TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ولادة عسيــــــرة

ولادة عسيــــــرة

نشر في: 7 يونيو, 2013: 10:01 م
منذ إعلان نتائج الانتخابات المحلية ، وحتى الان لم تظهر على السطح مؤشرات وبوادر تكشف عن قرب تشكيل الحكومات المحلية في المحافظات التي خاضت العملية الانتخابية ، الامر الذي يرجح الحاجة الى سقف زمني اوسع لحين تحقيق التحالفات ثم اختيار المحافظ ، ورئيس مجلس المحافظة ، الفشل في انجاز هذا الاستحقاق ، يراه المعنيون بالشأن العراقي بانه يؤكد الانقسام ، واتساع الخلاف على قضية لا تستحق كل هذا الوقت ، ولاسيما ان برامج القوائم الانتخابية اعلنت حرصها على تشكيل حكومات تأخذ على عاتقها الارتقاء بمستوى تقديم الخدمات ، و"الحرص الشديد " اصطدم كما يبدو بعقبات تشكيل التحالفات ثم الاتفاق النهائي على صيغة موحدة ليتولى المرشح الأوفر حظا منصب المحافظ. 
الحكومة الحالية الاتحادية استغرق تشكيلها عدة اشهر ، وباتفاق اربيل حصلت الولادة فانطلقت الهلاهل من حناجر العراقيات ، واعلنت الكتل النيابية ، المشاركة في الحكومة انها ستعمل على بناء دولة المؤسسات وتحسين الملف الامني ، وبتضافر جهودها واعتمادها الدستور ستنقل البلاد الى مصاف الدول المتقدمة ، بتوفير الطاقة الكهربائية ، والحد من معدلات الفقر ، وتجفيف منابع الارهاب ، ومكافحة الفساد الاداري والمالي ، وما تحقق على الواقع جاء مخالفا لما اعلن ، فاندلعت ازمات مازالت حاضرة في المشهد ، تنذر بعواقب وخيمة .
الازمات المستعصية على الحل القت بظلالها القاتمة على عملية تشكيل الحكومات المحلية ، وهي الاخرى اصبحت بحاجة الى اتفاق على غرار اربيل ليمهد الطريق لحسم هذا الملف ، ثم الانتقال الى مرحلة البناء والإعمار، عندما "تتصافى القلوب " على حد قول العراقيين على الرغم من فقدانهم الامل في تحقيق هذه المعجزة ، وسط رغبة كل طرف في ان يتصدى للمسؤولية لانه الأجدر في شغل منصب المحافظ .
تعطيل الإسراع بتشكيل الحكومات المحلية ماعاد يشغل اهتمام الكثير من العراقيين، لان النسبة الاكبر منهم رفضت المشاركة في الانتخابات ، ولاسباب معروفة، من ابرزها فقدان الثقة بالمرشحين ، وخشيتهم من تكرار تجربة السنوات السابقة بتحقيق نجاح ساحق في التراجع الخدمي ، فاذا كانت الحكومة الاتحادية وباعتراف مسؤوليها عاجزة عن تحقيق برنامجها فكيف يكون اداء الحكومات المحلية؟ 
اداء الحكومات المحلية والاتحادية ، طيلة السنوات الماضية ، وصفه "سياسي متقاعد" بانه 
اصبح عاهة مستديمة وسلوكا ممنهجا ، اعتمدته بعض القوى لتحقيق مكاسب سياسية" بروس الغشمة " لتوسيع قاعدتها الشعبية ، تمهيدا لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة ، فالحصول على منصب المحافظ، يعني تحشيد الناخبين للإدلاء باصواتهم لصالح قائمة معينة ، عرفت بتراثها "النضالي" في تسخير موارد الدولة لصالح مرشحيها من حملة أنواط الشجاعة وأوسمة الاستحقاق العالي في المنازلة التاريخية ضد دعاة حرية التعبير ، والمدافعين عن الحقوق المدنية .
المعطيات الحالية وفي ضوء مستجدات الوضع السياسي ، واتساع الخلاف المزمن ، بين القوائم الفائزة ، ولكثرة أعداد حاملي أنواط الشجاعة الراغبين في تولي منصب المحافظ ، ستجعل الحكومات المحلية بحاجة الى المزيد من الوقت حتى "تتصافى القلوب " ثم تنطلق الزغاريد فرحا بنجاح العملية القيصرية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram