عباس الغالبي عاد معرض بغداد الدولي الى مسرح الحركة التجارية في العراق بعد انقطاع طويل، في ظل الانفتاح والتوجه الاستثماري الحكومي الحالي الذي عبر عنه بسلسلة من المؤتمرات الاستثمارية خارج العراق؛حيث يتطلع العراقيون الى نشاط استثماري هائل بضوء الحاجة الكبيرة في القطاعات الاقتصادية كافة.
ويأتي انعقاد معرض بغداد الدولي هذا العام وبهذا الحجم من مشاركة الدول والشركات بعد عزوف شبه تام تحت مسوغات تردي الوضع الامني، وان كان انعقاد المؤتمر قد قطع أوصال بغداد يوم امس بسبب الاجراءات الامنية المشددة التي اربكت حركة السير والمرور، في وقت كان يفترض ان يكون المعرض محط اهتمام وزيارة السواد الاعظم من الناس للاطلاع على معروضات الشركات المحلية والعربية والعالمية. وبرغم ان بعض المحللين والمراقبين قللوا من النتائج التي سيفضي اليها العرض الا أن هذه الخطوة ستكون انطلاقة لمعارض اخرى في دورات جديدة فضلا عن الفرص الاستثمارية من خلال عملية عرض الافكار بين الدول والشركات المشاركة وبين الجانب العراقي بوزاراته ومنظماته وشركاته، كما انها فرصة ثمينة لتبادل الرؤى في شتى المجالات التجارية والصناعية والزراعية بغية ابرام العقود والاتفاقيات والشروع في عملية اعادة البنى التحتية للقطاعات كافة. وعلى الرغم من هذه البادرة المهمة التي اقدمت عليها وزارة التجارة الا ان اللافت النظر هو الغياب الكبير للمشاركات العربية في وقت كان الاجدى ان تبادر الشركات والدول العربية الى الحضور والمشاركة الفاعلة في حدث تجاري واقتصادي بهذا الحجم الداعم لعملية النهوض الاقتصادي للعراق، حيث ان عملية التبادل التجاري بين العراق ومحيطه العربي يراها المراقبون بالضرورة ان تتقدم الاهتمامات الاقتصادية للعراق بعيدا عن الخلافات السياسية التي تبرز بين الحين والاخر، حيث تشير الاحصائيات الى ارتفاع مستوى التبادل التجاري بين العراق والدول العربية ولاسيما دول الجوار الاقليمي، وهي مفارقة اقتصادية كبيرة. ومع هذه الاخفاقات تبقى عودة معرض بغداد الدولي الى الانعقاد حافزا للمزيد من العمل المثابر الجاد من قبل وزارة التجارة والجهات الساندة لها في توسيع سقف المشاركة المستقبلية في هذا المعرض بعد الانفتاح المرتقب في التجارة على وفق مبدأ المنافسة التجارية الحرة وعلى وفق خلق الفرص الاستثمارية في المجالات الاقتصادية كافة. abbas.abbas80@yahoo.com
من الواقع الاقتصادي: معرض بغداد الدولي
نشر في: 1 نوفمبر, 2009: 06:09 م