اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > من اغرب القضايا :كيف هرب السجين من سيارة التسفيرات؟

من اغرب القضايا :كيف هرب السجين من سيارة التسفيرات؟

نشر في: 9 يونيو, 2013: 10:01 م

كان ركاب السيارة ( الباص ) بالفعل ركابا غير عاديين ... فقد كانوا يرتدون جميعا ملابس متشابهة اللون ... حمراء ... وكانت نظرات عيونهم تنطق بالغضب والحسرة والألم والحزن ... كانوا سجناء قادمين من سجن بوكا في البصرة إلى سجن التسفيرات ببغداد... وكان رجال ال

كان ركاب السيارة ( الباص ) بالفعل ركابا غير عاديين ... فقد كانوا يرتدون جميعا ملابس متشابهة اللون ... حمراء ... وكانت نظرات عيونهم تنطق بالغضب والحسرة والألم والحزن ... كانوا سجناء قادمين من سجن بوكا في البصرة إلى سجن التسفيرات ببغداد... وكان رجال الشرطة الذين يحرسونهم وقفوا خارج السيارة جالسين بجانب السائق يدخنون السجائر في اطمئنان ... بعد أن تأكدوا من أحكام إغلاق أبواب الباص من الخارج .. ولم يكن هناك احتمال ولو بنسبة واحد من المليون ان يهرب سجين واحد من داخل السيارة الكبيرة ... إلا اذا تضاءل حجم احدهم واصبح بحجم ثقب المفتاح ... وهرب من ثقب باب السيارة ! ... لكن الدقائق التالية ... بددت اطمئنان الشرطة ... بعد ان حدث المستحيل ... بعد ساعة من بداية رحلة السيارة الكبيرة التي تحمل السجناء من البصرة إلى بغداد لتوزيعهم على السجون المختلفة .. بدأت قصة الهروب المثيرة ! ... كان نظام الحراسة يقضي بان يفتح احد الحراس باب السيارة المغلقة كل ساعة ويدخل داخلها ليطمئن على وضع المساجين ... وعندما دخل الشرطي في موعده وقف داخل السيارة وهي تسير بعنف صامتا وهو يقوم بالعملية التقليدية لإحصاء عدد المسجونين وفجأة ! ... اتسعت عينا الحارس ذهولا واخذ يصرخ مناديا على رئيس الحراس الذي هرع اليه ليسأله ... شكو بيك ... احجي ... أجاب الحارس المذهول ... مستحيل ... مستحيل ... صرخ رئيس الحراس بعصبية تكلم ماذا حدث ؟ اخذ الحارس يغمغم في ذهول ... لا يمكن ان يحدث ... غير معقول ... لقد اختفى احد المسجونين !.. وللحظة لم يفهم رئيس الحراس الكلمة ... اختفى احد المسجونين ... كيف وباب السيارة مغلق ... هل تبخر في الهواء !؟ واندفع رئيس الحراس نحو وسط السيارة حيث كان المسجونون يكونون زحاما أشبه بالحائط البشري ... أزاحهم جانبا .. وتسمر في مكانه ينظر إلي أرضية السيارة ... كان أسفلت الشارع واضح تماما ... من خلال ثقب واسع أحدثه المسجون الهارب في ارضي السيارة ... وخلال دقائق كانت حالة الطوارئ قد أعلنت في سجن – بوكا – بعد ان تم الاتصال بهم بواسطة جهاز اللاسلكي وتم الإبلاغ عن اسم السجين الهارب وعنوانه وكيفية هروبه بهذه الطريقة الجهنمية ! كان (م) مجرما محترفا ارتكب العديد من جرائم السطو المسلح على السيارات والناس الأبرياء وقد صدر الحكم بحبسه ونقل محاكمته إلى بغداد ... وكان قد اتخذ قرار بالهروب قدر علمه بانه سينتقل مع باقي السجناء من سجن ( بوكا )  إلى سجون التسفيرات في بغداد ... وكان (م) يدرك انه من المستحيل القيام بمغامرة الهروب من داخل السجن ...فالحراسة شديدة والرقابة على السجناء لصيقة وهو نفس الحال في سجون التسفيرات في بغداد ... ولم يكن أمامه سوى ان يحاول الهروب إثناء عملية نقل المساجين ... واخذ يسال حتى علم ان الرحلة ستتم بالسيارات الكبيرة ... وكاد ييأس من التفكير من الهروب ... ولكن عندما علم ان المسجونين سوف يوضعون في سيارة كبيرة تخصص لهم تظل مغلقة من الخارج طوال الرحلة ... وهذه السيارة تكون بلا منافذ او نوافذ على الإطلاق فرح وقال لنفسة ... إذن لابد من إحداث منفذ بالسيارة ... ما دامت لا توجد بها آية منافذ ! .. بعد ان تحركت السيارة الكبيرة من سجن البصرة استجمع (م) شجاعته ... واغمض بعض زملائه المسجونين أعينهم وهم يشاهدونه يخرج آلة حادة ودرنفيس من بين طيات ملابسه الداخلية ... وجلس القرفصاء على أرضية السيارة ليبدأ في رفع البليت الحديدي ... لقد تعود نزلاء السجون على إغماض أعينهم عما يفعله الأخرون ... فان ذلك افضل مما يوقعهم في سين وجيم ومشاكل لا تنتهي ! وهكذا ظل (م) يحفر أرضية السيارة بإصرار ولم يكن يشعر بالخوف ان يكتشفه الحراس الموجودين خارج السيارة ... فقد كانت الضوضاء التي تحدثها السيارة فوق إسفلت الشارع المتهالك تغطي على كل شيء ! ومرت دقائق والثغرة التي يقوم بها السجين (م) بفتحها تتسع شيئا فشيئا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ماهر الدباغ

    الجرائم ضد الإنسانية أن تكون ضمن عدوان واسع وممنهج، وأن تكون الأفعال الإجرامية جزءاً لا يتجزأ من ذلك العدوان، وأن تكون في سياق متعدد ومتكرر، وأن ترتكب ضد مجموعات مدنية؛ كل ذلك من أجل ترسيخ سياسات دولة معينة أو منظمة ما. وقد يكون مرتكبو الجرائم من رجال الد

  2. ماهر الدباغ

    الجرائم ضد الإنسانية أن تكون ضمن عدوان واسع وممنهج، وأن تكون الأفعال الإجرامية جزءاً لا يتجزأ من ذلك العدوان، وأن تكون في سياق متعدد ومتكرر، وأن ترتكب ضد مجموعات مدنية؛ كل ذلك من أجل ترسيخ سياسات دولة معينة أو منظمة ما. وقد يكون مرتكبو الجرائم من رجال الد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram