اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أهالي سبع قصور : ليس لنا من منطقتنا سوى الاسم

أهالي سبع قصور : ليس لنا من منطقتنا سوى الاسم

نشر في: 9 يونيو, 2013: 10:01 م

مدينة سبع قصور عندما تسمع باسمها ترسم في  مخيلتك صورة يمكن تخيلها على انها تعج بالقصور الفاخرة والحدائق الخلابة، لكن عندما تصل مشارفها تجدها عبارة عن منازل بسيطة تغطيها الاتربة المتصاعدة من حركة سير المركبات وتخلو من أي قصر يذكر !   بداية

مدينة سبع قصور عندما تسمع باسمها ترسم في  مخيلتك صورة يمكن تخيلها على انها تعج بالقصور الفاخرة والحدائق الخلابة، لكن عندما تصل مشارفها تجدها عبارة عن منازل بسيطة تغطيها الاتربة المتصاعدة من حركة سير المركبات وتخلو من أي قصر يذكر !
 
بداية الحكاية 
بعدما سلكنا طريقا ترابيا عبر استخدام وسائل النقل المعروفة بالمنطقة وهي سيارات عسكرية قديمة (الواز)التي تجاوزت سدة بغداد من جهة مدينة حي أور، وصلنا الى منطقة سبع قصور والتقينا بأهالي المنطقة الذين عبروا لـ(المدى) ( عن استياءهم من استمرار إهمال وتهميش هذه المنطقة التي يعود انشاؤها الى ثمانينات القرن الماضي بعد تدهور واقع الزراعة فيها) وأضافوا ان (المنطقة تعاني من نقص واضح في الخدمات الأساسية كالخدمات الصحية والتعليمية والخدمية والذي دفع الاهالي الى الاعتماد على الطرق البدائية القديمة في توفير تلك الخدمات التي ترفض الحكومة تقديمها للمنطقة )
واشاروا الى ان (هذه المنطقة أصبحت مسرحا لاستعراض المرشحين قبل كل انتخابات عن طريق تقديمهم الوعود الوردية للأهالي بانهم سوف يعملون على انتشالهم من واقعهم المرزي بعد فوزهم لكن بعد وصولهم الى مناصبهم تتبخر تلك الوعود ) .
وطالب الأهالي رئيس الوزراء نوري المالكي ومجلس النواب و والمجالس البلدية والمحافظة (الى الإسراع بالموافقة على تغيير جنس الأرض لكي تشمل بالمشاريع العمرانية بدلا من تطوير الأرصفة وانفاق تلك الأموال على مشاريع غير مهمة في الوقت الحاضر) 
جنس الأرض
 وانتقد سيف سعد من سكنة المنطقة 35 عاما يعمل كاسبا ( ذرائع وحجج أمانة بغداد بشأن عدم شمول المنطقة بالمشاريع العمرانية على مدى السنوات الماضية او المقبلة بالرغم من ان المنطقة يوجد فيها اكثر من 5 الاف أسرة بذريعة ان جنس الأرض زراعي وبالتالي فهي خارج التصميم الأساس لمحافظة بغداد) مشيرا الى ان (المشروع الوحيد الذي كانت الأمانة تعتزم تنفيذه هو إنشاء وتطوير الشارع الرئيس الوحيد وجعله شارعين بدلا من واحد الا ان المشروع متوقف منذ اكثر من 3 سنوات بالرغم من انه في كل سنة تقوم لجنة من الأمانة والشرطة بتبليغ أصحاب المحال المتجاوزة على الطريق بضرورة رفع التجاوزات للبدء بالمشروع ) لافتا الى انه( بدلا من ان تصرف مئات الدولارات على عملية تبديل الأرصفة سنويا كان الأجدر ان ترصد تلك الأموال الى إنشاء شبكة صرف صحي لهذه المنطقة او انشاء مدارس ثانوية ومراكز صحية او على اقل تقدير اكساء أزقة المنطقة التي ما زالت غير مكسوة )
قلة المدار س
اما حسين كاظم من سكنة حي الاوسمة في منطقة سبع قصور فيقول (انني اضطررت الى عدم إرسال أولادي الى المدرسة لان اقرب مدرسة تبعد عن منطقتنا اكثر من 5 كيلومترات وفي موسم الشتاء يكون الطريق موحلا يصعب السير فيه سواء لمركبات او المواطنين )
 موضحا ان (الأحياء التي تقع في المنطقة تعاني نقصا واضحا وشديدا في ابسط الخدمات سواء الصحية او التعليمية او الخدمية بالرغم من ان المنطقة في عملية توسع مستمر يقابلها نقص كبير في الخدمات) واشار الى ان (الأهالي لجأوا الى مادة الخبث وهي (نشارة مادة الفافون) لاكساء ازقتهم بالرغم من خطورة هذه المادة التي تسبب الأمراض السرطانية ) مشيرا الى ان (الظروف هي من أجبرتهم على استخدام تلك المادة بالرغم من خطورتها وذلك لتسهيل عملية دخول وخروج الأهالي من المنطقة ايام سقوط الأمطار في فصل الشتاء لان تلك المادة لا تتأثر بالمياه )لافتا الى ان(المضحك في الموضوع انه يوجد في المنطقة معملان لإنشاء مادة الأسفلت الذي يستخدم في إكساء الشوارع ولكن المنقطة لا يوجد فيها شارع معبد نظامي )
مجلس الوزراء 
 اما قاسم عبد الكاظم من سكنة المنطقة ذاتها 39 عاما يعمل سائق أجرة يقول ان( المسؤولين اخبروا الأهالي ان موضوع المنطقة معروض امام مجلس الوزراء وكان ذلك منذ اكثر من5 سنوات لكن الموضوع لم يحسم حتى الان ما يعني ان المنطقة مقبلة على كارثة بيئية خطرة بسبب اعتماد الأهالي على أساليب الصرف الصحي البدائية وهي (حفر حفرة كبيرة داخل المنزل لتجمع المياه الآسنة ما يؤدي الى طفحها في حال تأخر عملية إفراغها عن طريق سيارات حوضية مقابل دفع مبلغ 25 الف دينار) لافتا الى( معظم سكان هذه المنطقة من أصحاب الأجور اليومية او الذين يعيشون تحت خط الفقر ما يعني ان عملية تفريغ هذه الحفر يتطلب مبلغا من المال يصل الى اكثر من 75 الف دينار في الشهر الواحد ) موضحا ان (الأهالي يقومون بإفراغ المياه الأسنة داخل الأزقة بدلا من عملية سحبها بواسطة تلك السيارات ما سبب بإصابة بعض الأسر بأمراض جلدية مزمنة) منوها الى ان( سيارات التنظيف كانت تقوم بجمع النفايات من الأهالي عندما اصبح أمين بغداد السابق مديرا لبلدية الشعب لكن بعد انتهاء عمله انقطعت هذه السيارات )
 اما ضياء الدين جميل يسكن المنطقة 41عاما يقول( هل من المعقول ان نرسل أولادنا وبناتنا الى المناطق المجاورة من اجل الدراسة بالرغم من ان المنطقة توجد فيها ساحات كبيرة لم تستغل حتى الان) مضيفا ان (المنطقة توجد فيها مدرستان ابتدائيتان فقط وكل واحدة تضم اكثر من 3 مدارس ما يعني ان اوقات الدوام لا تتجاوز 3 ساعات فضلا على عدم استيعابها للطلاب ما يضطر بعض الطلبة الى الجلوس على الأرض )
 فقدان الخدمات
وعلق عبد علي محمد من سكنة المنطقة 55 سنة ان( المنطقة لا توجد فيها اي خدمات مقدمة للمواطنين من حيث النظافة او المشاريع الخدمية الأخرى بحيث لا يوجد فيها شارع معبر لسير المركبات لذا يقوم بعض اهالي المنطقة بإيداع سياراتهم في المرائب خارج المنطقة حفاظا عليها من التلف) واشار الى ان (معظم المسؤولين زاروا هذه المنطقة قبل انتخابات مجالس المحافظات والنيابية الماضية وقدموا وعودا لا تعد ولا تحصى على ان ينفذوها بعد فوزهم ولكن لم يتحقق اي شيء من هذه الوعود) لافتا الى ان( وجهاء المنطقة قاموا بزيارة العديد من المسؤولين من اجل تحسين واقع المنطقة الا انهم يتذرعون بحجة ان الارض زراعية وغير داخلة في تصميم بغداد الأساسي لذا لايمكن ان تقدم لها الخدمات او المشاريع في ظل وضعها الحالي) واضاف متسائلا ان (هذه الارض هي صرف زراعي فضلا على انه تم تسقيط الارض زراعيا منذ سنة 1980 من قبل وزارة الزراعة فلماذا لم تخدم هذه المنطقة من امانة بغداد وكذلك مجلس المحافظة )
 وذكر ان (امانة بغداد تشير الى ان عملية تغيير صنف الارض موجودة في مكتب الامانة العامة لمجلس الوزراء منذ اكثر من 4 سنوات ولم تحسم لغاية الان بالرغم من ان تعداد المنطقة بلغ نحو اكثر من 35 الف نسمة ) وتساءل محمد (عن سبب عدم تنفيذ اكساء الشوارع الثاني الذي كانت الامانة تعتزم إنشاءه من اجل توسيع الشارع وجعله شارعين بدلا من شارع واحد فقط بالرغم من مرور اكثر من سنتين على إحالة المشروع الى التنفيذ) موضحا ان (هذا الشارع الذي كان من المؤمل انشاؤه تم الغاؤه بسبب ان بعض المتجاوزين على الشارع رفضوا ازالة تجاوزاتهم بالرغم من انذار الامانة لهم اكثر من مرة ولكن لغاية الان لم ينفذ )
أساليب بدائية 
فيما اكد ميثم جواد من أهالي المنطقة ذاتها 38 سنة ان (المنطقة تعتمد حاليا على اساليب بدائية في تصريف مياه الصرف الصحي والمتمثلة بعمل حفرة داخل المنزل بعمق 3 امتار وجعلها مكانا لتجمع مياه الصرف الصحي فيها وذلك لانعدام شبكات الصرف في المنطقة بشكل تام ) وتابع جواد حديثة بالقول ان (هذه الحفرة يتم تفريغها اكثر من مرة في الشهر وفي كل عملية سحب وتفريغ من المياه تتم بواسطة سيارات حوضية مقابل مبلغ 25 الف دينار وفي بعض الاحيان كل( 5 )أيام تقريبا خصوصا في فصل الشتاء لان الارض لم تعد تستوعب كميات المياه بعد زيادة سكان المنطقة بشكل كبير بعد عام 2006 ) موضحا ان (هذه العملية أدت الى إصابة العديد من أهالي المنطقة بأمراض جلدية لاسميا الاطفال بسبب الروائح والغازات المنبعثة من هذه الحفر لانها موجودة في جميع دور المنطقة ) واشار الى ان (المنطقة توسعت بشكل واضح واصبحت بحاجة ملحة الى انشاء شبكات الصرف الصحي بسبب زيادة كثافتها السكانية التي بلغت اكثر من 150 الف نسمة وفقا لإحصائية وزارة التجارة.)
التفات المسؤولين
 وانتقد احمد عبد الكاظم يبلغ العقد الخامس من سكنة المنطقة ( واقع الخدمات الأساسية في المنطقة والذي يكاد يضمحل تدريجا بسبب ان المنطقة توسعت بشكل ملفت للنظر في السنوات الاخيرة) واشار الى ان (المنطقة أصبحت بحاجة ماسة الى التفات المسؤولين في الحكومة اليها كون سكانها يعيشون تحت خط الفقر )
مبينا ان (شبكة الكهرباء في المنطقة تعود الى عقد الثمانينات من القرن الماضي عندما كانت المنطقة صغيرة جدا ولا يتجاوز تعدادها الفي نسمة ) واضاف ان (الاهالي اخذوا على عاتقهم مسؤولية صيانة هذه الشبكة عن طريق جمع التبرعات من المنطقة واصلاح الشبكة فضلا على ان معظم المحولات اصبحت تالفة وتنفجر بين الحين والاخر لكثرة الاحمال الزائدة عليها بسبب كثرة الدور المشيدة حديثا في المنطقة )
وقال خضير عباس من سكنة المنطقة 28عاما الى ان (وضع المنطقة لا يختلف عن بقية المناطق التي تقع على اطراف بغداد فهي تعاني نقصا في الخدمات الحياتية ومنها الجانب الصحي الذي يكاد ان يكون معدوم) لافتا الى ان (المنطقة يوجد فيها مستوصف صحي صغير جدا فضلا على قلة ملاكه الصحي العامل فيه والذي يقابله زخم كبير في اعداد المراجعين ) مشيرا ان(المستوصف يعمل بدوام واحد فقط ولا توجد فيه صالة للعمليات الصغرى على اقل تقدير ) 
الوضع الصحي 
ودعا عباس وزارة الصحة الى (الاهتمام بالجانب الصحي في هذه المنطقة من خلال انشاء مركز صحي يتلاءم مع الكثافة السكانية للمنطقة مع زيادة ساعات العمل للملاكات الصحية في هذه المراكز التي تقع على اطراف بغداد)
نقص واضح
ويقول علي حسن 62عاما متقاعد ان ( المنطقة تعاني نقصا واضحا في جميع الخدمات الاساسية ولعل من ابرزها قلة المدارس الابتدائية بحيث توجد ابتدائيتان فقط وهما معرضتان للسقوط لقدمهما وعدم جاهزيتهما لاستقبال الطلاب )
موضحا انه(اضطررت الى نقل اولادي الثلاثة الى مدرسة اخرى في مدينة الصدر بعدما شاهدتم يفترشون الارض لقلة المقاعد الدراسية المتوفرة في المدرستين المذكورتين ) 
لافتا الى ان (أبنائي يشكون من برودة الارض في الشتاء بسبب عدم وجود اية مفروشات يجلسون عليها الطلبة فضلا على انعدام النظافة فيها ) واشار حسن الى ان (اقرب مدرسة الينا تبعد اكثر من 10 كيلومترات مما يضطرني يوميا الى ايصالهم الى المدرسة وإرجاعهم وذلك لصغر سنهم وعدم قدرتهم على الذهاب بمفردهم الى المدرسة )مضيفا ان (معظم الاسر في المنطقة قامت باجبار بناتها على ترك الدراسة لعدم وجود مدارس ثانوية فيها إضافة الى عدم استقرار الوضع الامني وكذلك الجانب المادي الصعب )من جانبه اكد مدير العلاقات والاعلام في امانة بغداد حكيم عبد الزهرة ان (منطقة سبع قصور غير مشمولة بالخدمات التي تقدمها الامانة لكون الارض زراعية المنشأ وليست سكنية)
أمانة بغداد 
وقال عبد الزهرة لـ (المدى )ان الأمانة (قامت بالعديد من المشاريع الخدمية خلال السنوات الماضية ومنها إكساء 7 شوارع فرعية إضافة الى الشارع الرئيس في المنطقة وكذلك انشاء شبكة للمياه الصالحة للشرب)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تربوي يشيد بامتحان "البكالوريا" ويؤكد: الخطا بطرق وضع الأسئلة

إطلاق سراح "داعشيين" من قبل قسد يوتر الأجواء الأمنية على الحدود العراقية

(المدى) تنشر مخرجات جلسة مجلس الوزراء

الحسم: أغلب الكتل السنية طالبت بتعديل فقرات قانون العفو العام

أسعار صرف الدولار في العراق تلامس الـ150 ألفاً

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram