قال القائمون على الجامعة الامريكية في السليمانية أنها أصبحت "متميزة" عن غيرها من جامعات البلاد في إستقطاب الشباب نظرا لنظام التعليم الحديث المعتمد فيها وتوفيرها فرص عمل للشباب بعد تخرجهم، و لفتوا أن الجامعة إستقطبت أيضا طلبة من ايران والكويت وسوريا،

قال القائمون على الجامعة الامريكية في السليمانية أنها أصبحت "متميزة" عن غيرها من جامعات البلاد في إستقطاب الشباب نظرا لنظام التعليم الحديث المعتمد فيها وتوفيرها فرص عمل للشباب بعد تخرجهم، و لفتوا أن الجامعة إستقطبت أيضا طلبة من ايران والكويت وسوريا، في وقت يؤكد طلبة عراقيون حصولهم على فرصة للتوظيف داخل وخارج العراق بمجرد نيلهم الشهادة الامريكية.
جاء ذلك خلال حفل اقيم الخميس بمناسبة تخرج دفعة جديدة من حاملي درجة البكالوريوس والماجستير في الجامعة. ويقول رئيس الجامعة الامريكية في السليمانية اثاناسيوس مولاكيس في حديث الى (المدى برس) إننا "منحنا هذا العام في جامعتنا 54 طالبا درجة البكالوريوس في إدارة الاعمال وتقنية المعلومات والدراسات الدولية بالإضافة الى 29 آخرين من الحاصلين على درجة الماجستير في إدارة الاعمال وحصل معظم أعضاء هذه المجموعة المتخرجة على وظائف متنوعة في مجموعة واسعة من المجالات منها قطاع النفط والغاز والاعمال المصرفية والتمويل وكذلك البناء". ويضيف مولاكيس أن "هناك من الطلاب من سيتابع الدراسات العليا في ألمانيا او المملكة المتحدة او الولايات المتحدة"، مبينا اننا "واجهنا مشكلة قلة عدد المتقدمين للدراسة في الجامعة الامريكية في السليمانية ونجحنا في ايصال عدد اجمالي الطلاب الى 900 طالب". ويبيّن مولاكيس أن "الفضل الكبير لهذا النجاح يرجع الى إعادة تشكيل الرسوم الدراسية الذي لم يؤثر سلبا على إيرادات الجامعة ولا على مستوى الطلاب ففي السابق كان ينحدر معظم طلبتنا من السليمانية والمناطق القريبة منها، أما اليوم فطلبتنا من معظم أنحاء العراق وهذا السبب دفعنا لفتح قسم السكن الداخلي داخل الحرم الجامعي والذي يستوعب 400 طالب ".
تخفيضات للمتفوقين
من جانبه يقول مدير قسم القبول في الجامعة الامريكية ريبين آزاد في حديث الى (المدى برس) إننا "إعتمدنا على درجة البكالوريا في تحديد الرسوم المدفوعة من قبل المتقدم للدراسة في الجامعة وكلما إرتفعت درجة المتقدم الدراسية كلما قلت الرسوم مثلا اذا كانت نتيجة الطالب من 95 الى 100 فهو سيدفع 1500دولار سنويا والطالب الذي حصل على نتيجة 75 سيدفع 6500دولار سنويا والمبلغ يقل كلما زادت درجة الطالب".
وأضاف آزاد أن "لدينا نسبة كبيرة من الطلاب المدعومين من قبل شركات ومؤسسات وأشخاص والحصول على الدعم يعتمد على مجهود الطالب في إقناع هذه الجهات بتقديم الدعم المادي لدراسته ولا يوجد دور للجامعة في ذلك ، مبينا أن "أسعار السكن الداخلي منخفضة وتتراوح ما بين 80 الى 105 دولار شهريا وهي جيدة مقارنة بمستوى الخدمات المتاحة فيها".
ويبين آزاد أن "الجامعة لا تستقطب الطلبة فقط من داخل العراق بل يوجد إقبال أيضا على الدراسة فيها من قبل الطلبة من دول الجوار مثل ايران وسوريا والاردن والكويت ".
ضمنت الوظيفة قبل التخرج
من جهته يقول إبراهيم رسول خريج قسم إدارة أعمال في الجامعة وهو من بغداد أنني "قدمت للدراسة في الجامعة الأمريكية لعدة أسباب أهمها الحصول على الشهادة المعترف بها دوليا، فلن أعاني بعد تخرجي من البطالة كحال أقراني الدارسين في الجامعات العراقية إضافة الى اكتسابي اللغة الانكليزية".
ويوضح رسول في حديث الى (المدى برس) انني "عملت في شركة تسويق في السليمانية بصفة محاسب وأنا لا زلت أدرس في المرحلة الثانية وقبل تخرجي حصلت على عقد دائم في الشركة وأسعى للحصول على فرصة جيدة خارج القطر والامر بالتأكيد يكون اسهل بكثير عندما تكون حامل لشهادة الجامعة الامريكية ".
ولا تشكل فرص الحصول على العمل عامل الجذب الابرز بالنسبة للطلبة العراقيين الدارسين فيها فأسلوب التعليم المعتمد على نظام قوة التفكير والتواصل والحرية في التعبير والمناقشة فضلا عن الشهادة الامريكية المعترف بها في جميع دول العالم جعل العديد من الطلبة يأملون بتغيير واقع الحياة في البلد يسعون للالتحاق بصفوف الدراسة في هذه الجامعة.
تجربة تعايش ديني
من جهته يقول محمد عبد الكريم طالب مرحلة ثالثة قسم تقنية المعلومات في حديث الى (المدى برس) إنني "قدمت من محافظة بابل للدراسة في
الجامعة الامريكية في السليمانية ووجدت عالما مغايرا لما عرفته سابقا فقد وجدت نفسي في عراق مصغر فيه الشيعة والاكراد والبهائيين والمسحيين والصابئة والإيزيدين". ويوضح عبد الكريم "لقد كنت شابا منغلقا على نفسي في السابق لا اختلط الا مع ابناء طائفتي او مع المسلمين فقط اما اليوم فلدي اصدقاء أحاورهم ولدي أصدقاء من الايزيدين الذين تعرفت على دينهم في السابق فقد كنت أسمع أنهم عبدة للشيطان اما اليوم فاعرف أنهم ديانة كباقي الديانات الاخرى ولديهم كتاب ومعتقدات وأصبح لي اصدقاء مقربين منهم وهذا بفضل التقارب والنقاش البناء الذي تعلمته من نظام الدراسة في هذه الجامعة بينما للأسف مازال هناك طلبة يعانون من كبت للحريات ومنها حرية التفكير والنقد في الجامعات العراقية". من جانبها تقول أستاذة تاريخ الشرق الاوسط في الجامعة الامريكية كريستين فاندنتون في حديث الى (المدى برس) انني "منذ أربع سنوات وأنا ادّرس في الجامعة الامريكية ولاحظت أن جميع الطلبة في السنة الاولى للدراسة يبدون فاقدين للقدرة على النقاش والحوار وذلك يعود لعدم اختلاطهم بالثقافات المتنوعة وكذلك تركيزهم على حفظ المناهج الدراسية دون تحليلها وفهمها بإسلوب عملي".
وتضيف فاندنتون "لو رجعنا الى السبعينيات من القرن الماضي لوجدنا أن مستوى التعليم في العراق كان عاليا ولكن يبدو أن الحروب الكثيرة التي خاضها العراق وفقدان الاستقرار اثر بشكل كبير على مستوى التعليم كما ان سوء الوضع الامني اثر على الجانب النفسي للطلبة لانهم لا يستطيعون الدراسة بشكل مستقر"، مبينة أن "الحالة الأمنية والخوف الدائم من النعرات الطائفية أثرت على مستوى الاختلاط والنقاش والكبت في مستوى الحريات يؤثر على إنفتاح الشباب العراقي حتى على صعيد تلقي المعلومات وإدراكها".
وتستطرد بالقول "اليوم في جامعتنا لدينا طلاب من جميع المحافظات وهم يتحدثون بامور السياسة والدين والفلسفة بمطلق الحرية وهذا ماجعلهم يحرزون تقدما في دراستهم واغلبهم باتت نظرتهم للحياة مختلفة ونحن كاساتذة نسعى لتغيير الافكار خصوصا الطائفية منها وذلك عبر تدريسنا للتاريخ فنحن ندرس التاريخ العراقي بكل عصوره بشكل حيادي اضافة الى تاريخ الشرق الاوسط فأنا وجدت ان طلاب المحافظات الجنوبية لا يعلمون شيئا عن تاريخ الكرد وكذلك طلاب الاقليم ليست لديهم معلومات عن تاريخ المحافظات الوسطى والجنوبية لذلك اجد ان ما يدرس اليوم من مناهج في العراق بحاجة لان يكون اكثر حيادية وموضوعية وان يعتمد ولو بنسبه معينه على اسلوب التحليل والحوار ".
من جانبها تقول نرمين عثمان القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني في حديث الى (المدى برس) "اليوم التعليم باللغة الانكليزية وتعلم هذه اللغة أصبح ضرورة من ضروريات الحياة العملية للفرد وربما هذا ما يفسر الاقبال على الدراسة في مقاعد هذه الجامعة وربما حتى لو وجدت في السليمانية جامعات تدرس بلغات اجنبية أخرى اتصور ان الطلاب سيقبلون على الدراسة باللغة الانكليزية لانها اصبحت حاجة في عصرنا وليست نوع من الرفاهية". وتضيف عثمان "نحن نأمل ان يخلق وجود الجامعات الاجنبية في الاقليم نوعا من المنافسة في تقديم الافضل للجانب التعليمي بين الجامعات سواء الاهلية أو الحكومية كما يساهم بخلق كوادر إكاديمية تدريسية تعتمد اساليب جديدة في تقديم العلوم والمعارف".
ويأمل عدد من المسؤولين في الجانب التربوي وكذلك المسؤولين المحليين في إقليم كردستان أن يخلق وجود الجامعات الاجنبية الى جانب العديد من الجامعات الاهلية التي انتشرت في السنوات الاخيرة في مدن الاقليم منافسة ما بينها وبين الجامعات الحكومية والتي من شأنها ان تصب في تطور الجانب التربوي والعلمي، وبالرغم من تكاليف الدراسة المرتفعة في هذه الجامعة الا ان القائمين عليها يؤكدون ان كون الجامعة غير ربحية هدفها تنشئة متخرجين يتحلون بالمسؤولية ويمتلكون المهارات اللازمة لقيادة مهنية ووطنية جعلها تخطو باتجاه تخفيض الرسوم الدراسية من اجل انجاح مهمتها في توسيع رقعتها الجغرافية وان تصبح جامعه تستقطب الطلبة من جميع المحافظات العراقية لا ان تقتصر على محافظة السليمانية والمناطق المحيطة بها. ويبلغ عدد الجامعات العراقية حالياً نحو (19) جامعة، أربع منها تم تأسيسها بعد العام (2003)، وتعد جامعة بغداد هي الأقدم، إذ تأسست في العام (1958)، والجامعات هي: المستنصرية والبصرة والموصل والتكنلوجيا والكوفة وتكريت والقادسية والأنبار والنهرين (جامعة صدام سابقاً) وبابل وكربلاء وذي قار وكركوك وميسان والمثنى والجامعة العراقية وديالى وواسط، كما يوجد خمس جامعات في إقليم كردستان العراق هي صلاح الدين والسليمانية ودهوك وكوية وهه ولير الطبية.