TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المعركة لم تنته بعد!

المعركة لم تنته بعد!

نشر في: 17 يونيو, 2013: 10:01 م

نعم إنها حقيقة يجب أن يعيها الجميع إن الحلم تلاشى والأمل فُقد والأمور أصبحت أكثر تعقيداً والتطلعات أُجهضت بفعل فاعل والأسود باتت  غير قادرة حتى على الزئير ،لأنها دخلت خريف العمر فعلا ، فمع دوران عجلة الزمن توقفت إرادة وعزيمة أسود الرافدين لتمنحنا بطاقة الاستغناء عنهم في وقت كنا بأمسّ الحاجة  إليهم عندما كان الجميع يترقب ويهتف بأسمائهم ويرددها ويتغنى بها ،لكن في ليلة وضحاها أصبح كل شيء من الماضي ولا يمكن التحدث به كونه لا يتلاءم مع الحال الذي وصلنا إليه.
وصلنا الان الى منعطف الطريق الذي يرى البعض أن نتيجة مباراة العراق وأستراليا لا تغني من فقر ولا تسمن  من جوع ، بل إنها تحصيل حاصل لمنتخبنا الوطني باعتقادي قد يكون خاطئاً من ينظر لها بتلك النظرة ، بل إني أراها مباراة رد الاعتبار وحفظ ماء الوجه ويجب على شباب المنتخب الوطني أن يضعوا في بالهم العراق لا غيره ،فالعراق اسم كبير بكل شيء ويجب رد اعتباره وهيبته التي لم يعد لها بريق ولمعان بعد أن سطع نجمه في أثينا وجاكرنا ،والجميع يعلم كيف تحققت تلك الأحلام التي لا نريد أن نعيش على ذكرياتها ، بل يجب أن نسعى لإعادتها مجدداً في ظل ثورة عارمة لأولئك الشباب الذين أرى في عيونهم تلك الإرادة وذلك التصميم والعزيمة بعد أن يئسنا من حال الأسود الذين للأسف خذلونا في معركة كانت ملامحها تؤكد أنها شبه محسومة لصالحنا ،لكن للأسف خسرناها بمحض إرادتنا.
للأسف أقولها بمرارة: لقد تشظت كتيبة الأسود وتبعثرت قواها التي كانت متماسكة لعقد من الزمن نالت إعجاب الملايين من أرجاء المعمورة على ذلك التماسك ،اليوم نجد أن قواها باتت غير مؤهلة للدفاع عن علم العراق لتأتينا الأنباء من مسقط وطوكيو وسيدني غير سارة تعلن اعتزال السفاح التي باتت سكينته غير قادرة على النحر ليرمي بمنديله جانباً ويرفع الراية البيضاء في وقت غير مناسب جداً ، بل كان الأجدر به ألا يضعنا في هكذا موقف ،فإما أن ينهي التصفيات على أفضل وجه أو أنه يسبق تلك الأحداث كما فعلها بقية النجوم القدامى الذين رفعوا أيديهم قبل أن يمسكوا خاصرتهم في أرض الملعب.
لكن الأمور ازدادت تعقيداً ولم تقف عند سفاح الكرة العراقية ، بل شاطره زميله مايسترو خط الوسط أو سقراط العراق كما يحلو  لمحبيه أن يلقبوه ليرزم حقيبته صوب مدينة دبي الإماراتية عسى أن يقلل عن كاهله ذلك الضغط النفسي الذي تولد نتيجة جلوسه على دكة البدلاء لمباراة اليابان ،وكان تصرفه هذا للأسف غير مسؤول ولا يتلاءم مع اسمه وسمعته وتأريخه ،فلو عاد بنا الزمن إلى الوراء لنستذكر من كان يلقب بمايسترو خط الوسط أمثال اللاعب الكبير هادي احمد أو ناطق هاشم أو باسل كوركيس أو شاكر محمود أو علي حسين أو غيرهم من اللاعبين الكبار الذين أنهوا حياتهم الرياضية بأسلم وجه من دون ان نستذكر لهم أية فعلة مماثلة لما اقترفه أكرم من ذنب سيبقى عالقاً في ذاكرة كل المتابعين ناسفاً به تأريخ جميل بناه بتأنٍ وهوادة لكن للأسف بلحظة واحدة بعثره ولا يمكن لملمته مهما حيينا خصوصاً انه ترك منتخب العراق الكبير الذي هو من جعله نجما يتلألأ في سماء اللعبة ،وللأسف لم يكن أكرم كريماً مع العراق لدرجة انه استغنى عنه بسهولة وهو أحوج لخدماته كون المعركة الكروية لم تنته بعد.
اليوم مطالب جميع اللاعبين بالدفاع عن اسم العراق من دون النظر إلى المعادلة الحسابية ،ففريقنا سيلعب المباراة من دون أي ضغط نفسي ،لأن النتيجة لا تهم بقدر أهميتها كرد اعتبار وسيحجز خلالها هؤلاء الشباب مكانهم في منتخب المستقبل الذي تنتظره العديد من الاستحقاقات الدولية وثقتنا عالية بلاعبينا حتى الذين لم يشاركوا من قبل مع المنتخب كون لديهم القدرة على إثبات وجودهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بايدن: اتفاق غزة بات أقرب من أي وقت مضى

خرائط وبيانات ملاحية ترصد 77 خرقاً "إسرائيلياً" لأجواء أربعة دول عربية منذ تهديد إيران

مشعان الجبوري يخاطب "السيادة": اعتذروا والا

أمر قبض ومنع سفر لـ"زيد الطالقاني"

برلماني يكشف آخر مستجدات منصب رئيس البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

قناطر: في قراءة قانون الأحوال الشخصية

قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959

الدولة لا الاحكام الظنية من تضع للاسرة تشريعاتها

العمودالثامن: لماذا يطاردون النساء ؟

العمودالثامن: من الشبيبي إلى رشيد الحسيني

العمودالثامن: من الشبيبي إلى رشيد الحسيني

 علي حسين لم يكن الشيخ محمد رضا الشبيبي مجرد سيرة حافلة بالمواقف الوطنية، بل كتاباً غنياً لحقبة من الزمن الجميل، كان الشبيبي يريد دولة تقوم على العقل والأخلاق السياسية والاجتماعية وكرامة الإنسان، كان...
علي حسين

كلاكيت: عماد حمدي.. المسطول الذي رثى مسيرته

 علاء المفرجي إذا ما سلمنا أن الممثل عادة هو من صنع المخرج، فأن انطلاقة الفنان عماد حمدي كانت من تلك الفورة الكبيرة في السينما المصرية ومن نشاط المنتج (شركة أو افراد) التي كانت...
علاء المفرجي

قرنان من التشيع والحوزة في العراق.. من 1722 إلى 1922

علي المدن شاهدت الحلقة التي أعدها الأستاذ أحمد الحسيني على قناته في اليوتيوب وكان عنوانها (صراع قم مع النجف.. هل اقترب ظهور المرجع العراقي). وهي حلقة غنية بالمعلومات تنم عن جهد كبير بذله الحسيني...
علي المدن

الدولة لا الاحكام الظنية من تضع للاسرة تشريعاتها

هادي عزيز علي اعتمد الفقهاء المسلمون الاحكام الظنية التي تتسع فيها دائرة الاجتهاد اذ استنبطوا منه الحكم الشرعي من الدليل التفصيلي فيما لا نص فيه للوصول الى قواعد عملية تتعلق بادارة الشان العام بما...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram