي استاذ سعدون ..لكن الظاهر في العراق نحتاج الى ثورة الصمت ..على اعتبار ان كل الكلام لايمكن ان يصف الحالة التي نعيشها ..تعبنه ملينه الى متى احنا شمسوين هذا حال العراقي المسكين اليوم ..وانا اقول معك يارب نجي العراق مما هو فيه .

  5. Hamed Al Bayati

    أخشى أن يجعلنا الله مثل قوم موسى عندما إستمر دعائهم أربعين سنة دون إجابته .... فلما عرف الموسى السبب في أحد رعيته أبعده ليمن الله عليهم برحمته ... ترى كم نحتاج أن نُبعِد من بيننا من إناس لا تكفي مياه دجله والفرات لإزالة قذارتهم... وهم متصدوا المشهد اليوم

  6. د نظيرة

    مأزقنا بشع إلى درجة لم يعد ممكناً أن ننجح بالخروج منه دون مساعدة منك، لذلك ترانا نهذي بهذا الشكل اللامتوازن، لذلك نطلب منك الرضا والمغفرة، وأن لا تسمح بانقراضنا، نحن عيالك، اللهم امين.صرخة استغاثة ابكتني فنحن جميعا عالقون

  7. خضرعباس عسكر

    اي والله نحن فعلا عالقون ولا اعرف ماذا اقول فالمخطط يسير بسرعة واحيانا تكون هنالك تحويلات تربك التفكير والتحليل فماذا يعني محاولة تسليم امير قطر القيادة لخليفته وما معنى الاحداث في تركية فهل ان المخطط الذي يمشي بخطى متسارعة قد يغير مساره او يتوقف لااعتقد

يحدث الآن

تقارب طهران وواشنطن بوابة لحل أزمات العراق الاقتصادية

النساء يتحدن ضد تعديل الأحوال الشخصية والقضاء يتفاعل والمحكمة تحسم في أيار

عطلة رسمية للمسيحيين في 20 و21 نيسان

الأونروا: مخازننا فارغة والمجاعة تفتك بسكان غزة

كردستان تعطل الدوام غداً احتفالاً برأس السنة الإيزيدية

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

قناطر: العالم يتوحش .. المخالبُ في لحمنا

العمود الثامن: قوات سحل الشعب

"الحشد الشعبي"... شرعنة التشكيل بوظائف جديدة

كلاكيت: "ندم" وعودة الفيلم الجماهيري

الحاكم بمنظور إمام سلطة الحق

العمود الثامن: المتشائل

 علي حسين أعترف أنّ الكتابة اليومية تتطلب من صاحبها جهداً كبيراً، فصاحب النافذة اليومية مطلوب منه أن يُقدِّم شيئاً يتجاوز ما اطلعت عليه الناس في الأخبار، وشاهدته من خلال الفضائيات، فالعبور إلى جسر...
علي حسين

(50) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

زهير الجزائري 2 بين القتال والهدنةً القصيرة تغيرت الحياة الاجتماعية. لقد قضى الناس أياماً طوالًا في الملاجئ. نساء ورجال حشروا في مكان ضيق. شبان لم يعرفوا السياسة و ما أرادوا أن يعرفوها انفصلوا عن...
زهير الجزائري

اشكالية السياسة والتعصب تحليل سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح المفهوم الشائع عند العراقيين بمن فيهم الكثير من المثقفين ، ان المتدينين يكونون متعصبين والمثقفين متحررين وغير متعصبين ، فهل هذا صحيح ام فيه رأي آخر ؟ لنبدأ بتحديد المفهوم...
د.قاسم حسين صالح

باليت المدى: كرسي مكسور الساق

 ستار كاووش عندَ لقائي ببعض الناس أفاجئ ببعض التفاصيل الصغيرة التي تُشير الى نوع من الكسل واللامبالاة وعدم إيجاد الحلول حتى وأن كانت صغيرة. فرغم إنغماس أحدهم بتعديلِ صُوَرِهِ ببرامج الفوتو شوب كي...
ستار كاووش
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram