اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كارت أخضر للـ(TNT)

كارت أخضر للـ(TNT)

نشر في: 7 يونيو, 2013: 10:01 م

أكدت النزاهة أن جهاز كشف المتفجرات وهمي، وأن استيراده تم عن طريق صفقة فساد كبيرة. مع ذلك لم تعمل الحكومة على استبداله في سيطرات التفتيش! ثم ظهر تقرير إخباري قامت به صحفية، اعتقد بأنها بريطانية، تحدثت عن وهمية الجهاز، والتقت بمجموعة خبراء أكدوا جميعاً أن الجهاز لا يحتوي على أي دائرة الكترونية مقنعة، الأمر الذي حرك الرأي العام البريطاني، لكن الحكومة تعاملت مع الموضوع ببرود غير مفهوم. ثم بدأ القضاء البريطاني يلاحق مُصِّدر الجهاز، إلى أن جَرّمه. ومع ذلك بقيت الحكومة تعتمد الجهاز في سيطراتها وبأشد مناطق العراق تطرفاً، من جهة، وبأكثر مناطقه حاجة للحماية، من جهة أخرى. وطوال هذا الزمن حدثت الكثير من التفجيرات التي راح ضحيتها جحافل من الأبرياء والحكومة ترفض استبدال الجهاز أو تغيير خطتها الأمنية التي تعتمد عليه بشكل كامل، وكأنها تمنح الإرهابيين كارت مرور أخضر!!
لحد هذه اللحظة الأمر طبيعي، فمن المعقول جداً أن تسعى حكومة ما، للتغطية على فشلها أو فسادها أو جرائمها، لكن غير المعقول هو عدم تحميل الشعب للحكومة مسؤولية دمائه، فهذا الشعب يبحث عن أي شبح يحمله مسؤولية قتله ويستثني فقط الحكومة، المسؤولة عن حمايته! مع أن القضاء والنزاهة، والدولة المصدرة للجهاز، صرخوا بأعلى أصواتهم: (يا عراقيين جهاز كشف المتفجرات الذي تستخدمه الحكومة العراقية لحمايتكم وهمي).
المؤلم بالموضوع أن البعض من شيعة العراق، سارعوا لتحميل السنة مسؤولية التفجيرات التي حدث مؤخراً، وحصدت أرواح شيعة أبرياء. وهذا امر طبيعي، ومتوقع من شعب يتعرض للذبح. لكن بالمقابل لماذا لم يحملوا الحكومة الجزء الأكبر من مسؤولية التقصير بحمايتهم؟!
أريد أن أقول: يا سادتي وأهلي من الشيعة العراقيين، وأنتم تعتقدون بأن السنة مسؤولون عن ذبحكم، وتعتقدون أن التفجيرات تؤكد اعتقادكم هذا، ولذلك سارعتم بالرد على العنف بعنف مضاد. لماذا لم تتوجهوا، بنفس حرقة القلب، إلى الحكومة، "الشيعية" وتسألوها عن سبب تمسكها بجهاز وهمي تضعه بالسيطرات، وتوهمكم بأنه قادر على حمايتكم بالكشف عن المتفجرات المتوجهة لحصد أرواحكم؟ لماذا؟ لماذا تحاسبون القاتل فقط، وتتركون الشرطي، النائم ملء جفونه، بينما ترفس ضحاياكم حول سرير نومه، كما يرفس الدجاج المذبوح؟!
لا اريد أن أكون مثالياً وأطالبكم بالكف عن تمجيد العنف والعنف المضاد، ولا أن أطالبكم بأن لا تذهبوا بعيداً باتهام شركائكم بالوطن. لكنني ايضاً انتظر منكم أن تكونوا واقعيين وتسائلوا الحكومة عن سبب إعطائها الإرهابيين كارت مرور لذبحكم، وهي تستخدم جهازاً وهمياً لحمايتكم، جهازاً لا تستخدمه في منافذ الدخول إلى المنطقة الخضراء إلا لأغراض الزينة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. sad

    لنفرض ان الجهاز قادر وفعال للكشف هل تتوقف التفجيرات اعتقد اننا سنكون في منتهى السذاجةان الجريمة والعنف هو طائفي بامتياز علما باانني اول من اكشف زيف هذا الجهاز حيث سالت عن مبدا اشتغاله ام احصل على اي جواب ان المبدا يقول اما الجهاز يرسل موجات ويستقبل النتي

  2. متاضل العراقي

    الأخ محسن أريد أن اسرد لك ولقرائك هذه القصة التي كنت أحد من عرفها عن المؤامرة الأجرامية بحق الشعب العراقي التي أقترفها صدام ليجني عطف الشعب والتفافه حوله حين أيقن بأن الشعب اصبح مل من حماقاته. واليكم القصة من داخل الدائرة المغلقة لصدام(هلجأ العامرية كان أ

  3. عامر عبدالله

    استاذ سعدون من يتحدث عن ان الجهاز مزور او وهمي حتى وأن كان بريطانيا لاتصدقه قد تكون هناك دوافع سياسيه تقف وراء هذه الضجه في بريطانيا ، الجهاز فعال بنسبة ١٠٠ ٪ في الكشف عن المتفجرات وتم فحصه تحت اشراف متخصصين ولكن هناك وجبات تم استيرادها كانت مزوره يعني

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram