في الطائرتين المصريتين اللتين ركبتهما من بغداد الى مطار القاهرة الدولي ثم الى مطار هيثرو اللندني وزّعت مضيفتان شابتان جميلتان صحفاً (مصرية بالطبع) على الركاب. وفي كل من الرحلتين طلبت لنفسي صحيفتين اثنتين.

لا تخطأوا فتتصورا ان الصحف الموزعة على متن طائرات "مصر للطيران" الحكومية يقتصر على الصحف القومية (شبه الحكومية) وعلى صحف جماعة (حزب) الاخوان المسلمين الحاكمة، كما يحصل عندنا حيث لا توزع طائرات الخطوط الجوية العراقية على ركابها الا صحيفة "الصباح" الحكومية وصحيفة "البيان" التي يصدرها حزب الحكومة (الدعوة الاسلامية). داخل طائرات "مصر للطيران" يقدمون الصحف المعارضة الى جانب الصحف القومية، برغم ان صحف المعارضة المصرية أشد بأساً على الاخوان المسلمين ورئيسهم وحكومتهم من صحف المعارضة العراقية، بما فيها "المدى".

بالاضافة الى "الأهرام" و"الأخبار"، طلبت من مضيفة "مصر للطيران" صحيفتين معارضتين هما "روز اليوسف" و"اليوم السابع"، والاخيرة احتفظت بها لاغراض هذا العمود.

في عدد "اليوم السابع" الذي يحمل تاريخ رحلتي في يوم الخميس 23 مايو (ايار) تجد عنواناً عريضاً على الصفحة الأولى يقول: (احتجاجات بالمحافظات ضد حكومة "الظلام"). وحكومة الظلام هي حكومة الرئيس محمد مرسي الذي تهكّم عليه كاتب العمود في الصفحة الاخيرة محمد صلاح العزب، بسببتكرار انقطاع التيار الكهربائي في عهده، بالقول"عارف معنى كلمة مرسي؟ الكلمة تتكون من 4 حروف كالآتي: م: مفيش..  ر:  يا راحة.. س: ستحدث .. ي: يا مصريين"!

وبين عنوان الصفحة الاولى وعمود الصفحة الاخيرة تجد موضوعاً على الصفحة الثالثة عنوانه: ( شاب سلفي لمرسي: "يا ريس انا كافر بيك"، وتحت العنوان تقرأ:" انتقد الشاعر السلفي علاء محمود الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، نظرا لما تشهده البلاد من استمرار قطع الكهرباء وانتشار البطالة وسط الشباب وتجاهل قضية الضباط الملتحين (.... ) وجاء ذلك خلال قصيدة له بعنوان " ايه رأيك" القاها اثناء استضافته على قناة الرحمة (...). وختم الشاعر قصيدته موجهاً كلامه للرئيس مرسي:

يا راجل اصحى وقوم من النوم

بلدك غرقانة في بحر هموم

يا ريس مرسي انا كافر بيك

يا تديرها يا تسيبها وتمشي الله يخليك"

للاستمرا وتقديم مقتطفات مما منشور في عدد "اليوم السابع" هذا من تقارير ومقالات تتعرض بالنقد الشديد للرئيس مرسي وحكومته ووزرائه وللاخوان المسلمين وواجهاتهم المختلفة سأحتاج الى صفحة كاملة من " المدى".

نعم هذا مما توزعه على متن طائراتها شركة "مصر للطيران" التي تديرها حكومة الاخوان المسلمين في مصر. هل تجرؤ الخطوط الجوية العراقية على القيام بما يشبه هذا؟

الجواب تقدمه تجربة "المدى"، فبعد اتفاق مع ادارة الخطوط بقينا لفترة نرسل كمية من الصحيفة الى مطار بغداد للتوزيع المجاني على ركاب طائرات الشركة، لكننا اكتشفنا بعد فترة ان الكمية يجريحفظها في المخازن بأوامر من "جهات عليا". منتكون هذه "الجهات العليا"؟ ... جائزة كبيرة لمن لا يعرف.