علي القيسيفتح معرض بغداد امس، أبوابه لاستقبال الزوار بدورته الـ 36 بعد توقف دام نحو 6 سنوات بسبب الاوضاع الامنية الحرجة التي مرت بها البلاد.كذلك عاشت دورات المعرض إبان تسعينيات القرن الماضي ضمورا واضحا، بسبب الحصار المفروض الذي ادى الى تدهور مثل هذه الفعاليات المهمة للتطور والتواصل بين الشعوب..
اليوم للاسف احجمت الدول العربية عن المشاركة متذرعة بعلل واهية، رغم حضور واسع للشركات العربية الباحثة عن سوق لمنتجاتها... الحضور الاكبرفي هذه الدورة، كان للشركات الفرنسية، بحضور وزيرة الاقتصاد والصناعة والعمل الفرنسي كريستين لاغارد التي عرفت بتواصلها وانفتاحها على البلدان العربية، فضلا عن دعمها للاستثمار في العراق. اول مرة ذهبت لمشاهدة المعرض بأجنحته الواسعة المتنوعة، كان في السبعينبات، فوجدت شيئا عظيما باهرا للغاية. فقد حظي المعرض عندها بعدد هائل من الزوار بمختلف فئاتهم الاجتماعية..وتفرجت واصدقائي اغلب الوقت في اجنحة الاتحاد السوفياتي السابق، فقد كنت يساريا بامتياز وكذلك اصدقائي الذين لم يكفوا عن الحديث لايام عن عظمة المعروضات السوفيتية " وعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا". وقد حملنا من المعرض هدايا كثيرة، تتمثل بدعايات الشركات والدول حتى وصلنا بيوتنا في ساعة متأخرة جدا من الليل، وليل بغداد عهد ذاك يعج بالسهارى. واكثر الهدايا ثقلا كانت كتب العم كيم ايل سونغ ذات الطبعات الانيقة الفاخرة, والتي وزعت على زوار الجناح بكرم حاتمي. طوال الاعوام الماضية انقطعت عن زيارة المعرض، لانشغالنا بالركض وراء لقمة العيش التي ضاقت علينا سبلها. ومن المؤكد بعد هذه المقدمة الطويلة سازور المعرض اليوم بشوق، وسأقضي معظم وقتي في الجناح الفرنسي من دون افكار او توجهات مسبوقة، كالتي كنا عليها ونحن طلبة في السبعينيات ..اقول سأزور الجناح الفرنسي برغبة مختلفة وفي نفسي اسئلة عما يمكن ان تقدمه لنا الشركات من منتجات، ومشاريع تدعم مسيرة السلام اولا، وتهدف الى النهوض بالواقع العراقي المتردي بسبب الحروب والاحتراب. وسأقف طويلا امام اجنحة التعليم العالي ان وجدت، بعدما اصبح للسوربون فرعا في دول الخليج..فهل تحقق الاجنحة الفرنسية في معرض بغداد رغبتي، وتدعني اتفرج على مشاريع التعليم العالي التي نتطلع الى تنفيذها بعد استقرار العراق الجديد؟
كلام ابيض : فرنسا في بغداد
نشر في: 1 نوفمبر, 2009: 06:26 م