ظلت في بالي نكتة كنت قرأتها منذ الصبا في كتاب "زهر الربيع" لمؤلفه العلامة الشيعي السيد نعمة الله الجزائري. والكتاب، بالمناسبة، يعد واحدا من اهم مصادر الثقافة الشيعية الحرة والصريحة في مجال طرح النوادر والحكايات من صنف "الأدب المكشوف". ورغم ندرة ان تجد مكتبة لرجل دين شيعي لا تحتويه، لكن يندر ايضا ان تجد من يصرح لك انه يمتلكه او قرأه. السبب علمه عند الله وعند "شيخ" كان مقربا لي قبل ان يرحل "للخضراء" راضيا مرضيا.
تقول النكتة، على ما اذكر: ان سكرانا مر بأحد الشوارع فسمع مؤذنا يؤذن لصلاة الفجر. انتظر السكران المؤذن حتى أنهى صلاته وخرج مع المصلين. خرج فركض السكران صوبه وأشبعه ضربا. وبعد ان تتدخل المصلون وخلصوا المؤذن من يد السكران، لاموا الأخير على فعلته وسألوه عن سبب اعتدائه على مؤذنهم، فأجاب: ضربته لان صوته قبيح وفشّلنا أمام اليهود الذي سيشمتون بنا حتما!
صرت أتذكر ذلك السكران "الغيور"، كلما سمعت أو شاهدت حدثا إرهابيا باسم الإسلام والمسلمين وتحت صيحات "الله اكبر". فان كان صاحبنا السكران قد ضرب المؤذن لأن صوته لم يعجبه فما الذي كان سيفعله لو انه شاهد ما فعله الإسلاميون الجدد في مدينة "ووليتش" البريطانية وهم يغنون "الله اكبر" متلذذين بفصل رأس إنسان وتقطيع أوصال جسده بالسكاكين.
كدت أن اجزم بأننا بحاجة لجيش من السكارى ليخلصونا من هذه الوجوه البشعة والاصوات النتنة، لولا ان ربكم هداني الى مقطعين على اليوتيوب، لرجلي دين لو كان عندنا مثلهما ألف، ولا اقول مليون، فلربما يكون لنا امل في حياة مثل سائر عبد الله الآمنين.
الاول، رغم حزنه على ما يراه ويشاهده من افعال اجرامية، أسعدني بشجاعته وصدقه وتحضره. انه رجل الدين الشاب السني عدنان إبراهيم فاستمعوا له على هذا الرابط لتتنفسوا، كما تنفست، من خلال كلامه نسمة أمل:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=kYhkrCH9KAk
الثاني، رجل دين شيعي، وهو شاب أيضا، يعتمر عمامة بيضاء فيه من الجرأة ما يثلج الصدر ويغني عن قول الكثير. للأسف لم يذكر من نشر الفيديو اسم هذا المفخرة العراقية. الرابط التالي يقودكم إلى أقواله التي امتزج فيها التحضر بالشجاعة:
http://www.facebook.com/video/video.php?v=455884974447063
ليس عندي غير أن اهدي لهذين الشيخين الشابين ولكم، مقطع "هل رأى الحب سكارى مثلنا" بصوت رياض أحمد، فلعل السكران الذي حدثنا عنه العلامة الجزائري يسمعه أيضاً، فيفرح ولا يخاف من شماتة الآخرين.
هل رأى الحب سكارى مثلنا؟
[post-views]
نشر في: 9 يونيو, 2013: 10:01 م