قال مسؤول كبير ان العراق يتوقع رفع إنتاجه النفطي من 3.5 مليون برميل في اليوم الواحد حاليا الى 4.5 مليون بحلول نهاية العام المقبل، و يعود الفضل في ذلك الى شركات النفط العالمية التي تقوم بتطوير حقول النفط و الغاز في البلاد . كما قال رئيس هيئة مستشاري ر

قال مسؤول كبير ان العراق يتوقع رفع إنتاجه النفطي من 3.5 مليون برميل في اليوم الواحد حاليا الى 4.5 مليون بحلول نهاية العام المقبل، و يعود الفضل في ذلك الى شركات النفط العالمية التي تقوم بتطوير حقول النفط و الغاز في البلاد . كما قال رئيس هيئة مستشاري رئيس  الوزراء ثامر الغضبان – وزير نفط سابق -   ان العراق، الغني بالموارد و الذي يقف على قمة رابع اكبر احتياطي عالمي للنفط الخام، يهدف الى إنتاج 9 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2020 ، علما ان  عائدات النفط تشكّل  95 % من ميزانية العراق . أدلى الغضبان بهذه التصريحات خلال حفل أقيم في بغداد لوضع خطة الطاقة على المدى البعيد و التي تحدد السياسات و التوصيات لتطوير البنية التحتية و تلبية الطلب المحلي و تنويع الاقتصاد و خلق فرص عمل و تحسين مستويات المعيشة .
تذكر الاستراتيجية المتكاملة للطاقة الوطنية ان العراق يحتاج الى  استثمار 620 مليار دولار في الصناعات المرتبطة بالنفط و الغاز حتى عام 2030 . و تشير الى انه يستطيع جمع  6 ترليونات دولار على أساس سعر مئة دولار للبرميل الواحد من النفط .
يحاول العراق تطوير احتياطيه من النفط و الغاز بعد سنوات الحروب و العقوبات الدولية و الإهمال . كانت الشركات الأجنبية ذات الموارد و الخبرة مترددة في المجيء الى البلاد بعد اجتياح 2003 بسبب تدهور الوضع الأمني ، الا ان العراق منح عشرات الصفقات لشركات الطاقة العالمية المتخصصة بالنفط و الغاز مثل اكسون موبيل الاميركية و بي بي البريطانية و توتال الفرنسية و غيرها ، بعد تحسّن الأوضاع الأمنية .
منذ ذلك الوقت و انتاج النفط  يزداد يوميا بمعدل كبير من 2.4 مليون برميل الى 3.4 مليون برميل يوميا في الوقت الحالي ، بالإضافة الى زيادة صادراته من اقل من 2 مليون برميل يوميا الى 2.4 مليون حاليا . و رغم ان الخطة قد تمت المصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء في نيسان، لكن  من غير الواضح ان تتمكن الحكومة من تنفيذها . قال المحلل و وزير التخطيط السابق مهدي الحافظ على هامش الحفل ان الخطة " مهمة جدا " لمستقبل العراق ، الا ان الاقتتال السياسي و عدم الاستقرار يمكن ان يعيقا ذلك " لا شك ان من المهم جدا  ضمان الاستقرار السياسي  و نزع فتيل التوتر السياسي و تمكين الحكومة من ان تكون لها سلطة حقيقية في جميع أنحاء البلاد ". و أضاف ان حل الأزمة الحادة التي يمر بها البلد يجب ان تكون من أولى الأولويات ، حيث شهدت الأشهر الأخيرة استقطابا متزايدا بين الحكومة و العرب السنّة بالإضافة الى أسوأ موجة من العنف على مدى سنوات .
يمكن ان يشهد الانتاج اليومي و التصدير مساهمة اكبر من اقليم كردستان الغني بالنفط ، الا ان الخلاف حول المدفوعات مع الحكومة المركزية دفع الكرد الى ايقاف الصادرات عبر الأنابيب التي تشرف عليها بغداد .
قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني انه ليس هناك اتفاق لحد الآن بين الطرفين لاستئناف تصدير النفط رغم الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الى الاقليم يوم الأحد في محاولة لتحسين العلاقات المتوترة بينهما .
سبق ان قام الكرد من طرف واحد بتوقيع عشرات الصفقات الخاصة باستكشاف النفط مع شركات الطاقة الأجنبية رغم اعتراض بغداد التي تعتبر تلك الصفقات غير قانونية. في بداية العام الحالي بدأ الكرد بشحن النفط عبر تركيا الى السوق العالمية ، ما جعل بغداد تتهم الإقليم بالتهريب و تهدد بمقاضاته . لقد كانت حقوق تطوير الموارد الطبيعية جزءاً من الخلاف الطويل بين الحكومة المركزية و الإقليم و الذي يشمل ايضا المناطق المتنازع عليها و تخصيص الأموال .

عن : سياتل تايمز