TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خيال قارئ

خيال قارئ

نشر في: 17 يونيو, 2013: 10:01 م

إضافة لما قاله جدنا المتنبي عن نكد الدنيا حين ترغمك على صداقة عدو، فاني أرى نكدا اشد حين تخاطب أنسانا يدعي انه فهم ما تريد لكنه في الحقيقة لم يفهمك. كم من مرة سمعنا احدهم يخاطب صاحبه متوجعا حتى يكاد أن يبكي: الخاطر الله بس افتهمني شكلك. وآخر يقسم على صاحبه: عليك العباس أبو فاضل افهمني. ناهيكم عن قصة المثل البغدادي الشهير وقصة ذلك الذي ظل يدور بالشوارع ويصيح: شيفهّم حجي أحمد أغا. الحال لا تقل، من حيث النكد والهم، عندما يقع الكاتب بقارئ لا يفهم المكتوب. فكم من قارئ يشلع قلب الكاتب لأنه لا يفهم ما يقرأ.
كنت حين اقرأ ردود بعض القراء التي تكشف عن انهم أساءوا فهم ما أقصد، أقول انها حالة ستزول حتما مع مرور الأيام التي ربما ستوضح لهم الخيط الأبيض من الأسود فيما بعد. لكني، وبعد ثلاث سنوات تقريبا من كتابتي اليومية ومتابعة ردود القراء على المواقع الإلكترونية وما يصلني منها عن طريق الإيميل وصندوق الرسائل الخاصة في فيسبوك، أيقنت بان هناك ظاهرة سلبية عامة تخص معنى "القراءة" وان الناس بحاجة لمعرفة كيف تقرأ.
ردا على عمودي يوم امس الذي تناولت فيه نتائج اجتماع مجلس محافظة بغداد الجديد، كتب قارئ: "هل سيبقى هذا المديح والتبجيل لمحافظ بغداد من التيار الصدري الجديد يا هاشم العقابي، بعد ان يقوم في القريب العاجل بحملة "صدرية شرعية" على البارات وحانات الخمور والعرك في بغداد؟ أم وقتها سيصبح متطرفا وأسوأ محافظ في العالم !!!"
شككني هذا القارئ حتى بنفسي، فعدت لأقرأ ما كتبت وانا أتساءل: هل، حقا، مررت على اسم محافظ بغداد الجديد؟ وهل، فعلا، امتدحت اسم محددا؟ لم اجد أي اثر للمدح أو لأسم المحافظ بعمودي، فمن أين أتى هذا القارئ بهذا الخيال "العظيم"؟ جاء به نقص معرفته بطريقة القراء الصحيحة للمادة.
لو عرف هذا القارئ الطيب، قواعد فن القراءة لفهم بسهولة اني لم امتدح المحافظ، بل امتدحت وبجلت الخطوة الديمقراطية الصحيحة التي صفعت دعاة الحرب الطائفية على وجوههم ولقنت الحالمين بعودة الدكتاتورية درسا بليغا.
وللحديث صلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. رياض الحواس7

    ما حصل هوبارقة امل اثلجت قلوبنا لا تحيزا لاحد بل املا بتداول السلطه الذي لا سبيل اخر للتغيير غيره فالعراقيون تعبو وتراجعو كثيرا بسبب الانقلابات والدكتاتوريات ...اصبر علينا فهذه المعارك لا يحسمها الا المثقفون

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram