كم "ممثلا ثقيل الظل" فقدتهم الساحة الفنية ليتحولوا إلى سياسيين ونواب ومسؤولين كبار.. كم من الكومبارس تحولوا إلى نجوم فضائيات يصولون ويجولون باسم الطائفة والمظلومية؟
يكتب لورنس أولفيه في مذكراته "الممثل الفاشل عادة ما ينتقم من جمهور رفض مشاهدته على خشبة المسرح". ويحدثنا التاريخ عن الرسام المغمور "هتلر" الذي أراد ان ينتقم من لجنة التحكيم لأنها رفضت منحه جائزة.. فقرر ان يحرق ألمانيا بأكملها ، وان يعيد تشكيل مصير وشكل العالم حسب مزاجه الفني.. والنتيجة كانت اكثر من 80 مليون ضحايا حروب "الفورهر".
كم نائبا يمكن ان يحرق البلاد بسبب أوهام يعتقد أنها حقائق ، كم سياسيا يريد ترويض الناس بجمل وشعارات عن الدين ومخافة الخالق. كم انتهازيا يشن كل يوم هجوما على أدمغة الناس باسم هيبة "الاسلام"؟
لقد كنا نضحك على الحملة الإيمانية التي قرر الحاج خير الله طلفاح ان يطبقها على العراقيين، لكننا اليوم نبكي على حالنا ونحن نحاصر بأكثر من "قائد للجمع المؤمن".
كم زمنا سنعيش تحت حكم المعقدين نفسيا والمصرين على ان نعيش معهم دهورا من الجهل والتخلف؟ إلى متى سنتحمل سياسيي الصدفة وهلوساتهم ؟ هل يمكن ان نصدق ان نواباً جاءوا باسم الدفاع عن المظلومين والمحرومين، نجدهم اليوم يحاولون إقناعنا ان المشكلة في البلاد ليست في الأمن المفقود، ولا في غياب الخدمات وانتهاك سلطة القضاء وقتل الناس على الهوية.. وانما مع الغزو الصهيوني الذي يصر على ان يحرم العراقيين من نعمة الكهرباء. ولهذا فان مناقشة أصول النجمة السداسية ، أهم وأنفع للناس من مناقشة الخراب الذي يحيط بنا من كل جانب!
كم عمرا سنضيع مع فرقعات إعلامية تريد منا ان نحرف الحقائق ، ونوهم البسطاء بأن معركتهم ليست مع الفقر والاضطهاد والاستبداد وغياب العدالة الاجتماعية، وإنما مع الماسونية التي كانت السبب في هدر ملايين الدولارات على مشاريع وهمية، وتسببت في ازدياد معدلات البطالة وغياب الأمن والأمان؟
كم صدمة ستتحملها قدراتنا ، ونحن نجد نائبة مثل السيدة مها الدوري تصرخ لأن العملة العراقية عليها "لفظ الجلالة" لتطالب العراقيين بالوضوء قبل لمس هذه النقود؟! وأعتقد ان العراقيين سيتوضؤون في اليوم خمسين مرة من اجل الحصول على ما يعينهم في هذه الحياة، وعندهم استعداد لان يغسلوا أيديهم كل ثانية بشرط الحصول على عمل يبعد عنهم شبح العوز والفقر.
كم سنحتمل من استعراضات نوابنا "الأشاوس" الذين يريدون منا ان نتربى في مزارعهم، وان نرفع شعار السمع والطاعة؟ كم مرة سنتحمل نائبة تريد منا ان نلغي كل إمكانية التفكير والبحث، من خلال استدرار عواطف البسطاء واستغفالهم؟!
سيقول البعض ان استعراضات السيدة مها الدوري لم تصل الى ما قدمه أثيل النجيفي من مشهد تراجيدي أراد به ان يوهم الناس بأنه ليس محافظا للموصل ، وإنما إمام للرعية وله عليهم: " حقي المشورة والنصرة، وها نحن اليوم نلزمكم بواجب فرضه الله عليكم ، ونصرة ممثليكم بأصواتكم فإنما قوتنا نابعة من قوة صوتكم وهي قوة لكم"!
حتما سنضحك على هذه الاستعراضات، ربما أقل من الاستعراض الذي قدمه لنا الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي الذي تجول بصحبة عشرين سيارة مصفحة وأرتال من الحمايات في عدد من شوارع بغداد ، ليكتشف كذبة أهالي العاصمة عن وجود مليشيات وسيطرات وهمية.. فقد تبين بعد الجولة الميمونة ان المسلسلات التركية أثرت على عقول العراقيين وجعلتهم يتوهمون ان هناك اشباحا وعصابات تخطف الناس، بينما الواقع يقول إننا نعيش ازهى عصور الاستقرار الأمني، والدليل ان الرجل تجول بين المواطنين و" قالولو " أنه لا وجود لذلك الوهم.
والآن تخيلوا معي ان مواطنا بسيطا سمع ما قالته النائبة الدوري حول عبث الصهاينة بمقدساته الدينية، فما ذا سيحدث؟ ولماذا نتخيل اصلا، والسيدة النائبة ظلت طيلة أشهر تصول وتجول في الفضائيات ، تحذر من الإمبريالية بجمل وشعارات عن مظلومية الشيعة والمؤامرة التي تحاك ضدهم، دون ان تقول لنا ان المؤامرة التي يتعرض لها العراقيون سنة وشيعة ، هي بسبب وجود نواب وسياسيين يصرون على ان يحولوا الأوهام الى حقائق، ويحرفون الوقائع من اجل خدمة مصالحهم الشخصية.
كل يوم نسمع خطبا وفتاوى لا نعيرها أهمية لأن تأثير أصحابها محدود.. أما النائبة مها الدوري فإنها تنتمي إلى تيار سياسي حصل على الكثير من مقاعد البرلمان وله سلطة في العديد من المحافظات العراقية.. وبالتالي فان احاديثها سيؤيدها بالتأكيد انصار التيار الذي تنتمي إليه..
انهم يريدون لنا "المتاهة" فى لحظة يحلم فيها الناس بدولة حقيقة... دولة مواطنين، لا دولة تبحث عن اسرار النجمة السداسية ووضوء "الدينار
من "متاهة" مها الدوري.. الى "نصرة" أثيل النجيفي
[post-views]
نشر في: 11 يونيو, 2013: 10:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 1
ابواحمدالعراقي
السلام عليكم الاستاذ علي هل تعلم ان الكارثة وصلت الى اسئلةالبكالوريا التي تباع قبل الامتحان بيوم السادس الاعدادي والثالث المتوسط يا بلاش بخمسة وعشرين الف للنسخة