عندما يسمع الإنسان موسيقى الإيطالي عازف الكمان البارع كارلو فارينا (عاش بين 1600-1639) يصاب بالحيرة، فهي موسيقى عابرة للزمن، فيها عناصر قديمة جداً ومعاصرة في نفس الوقت، تصلح لموسيقى القرن الحادي والعشرين أيضاً. فألحانه جميلة ومبتكرة تدخل القلب على ال
عندما يسمع الإنسان موسيقى الإيطالي عازف الكمان البارع كارلو فارينا (عاش بين 1600-1639) يصاب بالحيرة، فهي موسيقى عابرة للزمن، فيها عناصر قديمة جداً ومعاصرة في نفس الوقت، تصلح لموسيقى القرن الحادي والعشرين أيضاً. فألحانه جميلة ومبتكرة تدخل القلب على الفور، وتوزيعها الموسيقي غني ومتميز، وإيقاعاتها متنوعة. وهي جريئة وتجريبية كذلك. إنها موسيقى من النوع الذي يمكن أن يقال عنه موسيقى مكتملة، دون زيادة أو نقصان، وكل نغمة موجودة في مكانها وزمانها المناسب. ولعل هذا هو سبب جمالها وتأثيرها على السامع حتى بعد مرور قرابة 400 سنة على تأليفها.
هذا الموسيقي الإيطالي المولود في مانتوا ويعد من أوائل العازفين الماهرين على الكمان. عمل في إيطاليا ثم ألمانيا حيث تعرف على الموسيقار الألماني الكبير هاينريش شوتس، وطبعت خمسة مجلدات من أعماله في دريسدن، ثم عمل في بون قبل أن يعود إلى إيطاليا. انتقل لاحقاً إلى فيينا عاصمة النمسا للعمل، ومات فيها. هذا التجوال في اوروبا ساعده في التعرف على التقاليد الموسيقية المختلفة مما هذب من أسلوبه وأعطاه هذا التنوع البديع ومكنه من تطوير موسيقى جديدة. أدخل في موسيقاه عناصر موسيقية لحنية وإيقاعية من بولندا والمجر كذلك.