أيها العراقيون، من اليوم فصاعداً -أو بالأحرى من أمس– ناموا رغداً واخرجوا الى أعمالكم والأسواق وأمشوا في شوارع مدنكم آمنين مطمئنين، لا تتلفتوا يمنة أو يسرة، ولا ترتابوا في أي شيء حولكم، فقد غدا الشر وذهب البلاء وتحقق العدل في ظل دولة القانون.
ايها العراقيون –نساء ورجالاً بالطبع– هذه هي بشرى وزير الداخلية (الوكيل الأقدم اسماً فقط) عدنان الأسدي لكم، فالرجل تأكد بنفسه وتوثق بذاته ورأى بعينيه وسمع بأذنيه وأدرك بحواسه الثلاث الأخرى من انه ليست هناك ميليشيات ولا سيطرات وهمية ولا هم يحزنون. بلدكم آمن وأرواحكم مصانة وأعراضكم مستورة وأموالكم مضمونة وأملاككم محروسة.
السيد الأسدي نزل الى شوارع بغداد، كرخها ورصافتها.. لم يذهب في موكب مسلح ومدرع ومبرد، بل مشى على قدميه في هذا الحر اللاهب واستقلّ باص مصلحة ثم ركب كيا وبعدها كوستر، وجال في الأسواق ووقف عند السيطرات، مرتدياً طاقية الإخفاء حتى لا يتعرف عليه أحد.. سأل واستطلع الآراء منذ الصباح الباكر حتى مطلع الفجر فاستقر ضميره ووجدانه على أن الكلام عن ميليشيات وسيطرات وهمية ما هو إلا محض كذب وافتراء ودعاية مضادة يطلقها الطابور الخامس (وسائل الإعلام) للنيل من سمعة حكومتنا الوطنية الساهرة على مصالح الشعب والوطن، ونظامنا الديمقراطي الذي حقق لنا التنمية المستدامة والرفاه الفائق، فها هو بيان الداخلية يقول إن معالي الوكيل الأقدم "تنقّل بين المواطنين وأصحاب السيارات واستفسر منهم حول ذلك (الميليشيات والسيطرات الوهمية) حيث أكد الجميع أنه لا توجد مثل هذه الأخبار وان الوضع طبيعي".
أيها العراقيون، من الآن فصاعداً لا تصدقوا أي كلام من وسائل الإعلام وغيرها عن الميليشيات والسيطرات الوهمية فـ"الوضع طبيعي" كما وجد السيد الأسدي.. أما هؤلاء الذين يستعرضون في الشوارع والأزقة أمام وسائل الاعلام بملابسهم وأسلحتهم الميلشياوية ويطلق زعماؤهم الوعيد التهديدات فما هم بميليشيات وانما من جند الله المرسلين كرمى لعيني وكيلنا الأقدم المؤمن وصحبه الأخيار في الحزب والدولة (حزب الدعوة الإسلامية بالطبع). واما الذين يُقتلون في سياراتهم وعلى الأرصفة بالاسلحة مكتومة الصوت فليسوا الا منتحرين شبعوا سعادة وهناء في عراق السيد الاسدي وصحبه، ومرضى ميؤوس من حالاتهم فقرروا وضع نهاية لحياتهم بانفسهم. وأما المفقودون الذين لا تظهر أية دلائل على مصائرهم بعد مرور أسابيع واشهر وسنوات فما هم الا عشاق فروا مع عشيقاتهم الى مجاهل الاهوار في الناصرية والعمارة أو الى أعالي الجبال في كردستان.
الا تصدقون؟ اسألوا معالي الوكيل الأقدم للداخلية، فعنده الخبر اليقين، وبين يديه الأدلة القاطعة على ان كل شيء في البلاد في "وضع طبيعي".
واسألوا معالي الأسدي!
[post-views]
نشر في: 9 يونيو, 2013: 10:01 م