إنها المرة الأولى التي تمر بها زيارة الإمام الكاظم من دون تفجيرات وضحايا، فحمدا لله على نعمائه. فرحتي بسلامة الزوار ورجوعهم سالمين لبيوتهم منحتني فرصة هادئة لأسأل: لماذا لم تحم الحكومة زوار أبي الجوادين في زيارة العام الفائت وقبل الفائت وقبل الذي قبله؟ قلبت الاحتمالات كلها فلم اجد غير أن أقسم بالذي زاره العراقيون في الكاظمية أن الحكومة التي استطاعت أن تحمي نفسها و"زوارها" و"حبايبها" بالخضراء، لقادرة على أن تحمي زوار الأئمة جميعا أن هي أحبت أو أرادت.
لي صاحب مصر على أن سلامة الزوار في هذه الزيارة بالذات جاءت بقرار مسبق! يريد القول بأنها مؤامرة! ولتكن يا عمّ، لان المهم سلامة الناس بأي ثمن. سألني: تعرف ليش ما صارت هالمرة تفجيرات وحوادث إرهابية؟ لا. الفضل يعود "للمباوس" بين المالكي والنجيفي! أتقصد أن كل هذه التفجيرات والحرائق والدماء التي سالت ما كانت لتكون لو انهما "تباوسا" من قبل؟ أي نعم! عندما لاحظ استغرابي الشديد استغل دهشتي ليفحمني بسؤال: اذا عندك دليل يفند رأيي فآتني به مشكورا؟
غنيت له:
خزرني وصد حبيبي وكلت وناس
اكرب يل الي ابدنياي وناس
كتله انطيني بوسه كال: والناس؟
اخو انكلهم يريد ايحب اخيه
اكمل البستة مع طك اصبعتين:
بوسة من وجنتك انت ومروتك
واعدتني السبت يا (...) ليش اكذبت
هاي الي شكم سنة مبتلي وياك انه
انت ومروتك
ثم حور النص الأصلي لأغنية سعدي الحلي الجميلة بكلمات تمنعني محظورات النشر والتزاماته اضافة للحياء عن ذكرها.
هدأت من اندفاعاته الشعرية والغنائية وسألته: هل يعقل ان كل هذا الخراب الذي عمّ البلاد والعباد تنهيه "بوسة"؟ ليش لا، أنسيت "بوسات" ياسر عرفات التي حققت السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ لم انسها يا صاحبي قط، بل وتذكرت تبادل القبلات والعناق الحار بين السادات وبيجن يوم وقّعا اتفاقية كامب ديفيد. والله يا زمن!
عدت للبحث عن اللقطة التي قبل بها المالكي صاحبه النجيفي. استوقفتني ابتسامتهما أثناء التقبيل "التاريخي". تذكرت علي الشلاه يوم صرخ "اسمع اساااااااااااااااااامة"! ثم تذكرت صيحة جولدا مائير حين شاهدت السادات وبيجن يتعانقان: "إنهما لا يستحقان جائزة السلام، إنهما يستحقان جائزة الأوسكار، والتي تمنح للممثلين الرائعين، فهل كانا يمثلان على الهواء؟". ها شتكولون؟
بوسة من وجنتك
[post-views]
نشر في: 7 يونيو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
باسم محمد حسين
بالتأكيد كان تمثيلاً بدليل ما صرح به بعيد اللقاء كل من الحيدران العبادي والملا