أكثر ما يزعج الجمهور الرياضي في التعبير عن إحباطه من تقوقع أسود الرافدين بالمركز الاخير في المجموعة ولفظهم انفاسهم الأخيرة قبل الخروج الرسمي من التصفيات المؤهلة الى مونديال البرازيل لا سمح الله خروج فلاسفة اتحاد الكرة ممن لم ينضح أحدهم عرق الحياء وهو يسمي تظاهرتهم السلمية المرتقبة أمام بوابة اتحاده السبت المقبل بانها مغرضة الاهداف وتوقد نيران غضبها وتسيّرها مجموعة المعارضة الذين رفعوا ملف شكوى الانتخابات الى محكمة (كاس) بانتظار القرار العادل والمنصف الذي يضع حداً نهائياً لراكبي موجة العلاقات والمتورطين في أخطاء إدارية دفعنا ثمن بعضها في مآسٍ سابقة.
ألا يخجل عضوان من اتحاد الكرة ظهرا على إحدى شاشات القنوات الفضائية العربية قبيل لقاء عُمان ليؤكدا ان اتحاد الكرة وفـّر افضل فرص التحضير للاعبي المنتخب الوطني ويأملا خيراً في المواجهات المصيرية ؟! ترى عن أية فرص يتحدثان ، هل كانت هناك فرصة واحدة ثمينة قدمها اتحاد الكرة لإعداد المنتخب لجولاته المفصلية ؟ ونحن نعلم ان المنتخبات لا تستعد بالصدفة او تراهن على المفاجآت وهدايا الآخرين ، هناك خلية عمل وتجميع مبكر ووحدات تدريبية حقيقية لا شكلية بحضور جميع اللاعبين ولا يُترك المزاج للاعب مثل يونس محمود النوم في الدوحة حتى وصول المنتخب إليه قبل خمسة ايام من المواجهة!
أما ان يُهمل الإعداد كل هذه الفترة ونراهن على الوجوه ذاتها لتعويض نقص الجاهزية ليعمل المنتخب بخطة (فتاح الفال) فهذا لن يحدث إلا في اتحاد الكرة العراقي الذي وجد نفسه محاطاً وسط جبهات عدة، ابرزها سعيه لإثبات براءته امام محكمة (كاس) الدولية ، وسوء إدارة ملف رفع الحظر الدولي الودي بخطوات مرتبكة وإجراءات عقيمة بحث خلالها عن دعاية رخيصة بعدما أسهم في فشل برنامج إعداد المنتخب الوطني في بغداد بانتظار مباراة تجريبية واحدة بالرغم من علمه عدم قدرة أي منتخب في العالم على تلبية رغباتنا في اللعب على ارضنا بسهولة إلا بموافقات خاصة من سلطاتها الحكومية مثلما اعتذرت حكومة اليابان عن اقامة مباراة الجولة التاسعة مع منتخبنا على ملعب الشعب من خلال رسالة سلمها سفيرها الى وزير الخارجية هوشيار زيباري.
أليس الأمر مضحكاً أن يدعونا أحد مسؤولي الاتحاد بالصبر 27 عاماً أخرى لنيل تذكرة كأس العالم الثانية بعد تذكرة مكسيكو 1986، مسوغاً ذلك ( إن موت أمل الأسود في الدوحة لا يعني موت اللعبة طالما ان منافسات المونديال لن تسمح سوى بمشاركة 32 منتخباً في النهائيات) ولم يخبرنا المسؤول نفسه صاحب التصريحات المتناقضة عن دور اتحاده في تحفيز المنتخب وتهيئة العوامل المساندة لإنجاح مهمته غير القصائد الحماسية وأهازيج التثوير الوطنية والكلمات الإنشائية التي تذكـّر اللاعب بالوطن وأهله وشعبه وكأن بقية لاعبي المنتخبات مجرّدون من المشاعر ولا أوطان لهم ولا شعوب تؤازرهم ولا ضمائر تتحسس قيمة المهمة التي يدافعون عنها.
هكذا اتحاد يعتاش في منهجه وسلوكه على ما يتحقق من ضربات الحظ طوال مسيرته وينتقي ما يحلو له من خيارات تتواءم مع مفردات مصالحه ومنافعه التي لم تعد خفية على الجميع حرياً به أن يغادر موقعه ويخلي المسؤولية لمن هو قادر على إصلاح الأمور وتدبير شؤون اللعبة على الصعيد الدولي بما يحفظ سمعتها أولاً من التندر بين المنتخبات الخليجية التي لم تعد تحسب حساباً حذِراً له مثلما كانت معنويات عتاة مدربيها في الثمانينات تبدأ بالانهيار اذا ما علموا عن وجود المدرب عمو بابا رحمه الله وثلة من النجوم الكبار على رأس وفدنا المشارك في أية دورة خليجية أو تصفيات قارية !
مخطىء من يعتقد ان مشكلة المنتخب الحالي تتركز على عدم أهلية المدرب الصربي بترو كما افصحت قدراته الخاوية عن نفسها في جولتي الصين وعُمان الرسمية وأمام سوريا ودياً ، بل في تورّط عدد كبير من الإعلاميين بالنفخ في قِرب ( يونس محمود ونشأت أكرم ومصطفى كريم وعلاء عبد الزهرة ومثنى خالد وخلدون ابراهيم) ،هذا السداسي الهزيل فنياً خرج عن الخدمة في هذه المرحلة الحرجة واصبح عبئاً على طموحات اسود الرافدين ممن أهملنا قسماً كبيراً منهم على دكة الانتظار سواء مع الوفد أم خارجه وبات المنتخب فعلاً بحاجة الى رجال صادقين في المشورة ضمن لجنة فنية بأسماء قديرة ليس بينها من يجيد العزف على طبلة المداحين للاتحاد في ليالي العزاء!
منتخب فتاح الفال!
[post-views]
نشر في: 8 يونيو, 2013: 10:01 م