اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جلسة فصل عشائري

جلسة فصل عشائري

نشر في: 15 يونيو, 2013: 10:01 م

يرفض بعض القرويين اللجوء الى الفصول العشائرية كوسيلة لحقن الدماء بعد حوادث القتل او حتى حوادث السير غير المتعمدة مطالبين باخذ الثأر ممن كان سببا في فقدانهم احبتهم، فتمر السنوات عليهم وهم يعيشون عذاب انتظار الانتقام بينما يعيش الفريق المقابل عذاب الخوف من اسلوب الانتقام وتوقيته اذا لم يكن اصلا قد وقع في قبضة العدالة وعاش عذابا من نوع آخر..وان حصل واخذ الفريق الاول بثأره فذر الرماد على جرحه وبردت نار انتقامه، ستكون النتيجة سقوط قتيل آخر وتعرض قاتله الى ملاحقة العدالة او اهل المقتول للثأر مرة اخرى..وهكذا يستمر مسلسل الانتقام دون حلقة اخيرة او نهاية سعيدة بينما كان الاجدى للجميع الانصياع لنداء العقل والرضوخ للفصل العشائري واستخدام اوراق المال الخالية من الروح لشراء ارواح يمكن ان تكون مسالمة واجبرتها الظروف على القتل المتعمد او غير المتعمد ثم ينتهي الامر بالفريقين الى العناق وربما الزواج من بعضهم البعض لتوطيد عرى الصداقة والاخوة..
في بلدنا الذي تشهد اريافه حالات مماثلة، كان يعيش اغلب ابناء المدن المتحضرين بمنأى عن افكار الثار والانتقام من بعضهم تاركين القصاص ممن يتعرض لهم بالاذى للعدالة،وكانوا يحلمون بيوم يخلصهم من طغيان سلطة ظلمتهم بلا استثناء ولم تحاب او تقرب الا المتزلفين لها وخدامها من الطوائف المختلفة..وبعد عام 2003 وغياب تلك السلطة سنحت الفرصة لمعارضيها بدخول العراق فصارعليهم ان يعبروا عن حبهم للعراق لا عن حقدهم على اهله..
والآن وبعد مرور عشر سنوات رفعت الاقنعة عن الكثير من الوجوه المزيفة وصار يطل علينا سياسيون انيقون بوجوه متعافية وتاريخ مدجج بالنضال المعارض والشهادات الدراسية العليا المزورة منها والصحيحة ليقولوا ويعبروا بطرق مباشرة وغير مباشرة عن نوايا ورغبات خطيرة بالثأر والانتقام والتمسك بمقاعد السلطة لكيلا تذهب لطائفة اخرى في الوقت الذي تنتفخ فيه اوداجهم وهم يتحدثون عن التغيير والديمقراطية امام المذيعات الجميلات في القنوات الفضائية..لو نزل هؤلاء السياسيون الى الشارع سيجدون نسبة عظيمة من الناس لاتشترط فيمن يعتلي مقعد السلطة ان يكون سنيا او شيعيا او كرديا او تركمانيا، بل ان يشعر بهم فقط ويخدمهم، فقد تعب العراقيون من سلطات تثرثر اكثر مما تعمل وتخدم مصالحها اكثر مما تخدم الشعب..واذا كان النظام السابق مولعا باشعال الحروب للبقاء في السلطة فرئيس مجلس الوزراء الحالي مولع باشعال الفتن للتمسك بمقعده..
العراقيون في الريف والمدينة يحلمون الآن بجلسة فصل عشائري كبرى يشارك فيها السياسيون من كل الطوائف والاديان..يجلسون معا..يتحاورون، يسامحون بعضهم على قتل متعمد وآخر غير متعمد ويمدون أيدياً نظيفة من الحقد والرغبة بالثار والانتقام وتصفية الحسابات القديمة ليسلموا على بعضهم وليتهم يتعانقون وليس شرطا ان تحصل زواجات بين ابناء الطوائف المختلفة فقد فعلها العراقيون دائما قبل ان يدق السياسيون اسفين الطائفية بينهم..وليعلموا ان اتفاقيات السلام مهما كانت التنازلات فيها كبيرة فالكل رابح لأن الغاية منها حقن الدماء والعيش بامان..
العراقيون اليوم يحلمون بقائد يفكر بطريقة غاندي الذي قال يوما انه يكره لعبة الشطرنج لأنه يضطر فيها الى قتل جنوده وجيشه وكل ماعلى رقعة الشطرنج كي يحيا الملك..لقد سئموا الحروب وهتافات (يحيا القائد) ويحلمون بيوم لاهتاف فيه الا للوطن ولاتحية الا للحب والسلام ولاعزم وقوة قانون الا لبناءالوطن والنفوس.. البناء فقط!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram