إضافة لما قاله جدنا المتنبي عن نكد الدنيا حين ترغمك على صداقة عدو، فاني أرى نكدا اشد حين تخاطب أنسانا يدعي انه فهم ما تريد لكنه في الحقيقة لم يفهمك. كم من مرة سمعنا احدهم يخاطب صاحبه متوجعا حتى يكاد أن يبكي: الخاطر الله بس افتهمني شكلك. وآخر يقسم على صاحبه: عليك العباس أبو فاضل افهمني. ناهيكم عن قصة المثل البغدادي الشهير وقصة ذلك الذي ظل يدور بالشوارع ويصيح: شيفهّم حجي أحمد أغا. الحال لا تقل، من حيث النكد والهم، عندما يقع الكاتب بقارئ لا يفهم المكتوب. فكم من قارئ يشلع قلب الكاتب لأنه لا يفهم ما يقرأ.
كنت حين اقرأ ردود بعض القراء التي تكشف عن انهم أساءوا فهم ما أقصد، أقول انها حالة ستزول حتما مع مرور الأيام التي ربما ستوضح لهم الخيط الأبيض من الأسود فيما بعد. لكني، وبعد ثلاث سنوات تقريبا من كتابتي اليومية ومتابعة ردود القراء على المواقع الإلكترونية وما يصلني منها عن طريق الإيميل وصندوق الرسائل الخاصة في فيسبوك، أيقنت بان هناك ظاهرة سلبية عامة تخص معنى "القراءة" وان الناس بحاجة لمعرفة كيف تقرأ.
ردا على عمودي يوم امس الذي تناولت فيه نتائج اجتماع مجلس محافظة بغداد الجديد، كتب قارئ: "هل سيبقى هذا المديح والتبجيل لمحافظ بغداد من التيار الصدري الجديد يا هاشم العقابي، بعد ان يقوم في القريب العاجل بحملة "صدرية شرعية" على البارات وحانات الخمور والعرك في بغداد؟ أم وقتها سيصبح متطرفا وأسوأ محافظ في العالم !!!"
شككني هذا القارئ حتى بنفسي، فعدت لأقرأ ما كتبت وانا أتساءل: هل، حقا، مررت على اسم محافظ بغداد الجديد؟ وهل، فعلا، امتدحت اسم محددا؟ لم اجد أي اثر للمدح أو لأسم المحافظ بعمودي، فمن أين أتى هذا القارئ بهذا الخيال "العظيم"؟ جاء به نقص معرفته بطريقة القراء الصحيحة للمادة.
لو عرف هذا القارئ الطيب، قواعد فن القراءة لفهم بسهولة اني لم امتدح المحافظ، بل امتدحت وبجلت الخطوة الديمقراطية الصحيحة التي صفعت دعاة الحرب الطائفية على وجوههم ولقنت الحالمين بعودة الدكتاتورية درسا بليغا.
وللحديث صلة.
خيال قارئ
[post-views]
نشر في: 17 يونيو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
رياض الحواس7
ما حصل هوبارقة امل اثلجت قلوبنا لا تحيزا لاحد بل املا بتداول السلطه الذي لا سبيل اخر للتغيير غيره فالعراقيون تعبو وتراجعو كثيرا بسبب الانقلابات والدكتاتوريات ...اصبر علينا فهذه المعارك لا يحسمها الا المثقفون