TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل المراجعة في حياة حزب مناضل "عيب"؟!

هل المراجعة في حياة حزب مناضل "عيب"؟!

نشر في: 18 يونيو, 2013: 10:01 م

شهدت الحياة السياسية، خلال السنوات العشر من عمر "العراق الجديد"، تساقط آمالٍ وتمنيات، خسر تحت ثقلها العراقيون رهانهم على أحزاب وقوىً وشخصيات، عادت من المنافي ومن خطوط النشاط السري، ولم تلتزم بمواصلة سيرتها النضالية التي سبقتها أو التي عرف عنها، من التفاني في حمل قضايا الناس وهمومهم المتراكمة عبر تعاقب الأنظمة الدكتاتورية والمستبدة، حتى انسد أمامهم باب الرجاء والأمل، أو كاد.
وقد تعرف العراقيون خلال العقدين من عمر "الجمهورية الثالثة" على وجه لا يجمعه جامعٌ مع ما قيل من مآثر وقيم وتضحيات الأحزاب والكتل والشخصيات التي تولت مقاليد الحكم وإدارة الدولة الناقصة تكويناً. إذ لم يُعرَف عن هذه الأحزاب وكوادرها وقادتها غير البسالة والإيثار والتضحيات، والبذل في مواجهة الدكتاتورية.
لكن تجربة الحكم المريرة العجفاء منذ سقوط الطاغية المنهار، كشفت وجهاً مشوهاً منطوياً على كل ما هو متناقض مع الماضي المجيد لهؤلاء الحكام وأحزابهم. فلم يشهد العراق منذ تأسيس الدولة الحديثة، انقلاباً في القيم ونهباً للمال العام وفساداً في الضمائر واستهتاراً بمصالح المواطنين، كما هو الحال اليوم، حتى باتت "المرجعية الدينية" في النجف في حالة من اليأس من جدوى النصح، فاختارت النأي ورفضت التعامل مع الحاكمين تعبيراً عن موقفها وإدانتها للسياسات والتدابير الفاسدة.
ويخطئ من يظن، أن هذا التفسخ في الحياة السياسية وفي أحوال وتحولات الأحزاب وقادتها والنخب الحاكمة، يصب لصالح أي طرف وطني، أو يعكس أماني الناس ممن ذاقوا الأمرين، وباتوا طوال عقود، اسرى أملٍ ممض. بل ليس بين الناس من لم يعلق الآمال على "العراق الجديد" وقادته الذين تخرجوا من مدارس النضال على اختلافها.
وقد يبدو ملفتاً أن حزباً بقامة حزب الدعوة المشهود له بالتضحية، يبقى وكأنه غريب عن المشهد السياسي الراهن وما يجري فيه من حراك، وما يشوبه من مظاهر وتحديات في غاية الخطورة، وزعيمه هو من يترأس الحكومة وينفرد بإدارة الدولة المستلبة، حيث تتفكك مؤسساتها وتتراجع فيها كل مفاصل الأمن والخدمات والاقتصاد والقضاء ومصالح الناس بكل جوانبها.
وتزداد الحيرة من هذه اللامبالاة، خصوصاً بعد الخسارة الفادحة للحزب وواجهته في الانتخابات المحلية، والتراجع الملفت في مزاج المواطنين، حتى في معاقل الحزب. كما يبعث على الحيرة، عدم صدور أي موقفٍ تقييمي من قيادة الحزب، حول التطورات السلبية العاصفة في الوضع السياسي التي وضعت البلاد في مواجهة خياراتٍ أفضلها مشبعٌ بمزيد من احتمالات التدهور والانحدار.
تُرى هل المراجعة والنقد وإعادة تقييم المواقف والأدوار للهيئات والقيادات في عرف هذا الحزب، ضربٌ من الترف السياسي؟
أم أن مثل هذا الإجراء يتطلب جرأة تنحسر عن المناضلين مع تحولهم من مواقع المعارضة إلى كرسي الحكم؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram