لم نستغرب الموقف العربي المسؤول لرئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم طلال الفهد بتوجيهه ظهر أمس رسالة مباشرة بإحساس مضمونها إلى شقيقه رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود ،داعياً منتخباتنا الوطنية لإقامة مبارياتها الرسمية والودية على أرض الكويت تعزيزاً للعلاقات التأريخية التي تربط الشعبين الطيبين والمحبين ، ومساهمة من الاتحاد الكويتي نفسه لمعاضدة الكرة العراقية في محنتها الراهنة وهي تقف في منتصف طريق دولي لم يؤد حتى الآن إلى رفع حاجز العقوبة عنها منذ عقدين من الزمان.
إن الرسالة الكويتية الصريحة بإشارتها العميقة في التودد والتسامح وتضميد الجراح التي خلفتها حقبة الاحتلال عام 1990 تستحق التوثيق بمدلولات ردة الفعل الإنسانية التي بدرت من الإخوة في الاتحاد الكويتي إزاء ملف عراقي لا يستحق الظلم الدولي طوال هذه السنين ، فضلاً عن رغبة الطرفين بفتح ثغرات كبيرة في جدار التوتر غير المبرر بعد اليوم والانطلاق في رحاب السلام وطمأنة الأعزاء في كويتنا الشقيق أن الدم لن يصير ماء وقد ضربت التقاليد الاجتماعية وصلات الرحم والترابط التاريخي بين الشعبين في جذور الانتماء إلى أرض واحدة لا تمنع الحدود الرسمية من دق إسفين القطيعة أو الضغينة أو القلق بعدما دفع الشعبان الثمن باهظاً.
نتوق حقاً لتفعيل رسالة الفهد عبر لقاءات ثنائية سريعة للتباحث عن آليات تنفيذها بأعلى درجات الحرص والتنسيق والمثابرة ، فالاستحقاقات المقبلة لمنتخباتنا الوطنية بمختلف فئاتها تستلزم تهيئة الملاعب البديلة لها في ظل استمرار الحظر المفروض على إقامة المباريات الرسمية في بغداد، وكذلك ما أفرزته الانتخابات الآسيوية على زعامة الاتحاد القاري في كوالالمبور من هواجس إماراتية متيقنة من عدم تصويت ناجح حمود لمرشحهم يوسف السركال وبالتالي ليس من المعقول أن يبقى الاتحاد الإماراتي يقدم لك الوردة البيضاء وأنت تردها بخنجر في الظهر!
وإذا ما علمنا أن الجمهور يعد العامل الرئيس في دعم المنتخبات الوطنية بالرغم من الحرب الشرسة التي واجهها من دول عربية عدة أشهرت بوجهه (الكارت الأحمر) بكل وقاحة مثلما شهدنا ذلك في نهائي كأس الخليج 21 بالمنامة كانون الثاني الماضي ، فآن الآوان أن يدخل جمهورنا في حسابات المبادرة الكويتية انسجاماً مع رسالة كرة القدم اليوم السفارة الأكبر في العالم على منح تأشيرة السلام بين الجماهير وفق ضوابط تنظم انسيابية الدخول والخروج من دولة الكويت ومشذبة من روتين سلطات المنفذ الحدودي التي غالباً ما تنعكس على روح المبادرة وتعثر خطوات القائمين عليها لإنجاحها ، ويمكن التشاور في هذه القضية لبسط أرقى مفاهيم التعاون الثنائي الأمني .. من دون تعقيد.
نتمنى للخطوة الكويتية الجديدة أن تنمي الشعور ( الكويتي – العراقي) بحتمية التصاهر الكروي اتحاداً وأندية ومنتخبات ومدربين ولاعبين وجماهير من اجل بناء مشروع (وحدة كرة القدم بين البلدين) بستراتيجية جديرة بالمناقشة والتطوير لاسيما أن هناك كفاءات عظيمة يمكن أن تلتقي على طاولة المشورة وتنقح التوصيات الضرورية لتوليف توأمة بين الاتحادين يعملان على رفع القدرات البشرية في التنظيم والتدريب والتحكيم والقيادة الإدارية ،ومنها يمكن لبقية المفاصل العاملة في الرياضة أن تنسج على منوال التصاهر هذا ،ويأخذ الإعلام الرياضي دوره المؤثر في نقل كل تلك الفعاليات واللقاءات إلى الجمهور فضلاً عن شروعه هو الآخر في صياغة مشروع التلاقح بين المؤسسات الصحفية والتلفازية والإذاعية.
حقاً ينبغي القول ، إن مبادرات أسرة الراحل فهد الأحمد تمثل أصالة الوفاء الكويتي للعراق حقيقةً لا ادّعاءً ، وبالأمس القريب كان الأخ الأكبر أحمد في بغداد لدعم ملف خليجي البصرة 22 ووعدنا باصطحاب (الأزرق) لمباراة ودية مع الأسود في ملعب (جذع النخلة) تعبيراً صميمياً عن رغبة الكويت الجامحة للدفاع عن حق العراق في تنظيم الدورة الخليجية ، ونحن نقترح هنا أن يدعو الاتحاد العراقي لكرة القدم الكويت ومعها منتخبان من أوروبا وأمريكا الجنوبية لقص شريط دورة كأس الصداقة والسلام في البصرة قريباً تكون باكورة أنشطة الملعب الجديد وعهداً مشرقاً مع إخوتنا في الكويت.
التصاهر الكروي مع الكويت
[post-views]
نشر في: 19 يونيو, 2013: 10:01 م