منذ بداية نشأته، وبالأخص منذ أن تولاه حسن نصر الله، لم يقدّم حزب الله اللبناني أية إشارة جدية وحقيقية على انه بالفعل حركة مقاومة وطنية تهدف فحسب الى تحرير الأراضي اللبنانية التي احتلتها إسرائيل في العام 1982 ومكثت فيها حتى العام 2000.
عندما تأسس الحزب كانت تنشط في لبنان حركة مقاومة قوية ضمت بين صفوفها العديد من القوى الوطنية والقومية، وبخاصة حركة المقاومة الإسلامية (أمل) والحزب الشيوعي اللبناني وحلفائهما. وبدلاً من الانضمام الى تلك الحركة، اختار الحزب ان يدخل في صراعات مسلحة مع ضده النوعي (أمل) أولاً، ثم مع ضده العقائدي (الحزب الشيوعي والقوى اليسارية الأخرى). والحزب الذي تلقى إشارة الانطلاق والرعاية والعناية من نظام الجمهورية الاسلامية في ايران، استخدم الأسلحة والذخيرة المهرية من ايران، عبر سوريا في الغالب، لتصفية حركة المقاومة الإسلامية – اليسارية والسيطرة على المناطق المتاخمة للمناطق اللبنانية التي كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي.
لم يكن احتكار "المقاومة" هو الهدف الرئيس لحزب الله، فقد عمد الى انشاء هيئات وجمعيات بعناوين "خيرية"، لكنها كانت في واقع الحال هيئات سلطة راحت تجبي الاموال وتنظّم المجتمع وتسيّر هيئات الدولة وتمنع القوى الحكومية المسلحة، الجيش وقوى الامن الداخلي، من أداء مهماتها في تلك المناطق. باختصار فان حزب الله أقام دويلته الخاصة في جنوب لبنان التي لم تكن تتردد في اعلان الولاء لولاية الفقيه في ايران.
السلاح والمال الايرانيان أستعملهما حزب الله لاحقاً في مدّ "سيادة" تلك الدويلة الطائفية الى سائر المناطق اللبنانية وهيئات الدولة وبالأخص مجلس النواب والحكومة، بمساعدة مباشرة من القوات السورية التي كانت تحتل كل لبنان غير الخاضع للاحتلال الاسرائيلي، فاصبح الحزب بحق دولة متزايدة النفوذ داخل الدولة اللبنانية.
ما أن أُنجزت مهمة تحرير الجنوب اللبناني في العام 2000 حتى بدت على نحو أوضح حقيقة حزب الله بوصفة بندقية للايجار موضوعة في أيدي النظامين الايراني والسوري، فالحزب لم يتحول الى حركة سياسية مدنية، إذ احتفظ بميليشياه التي استخدمت في ترهيب القوى السياسية المختلفة، وانخرط في ترتيب وتنفيذ عمليات مسلحة داخل لبنان وخارجه لحساب طهران ودمشق، وبينها عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في تفجير مهول وسط بيروت.
آخر أقنعة حزب الله يسقط الآن على الاراضي السورية، فميليشيا الحزب تحوّلت الى ذراع أيمن لبشار الأسد الذي تمردت عليه قواته المسلحة وانتفض ضده شعبه من كل القوميات والأديان والطوائف.
الآن يضع حزب الله اللبناني بقيادة حسن نصرالله مصير شيعة لبنان على كفّ عفريت، بل يضع مصير لبنان كله في مهب الريح.. المنطقة برمتها يزجها حزب الله وحسن نصر الله في جهنم حقيقية.