أكدت تقارير دولية أن أكثر من مليار قدم مكعب من الغاز تحرق يوميا في جنوب العراق تشكل مجملها خسائر مالية تقدر بـ 3.65 مليارات دولار سنويا. في الوقت تحتاج البلاد لكميات كبيرة من الغاز لحل توليد المحطات الكهربائية .فيما وصفت وزارة النفط عملية استثمار الغ
أكدت تقارير دولية أن أكثر من مليار قدم مكعب من الغاز تحرق يوميا في جنوب العراق تشكل مجملها خسائر مالية تقدر بـ 3.65 مليارات دولار سنويا. في الوقت تحتاج البلاد لكميات كبيرة من الغاز لحل توليد المحطات الكهربائية .فيما وصفت وزارة النفط عملية استثمار الغاز
بالمعقدة.
في هذا الصدد أفاد عضو لجنة النفط النيابية فرات الشرع بأن "هناك ضياع للثروة الطبيعية تقدر بأكثر من ثلاث مليارات سنوياً وذلك بسبب أضرار لحقت بالمكابس التي تعمل على تخفيف تسرب وضياع هذا الغاز.
وأضاف الشرع في حديثه للمدى: الآن يجري العمل على إيجاد حلول وان لم تكن جذرية للحد من تقليص نسبة الهدر والضياع لهذا الغاز" ،مشيراً إلى "إبرام عقود جديدة مع شركات متخصصة وسوف يتم تحقيق نتائج إيجابية في تخفيض نسبة إحراق الغاز أو تلفه وضياعه من دون الاستفادة منه.
من جانبه ،أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة النفط عاصم جهاد بأن استثمار الغاز المصاحب يعد عملية معقدة لم تسمح ظروف البلد خلال العقود الماضية العمل عليها للاستفادة منه.
وقال جهاد في تصريح للمدى: هناك العديد من الخطط وضعت للاستثمار الأمثل للغاز المصاحب والاستفادة منه في الطاقة الكهربائية والغاز السائل والبتروكيمياويات بعد الظروف التي حالت دون استثمار هذا النوع من الغاز لكونه يتطلب عملية معقدة حتى يتم الاستفادة منه، ومن هذه الظروف هي الحروب التي مرت بالبلد خلال العقود الماضية إضافة إلى الأوضاع الأمنية والسياسية التي نشهدها حالياً.
وأضاف" تم تأسيس شركة غاز البصرة وهي شركة عراقية أجنبية تعمل بالتعاون مع شركتي شل وميتسوبيشي العالميتين وسوف تعمل للاستثمار الأمثل بنسبة 2000 مليون قدم مكعب وسيتم تحويلها إلى طاقة مفيدة لسد حاجة البلد مؤكداً أن هذا المشروع يعد رائداً في البلاد والذي بدوره سيعمل على تقليص نسبة كبيرة من التلوث البيئي وهو المشروع الأول الذي سيحقق طفرات كبيرة في مجال الاستثمار الأمثل للغاز المصاحب للعمليات النفطية، وان العمل الآن بدأ في ثلاثة حقول في البصرة، وتم الاتفاق مع شركات نفطية فازت بجولات التراخيص لاستخراج النفط العراقي في حقول متعددة بإتباع الأسلوب نفسه في استثمار الغاز المصاحب، ما سيساعد على توفير خزين مهم وكبير للغاز مع إمكانية تصديره وبيعه أو استعماله في إنتاج الطاقة الكهربائية وإدخاله في الصناعات المتعددة.
في غضون ذلك أشار الخبير في مجال الطاقة والنفط حمزة الجواهري إلى ان عمليات استثمار الغاز ستمكن العراق من بناء محطات كهرو غازية عملاقة في أي مكان مع بناء مصانع بتروكيمياويات في الكثير من المدن العراقية،
وأضاف لوكالة شفق نيوز: بذلك سيسهم المشروع في رفع مستوى إنتاج الطاقة وتطوير الصناعات المحلية بكلف قليلة بعد توفر الوقود الأمثل والصديق للبيئة.
وأوضح الجواهري أن سعر الغاز عالميا اخذ بالارتفاع بسبب الاعتماد عليه في الكثير من الصناعات الحديثة، وان العراق كان يهدر كميات كبيرة من الغاز بإحراقه أثناء الاستخراج، وفي حال نجاح هذه الخطوة التي تباشر بها وزارة النفط، فان العراق سيصبح فعليا احدى الدول المصدرة للغاز.