تحقيق وتصوير : وائل نعمة بعد ان أكملت الست سعاد مدرسة الرياضيات الفصل الأول من المادة بجهد اقترن بعدم تقبل الطالبات بسهولة (س) و(ص) ومعادلاتها، استطاعت دس (اللوغاريتمات) ثقيلة الاسم والفعل في عقل طالباتها ، الا انها تفاجأت بسماع إشاعات هي وطالباتها حول تغيير المنهج. كتاب الرياضيات للصف الخامس العلمي اجمع كل المختصين بشأنه على انه مادة ثقيلة ومكثفة ومطولة،
وعادة لا يستطيع التدريسيون إكماله خلال السنة الدراسية، وما زاد الطين بلة هو تغيير المنهج بتحويل الرموز العربية التي اعتاد عليها المدرسون لعقود طويلة الى رموز باللغة الانكليزية. مادة مطولة ومملة المديرة باسمة صبحي (ثانوية العقيدة) ذكرت: من المعروف ان منهج الرياضيات للخامس العلمي منهج ممل ولا يتقبله الطلاب بسرعة ورغم إعدادنا ست حصص أسبوعية لهذه المادة، الا اننا أحياناً لا نستطيع أكمال المنهج ,بالرغم من اننا نحاول اخذ حصص أخرى إضافية حتى نستطيع ان نكمله. التأخير بتسليم الكتاب فيما ذكر الأستاذ نعمان الحسن مدير ثانوية المتميزين للبنين: ان هناك توجها من الوزارة بشكل عام حول تعميم اللغة الانكليزية في كل المواد الدراسية ولكن بشكل تدريجي وفي كل المراحل، وفيما يخص مادة الرياضيات للخامس العلمي قال: لقد تسلمنا الكتب بشكل متأخر، وكان هناك نقص في الإعداد لأسباب فنية. الحاجة الى دورات مديرة مدرسة 14 تموز السيدة بتول قالت لنا: اعتقد ان التدريسيين بحاجة الى دورات خاصة بالكتاب الجديد ولتنشيط ذاكرتهم حول الرموز القديمة التي تركوها منذ كانوا طلاباً في الجامعة، وذكرت أن المدرسات اللائي لديها مدرسات كفوءات وقادرات على توصيل المادة، كما سجلت اعتراضها على النهج التي تسلكه وزارة التربية في إحراج الإدارات وإحراج الطلاب بتغيير المناهج بعد بداية الدوام الرسمي بقرابة الشهر، بينما كان من المفروض توزيع الكتب للمدارس في العطلة،واعتقد بان الوقت كان كافيا للوزارة لكي تعيد ترتيب أوراقها وتكون مستعدة للعام الدراسي.. فأين ذهبت التصريحات الرنانة حول الاستعدادات! إرباك الطالب فيما أوضحت رابحة علي مدرسة مادة الرياضيات في المدرسة نفسها: أن الكتاب الجديد احدث ارباكا للطلاب بتغيير الرموز الرياضية العربية الى انكليزية وبتغيير بعض الفصول وحذف بعضها، وأضافت: ان طلاب اليوم يختلفون في المستوى العلمي عن طلاب الأمس، فالطالب اليوم تزدحم حياته بأنواع من التسلية عبر انشغاله بالفضائيات والانترنت والموبايلات، فبات كسولا ولا يستطيع تقبل المواد كما كنا سابقا، فما بالك لو تغير المنهج بشكل أصبح أكثر صعوبة عما كان عليه. حذف وإضافة فصول التفاوت كان واضحا في مواعيد تسلم الكتب ،فمدرسة الرياضيات (سلوى) بمدرسة الخنساء ذكرت أن الكتاب قد تسلموه بوقت متأخر، رغم سماعها قبل فترة باحداث تغيير في منهج الرياضيات عبر إحدى الطالبات التي وصل الى اسماعها من قبل طالبات أخريات ان هناك تغييراً قادماً على منهج الرياضيات. وأضافت: لا مشكلة لدي في التعامل مع الكتاب الجديد، ولا مشكلة بالرموز الانكليزية، فقمت في أولى الحصص بإعطاء الطالبات الرموز باللغة الانكليزية وما يقابلها بالعربي، والطالبات سيعتدن على هذا النهج الجديد. الهم المشترك الخامس العلمي ليس هو المتضرر الوحيد من تأخر توزيع الكتب، إذ يشاركهم الهموم طلاب المرحلة الأولى بالدراسة المتوسطة حيث الغيت مادة العلوم ووضع بدلا منها مادة الكيمياء والفيزياء والأحياء ولا كتاب يلوح بالأفق! السيدة غازية مديرة مدرسة الخنساء بدت متضايقة من عدم تنظيم توزيع الكتب على المدارس، وفي الوقت نفسه هي مطالبة بتقديم مستوى علمي معين، وبالمقابل تجد إرباكاً بتوزيع المناهج وتأخيرا للدراسة لان المدرسات سيضطررن الى إعادة التدريس على ضوء الكتاب الجديد،، إضافة الى مشكلة انفلاونزا الخنازير التي أدخلت الرعب لدى الكثير من الطالبات والتي عرقلت العملية التدريسية. السيدة هدى مسؤولة تسلم الكتب في مدرسة المتميزات للبنات، ذكرت أنها ذهبت الى مخازن الكتب التابعة للتربية قرب مستشفى الكندي وتسلمت كتاب الرياضيات للخامس العلمي قبل 5 أيام فقط (الحديث في 26/10)، كما ان هناك كتباً اخرى ومناهج متغيرة ومنها منهج الفرنسية الذي لم يقبلوا ان يعطوه للمدرسة لاسباب يقولون عنها بأن لاخطة للتوزيع بالرغم من توفر الكتب الخاصة، مما جعل المدرسات يلجأن الى استنساخ الكتاب القديم والتدريس على ضوئه، والطالبات حذون حذو المدرسات وشرعن بالاستنساخ. جهود إضافية ميساء خليل مدرسة الرياضيات للخامس العلمي نوهت الى ان المدرسة التي تعمل فيها قد تكون أفضل حالا من مدارس أخرى لم تسلم الكتب الى هذه اللحظة لان التربية لم تهيئ المناهج بشكل متساو لكل المدارس. وأضافت: قد أكملت تدريس الفصل الأول على ضوء منهج الكتاب القديم وسأقوم الآن بإعادته على أساس المنهج الجديد، وهذا طبعا يتطلب وقتا وجهدا إضافيين، وهذا سينعكس على نفسية الطالب الذي سيتفاجأ كما تفاجأنا نحن بتغيير المنهج من دون سابق إنذار. فيما اعتبرت فتوح عارف مدرسة الرياضيات في مدرسة المتميزات للبنات ان المنهج الجديد يعطي قاعدة علمية وأساساً للطالب في دراسته الجامعية، وأضافت: يعاني الطالب من فجوة كبيرة عند التحاقه بالجامعة، فيما يتعلق بالكليات العلمية، حيث ان الرموز الرياضية التي سيلاقيها