TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رواتب الكبار وتقاعد النواب وامتيازاتهم...

رواتب الكبار وتقاعد النواب وامتيازاتهم...

نشر في: 19 يونيو, 2013: 10:01 م

العودة إلى التوقف عند رواتب الكبار في الدولة والنواب وامتيازاتهم، ليست من باب الترف السياسي. والمطالبة الشعبية متواصلة بإعادة النظر فيها، واستبدال تقاعد النواب وكذلك جميع المنتخبين "المكلفين" بمهام تمثيلية في المحافظات، ببدل خدمة ومخصصات "وجاهة" يفرضها الموقع والمهام، كما هو الحال في البلدان الديمقراطية. وربما لم يعرف المواطن بعد، ان قرار تخفيض رواتب الوزراء والكبار في الرئاسات الثلاث، أعيد النظر فيها بعيداً عن الأضواء، وأعيدت الفروقات التي تراكمت خلال شهور التخفيض، وهي بالملايين شهرياً لهم . والسبب كما قيل في مجرى النقاش، ان المراجعة ارتبطت برفض النواب تخفيض رواتبهم ومس امتيازاتهم .ان قرار إعادة النظر في رواتب المسؤولين الكبار، لم تكن لتتم لولا الضغط الشعبي والاحتجاجات التي تصاعدت من المجتمع ، وخاصة من ذوي الدخل المحدود والمعدمين والمهمشين ، الذين لا يعثرون على قوت يومهم إلا بشق الأنفس ، وأحياناً بالبحث عنها بين فضلات المترفين . وليس من باب المغالاة اعتبار سلم الرواتب والامتيازات وجهاً من وجوه الفساد المالي والإداري التي تعصف بالدولة وأركانها . وقد قيل الكثير عن ذلك وما يسببه من بون شاسع في مداخيل الموظفين ، وما يؤدي اليه من طمع وجشع وتراخٍ في التعامل مع صيغ الفساد الأخرى ، بل والإغراء على الانخراط فيه ، والتساهل مع الفاسدين وملفاتهم . ويتساءل المواطنون في هذا السياق عما إذا كان ذلك من بين الأسباب التي تحول دون تصدي مجلس النواب ومجالس المحافظات، لظاهرة الفساد والمفسدين واستئصالها أو على الأقل الحد من شرورها .ان ترشيد رواتب الكبار في الدولة وفي الرئاسات الثلاث على وجه الخصوص، من شأنه ان يضيق الفوارق في سلم الرواتب وفي الفوارق الطبقية. لكن المهم ايضا ان إعادة النظر في رواتب وتقاعد وامتيازات مجلس النواب ومجالس المحافظات، سينعكس إيجاباً على تركيبة هذه المجالس التمثيلية، ويرفع من مستوى استعداد المترشحين لها من حيث التضحية والبذل والارتباط بالناخب وهمومه وقضاياه. ويجعل منه سداً أميناً في مواجهة كل من يتجرأ على إضعاف دوره والحيلولة دون النهوض بمهامه التشريعية والرقابية . ومثل هذا التوجه والإجراء والترشيد، سيتكفل بإبعاد العناصر المتهالكة على الترزق والوجاهة ومراتع الكسب غير المشروع، عن الهيئات التمثيلية المعنية بتكريس قواعد حماية المصالح الوطنية العليا، بعيداً عن الرضوخ لأية ضغوطٍ أو إغراءات، سوى صوت المواطن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram