TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الخوف من الأغلبية!

الخوف من الأغلبية!

نشر في: 11 يونيو, 2013: 10:01 م

سلاح التهديد بالأغلبية السياسية لتخويف الخصم السياسي، يظل ذا حدين مثل أي سلاح: من لا يجيد استعماله يرتد عليه وقد يجني على نفسه كما جنت براقش. أكثر المنادين برفع هذا السلاح هم أعضاء ائتلاف دولة القانون وأتباعهم، خاصة المقربين إلى المالكي.
لم أسمع أيا منهم ربط بين تهديده بالأغلبية وما يعانيه الشعب من خوف وبطالة ونقص في الخدمات وتضييق على الحريات العامة والشخصية. هدفهم رغم انهم لم يفصحوا عنه،  ربما من باب التقية، ان يستفردوا بالسلطة ويضمنوا للمالكي ولهم ولايات متعددة قد لا تنتهي إلا بأمر من الله عز وجل. يهددون الخصوم بها وكأنهم لا يعلمون بانهم أول من خاف منها وسعى إلى إنهائها، لدى المحكمة الاتحادية. تذكروا حالة الهلع التي أصابت دولة القانون يوم فازت القائمة العراقية بأغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. نجح "القانون" بمهارة، في حفر حفرة أوقع بها العراقية فانتشى عازفوه وازدادوا غرورا. والغرور قد ينفع في بعض المواقف إلا في السياسة فانه حماقة ما من بعدها حماقة.
في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، وفي الجنوبية بالذات، حصل ائتلاف "القانون" على اعلى عدد من المقاعد فطبل وهلل بأنه هو وحده من يحق له إدارة تلك المحافظات لأنه الفائز الأكبر. لقد أنساه الغرور، الذي بسببه طرد الله إبليس من الجنة، حفرته التي حفرها للعراقية، ولم يفق من غروره إلا بعد أن وقع فيها. وألف رحمة على روح تلك التي أرضعت حليبها الطاهر لمن قال: من حفر بئرا لأخيه وقع فيها.
لست شامتا، والله، بل اني فرح متفائل بتحقق حلم التعددية السياسية والحزبية بالعراق من خلال فطنة الكتل التي فازت بالانتخابات المحلية وتحالفها بذكاء سياسي وحس ديمقراطي سليم لغلق الطريق بوجه الحالمين بعودة الدكتاتورية تحت غطاء "فيكة" الأغلبية.
اليوم نسمع المالكي يطالب بتغيير النظام الانتخابي الحالي لأنه "لا يكوّن الأغلبية السياسية" حسب قوله. لا يا حاج، لم يكن العيب في النظام الانتخابي إذ انه انتج بوضوح أغلبية سياسية لكنك قتلتها لأنها صارت بيد العراقية لا بيدك. فلو لم تتعجل لما ضاعت من يدك ويدنا جميعا فرصة ان تكون لدينا أغلبية سياسية حاكمة وأخرى أقلية معارضة.
ليتك تفتش عن العيب في مكان آخر غير النظام الانتخابي، فقد تجد ان الأرض ليست عوجاء وان العنب ليس حامضا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram