بعد ان استنفد قاموس الاتهامات المتبادلة بين بعض القوى العراقية كل الصفات والاسماء ، لجأ من فشل في الحصول على المناصب في الحكومات المحلية الى استخدام اسم" شمر بن ذي الجوشن" قاتل الامام الحسين عليه السلام، ليطلقها على منافسيه وخصومه ، في اشارة واضحة الى ان مواقف المتحالفين في انجاز تشكيل مجالس المحافظات لاتختلف عن جريمة الشمر، وهذا المستوى من التفكير السياسي، يكشف عن عقلية متزمتة ، تحاول الحصول على المكاسب ، باية طريقة ، ومنها اثارة الرأي العام ، ضد من استخدم اللعبة الديمقراطية للحصول على مواقع في مجالس المحافظات المحددة صلاحياتها بتقديم الخدمات.
احد اعضاء مجلس محافظة بغداد عن قائمة ائتلاف دولة القانون وفي اول رد فعل له بعد انتخاب مجلس محافظة بغداد قال وفي تصريح لاحدى الفضائيات ان رئيس المجلس المنتخب عن قائمة "متحدون" رياض العضاض ، كان من اشد المعترضين على تسخير الجهد الحكومي لتوفير افضل الاجواء لزوار الامام موسى الكاظم عليه السلام لاحياء ذكرى وفاته، والمرشح بمعنى آخر كأنه يريد القول، ان منح المناصب لشخصيات سنية سواء في العاصمة بغداد او غيرها من المحافظات، سيمنع الشيعة من اداء طقوسهم الدينية، متجاهلا ماورد في الدستور حول احترام الشعائر الدينية لجميع العراقيين.
تصريح العضو حفظه الله ورعاه اعاد الى الاذهان استذكار وصف اطلقه مفتش عام احدى الوزارات الخدمية عندما قال ان قتلة ال البيت عليهم السلام عادوا مجددا ليرتكبوا جرائم اخرى بحق اتباعهم ، وقائمة اتهام المفتش، طالت شخصيات سياسية، اتفقت وباعتماد التوافق على تشكيل الحكومة الحالية ، والغريب في الامر أن ذلك المفتش الذي يدعي الدفاع عن المظلومين من العراقيين من التكفيريين و"النواصب" متهم بقضايا فساد، وملفاته وصلت الى مجلس النواب.
بعقلية عضو مجلس المحافظة ومفتش الوزارة ليس ثمة امل للعراقيين في ان تحقق الحكومات المحلية مهماتها ، في توفير الخدمات واقامة مشاريع البنى التحتية ، لان شمر بن ذي الجوشن يعيد في كل يوم معركة الطف، من خلال تنفيذ عمليات ارهابية تستهدف المدنيين من مكون اجتماعي محدد، وسيظل هذا الادعاء حاضرا ، لحين حصول متغيير في الحكومات المحلية ، ووزير النقل هادي العامري اعلن في تصريح له ان الحكومات المحلية المنتخبة ستواجه العديد من العقبات ، وسيكون مصيرها الفشل، لانها شكلت على اساس تحالفات هشة واعتمدت سياسية الاقصاء والتهميش بحق قوائم كبيرة، يمنحها استحقاقها الانتخابي حق التصدي للمسؤولية ثم تلبية مطالب المواطنين.
طيلة السنوات الماضية لم يلتفت المتباكون على الحكومات السابقة لما حققته من منجزات ، وقضايا فساد مالي واداري ، وحملات منظمة ضد الحريات المدنية، وبوجود ابن الجوشن في مجالس المحافظات لن تتمكن من تصحيح الأخطاء والتقدم خطوة واحدة، بوجود عقلية تصر على استخدام اقبح الشتائم في الاجواء الديمقراطية.
ابن الجوشن
[post-views]
نشر في: 16 يونيو, 2013: 10:01 م