اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جريمة الأسبوع : امرأة تعشق السرقة

جريمة الأسبوع : امرأة تعشق السرقة

نشر في: 16 يونيو, 2013: 10:01 م

لم تعشق في حياتها سوى نفسها ... هي نفسها تعترف ان الجريمة تجري في دمائها ... ولكن هذا امر طبيعي بالنسبة لسارقة ارتكبت اكثـر من 15 جريمة سرقة في النهار وليس في الليل ! .. نشأت (م) في اسرة فقيرة... تسكن احدى الاحياء الشعبية في بغداد الجديدة ... لها ارب

لم تعشق في حياتها سوى نفسها ... هي نفسها تعترف ان الجريمة تجري في دمائها ... ولكن هذا امر طبيعي بالنسبة لسارقة ارتكبت اكثـر من 15 جريمة سرقة في النهار وليس في الليل ! .. نشأت (م) في اسرة فقيرة... تسكن احدى الاحياء الشعبية في بغداد الجديدة ... لها اربع شقيقات هي اكبرهن .. تمردت مبكرا على حياتها ... حلم واحد كان يسيطر عليها وهو ان تصبح ثرية بين يوم وليلة مهما كان الثمن او قدمت من تنازلات ... اصبحت (م) تمثل مشكلة لاسرتها ... ولم يجد الاب حلا الا ان يسعى لتزويجها ... فأما ان تستقر في بيت زوجها ويتغير سلوكها او تظل في تمردها ويكون مسؤولا عنها زوجها ! واتى العريس الى بيت الاب يطلب يد ابنته التي لم تبلغ من العمر سوى 17 سنة ؟

في البداية رفضت (م) ذلك الشاب لانها كانت تراه ضد احلامها... لا يملك سوى راتب بسيط من عمله في معمل للنجارة.. ولكن ابيها وامها ضغطا عليها حتى وافقت على الزواج منه ! وبالرغم من فرحة الاهل والاقارب بالزواج بدت (م) تعيسة كأنها تتمنى ان تتدخل الظروف في اخر لحظة وتمنع هذا الزواج الذي تكرهه !

انتهى حفل الزواج البسيط والمتواضع وغادرت العروس اهلها الى بيت زوجها في شقة متواضعة في منطقة نائية خلف السدة... حرصت (م) منذ اليوم الاول ان تحاصر زوجها بالطلبات ولانه يحبها كان يحاول ان يلبي ما يمكن ان يحققه من طلبات... اصبحت (م) الآمر الناهي في البيت وجميع طلباتها مجابه... انجبت (م) طفلتها الاولى... اخذت ترسم لها حياة افضل من الحياة التي عاشتها منذ الصغر... كانت تلح على زوجها (س) ان يشتري لها الحلي والملابس... ولكن العين بصيرة واليد قصيرة ! ضاق الحال بالزوج واغلقت جميع الابواب في وجهه... اصبح دخله الوحيد من عمله في معمل النجارة مهددا بالانهيار بعدها استدان من جميع اقربائه واصدقائه... وبالفعل تم طرد الزوج من المعمل الذي يعمل فيه بعد ان كثرت الشكاوى من تغيبه عن العمل ! عاد الزوج الى بيته لا يعرف ماذا سيقول لزوجته وكيف سيسدد ديونه التي تراكمت عليه ومن اين سيسددها... جلس الزوج في غرفة النوم يفكر في المصائب التي هوت عليه... لم يشعر الزوج بتعاطف زوجته معه...بل فاجأته بطلب من كلمة واحدة وهي الطلاق ! تصبب الزوج عرقا اخذ يتوسل لها لكي تبقى هي وابنته معه... لكن (م) كانت تصر على قرارها ولكن بعد الحاح الزوج وافقت (م) بشرط واحد وهي ان يتغير مهما كلفه هذا من تضحية... ساد الصمت للحظات ثم نطق الزوج وقال لزوجته انه مستعد لان يفعل أي شيء حتى ترضى عنه.. نظرت (م) الى زوجها بعدها اتت بفكرة شيطانية... قالت لزوجها... ( ماكو غير حل واحد... ويجب عليك ان توافقني عليه ولو نجح المخطط الذي في عقلي... سوف نعيش اغنياء وتسدد كل ديونك ).. واجابها الزوج.. ما هو ؟ قالت الزوجة... نسرق الشقق في العمارات القريبة من عمارتنا حيث توجد شقق كثيرة واصحابها يعملون طوال النهار... ما هو رأيك ان اطلع اسرقها وانت تراقبني اسفل العمارة... لا احد يعرف اني اقوم بالسرقة لكوني امرأة... تردد الزوج... لكن (م) عاجلته بأسماء أصحاب الشقق التي تعرفهم حق المعرفة ورصد سكانها... وفي الميعاد المحدد خرجت (م) وزوجها لتنفيذ سرقة اول شقة... امام احدى العمارات يقف الزوج... تصعد (م) الى الشقة التي حددتها وبعد ان تطرق جرس الباب للتمويه... تكسر الباب ثم تدخل الى الشقة تسرق كل ما خف وزنه وغلا ثمنه... ونجح الزوجان في اول عملية وتمكن الزوج من تصريف وبيع المسروقات في سوق الهرج وبدأت الاموال تجري في بيت (م) تجرأت وبدأت تخطط لعمليات اخرى ترتكبها هي وزوجها في مناطق المشتل والنعيرية... مما ادى ذلك الى كثرة الشكاوى في مراكز الشرطة حتى وصل عدد الشكاوى الى اكثر من 15 شكوى سرقة... فتم تشكيل فريق عمل لمراقبة العمارات المذكورة والاخرى المعرضة للسرقة وبعد ايام توصلت الشرطة من خلالها المعلومات التي جمعتها من المختارين واصحاب الشقق المسروقة الى اللصين الزوجين وان الزوجة هي التي تتولى مهاجمة الشقق ويتولى الزوج بتصريف المسروقات وفي كمين تم ضبط المتهمين وهما ينزلان بالمسروقات الى معرض لبيعها هناك... تم جلب الزوجين الى مركز شرطة بغداد الجديدة وهناك بدأت اعترافات الزوج والزوجة تتوالى لضابط التحقيق... في مركز الشرطة التقيت بالزوجين تحدثت مع الزوج وقال لي : لقد دمرت زوجتي حياتي والان الضحية هي طفلتي الوحيدة ستدفع الثمن ! اما الزوجة (م) فملامحها كانت حادة وعصبية... في البداية رفضت الحديث معي لكنها تكلمت بعد ذلك وقالت : ( شسوي بس اني حرامية اشو الجميع يسرق ويبوك والشرطة والحكومة تعرفهم زين... ويبقون مطلقي السراح بس اني حظي وكعني بيد الشرطة... لاني فقيرة والاخرون اغنياء... القانون يطبق على الفقره والزنكاين يلعبون ويضحكون ويبوكون الجفن من الميت !)... وهكذا انتهت احلام (م) في السجن وهي تنتظر محاكمتها بالقريب العاجل.!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram