اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اقتصاد > التدهور الأمني يطفئ بريق أسواق الموصل.. وتجار المدينة يهاجرون الى كردستان

التدهور الأمني يطفئ بريق أسواق الموصل.. وتجار المدينة يهاجرون الى كردستان

نشر في: 22 يونيو, 2013: 10:01 م

ظلت أسواق مدينة الموصل وعلى مدى قرن بأكمله محافظةً على خصوصيتها، ومواقعها دون تغيير، حتى أصبحت مراكز استقطاب على المستوى الداخلي، بل وحتى على مستوى دول الجوار.غير ان سنوات فقدان الأمن في المدينة، غيرت معالم الاسواق، فأطفأت بريق البعض منها، وأعادت تشك

ظلت أسواق مدينة الموصل وعلى مدى قرن بأكمله محافظةً على خصوصيتها، ومواقعها دون تغيير، حتى أصبحت مراكز استقطاب على المستوى الداخلي، بل وحتى على مستوى دول الجوار.
غير ان سنوات فقدان الأمن في المدينة، غيرت معالم الاسواق، فأطفأت بريق البعض منها، وأعادت تشكيل أخرى في مناطق بعيدة، في وقت هاجر معظم التجار المعروفون الى إقليم كردستان ، و سوريا قبل أن تندلع فيها اعمال العنف، و الأردن.
ويقول الباحث والمؤرخ عبد الجبار الجرجيس، إن: أسواق الموصل تضاهي الأسواق المشهورة في حلب والقاهرة و غيرها من المدن العربية ، لكون مدينة الموصل، كانت ومنذ القدم مركزاً تجارياً يربط طرق القوافل القادمة من مختلف الاتجاهات، حتى ان اسم المدينة ( الموصل ) يدل على ذلك.
ويضيف، في حديثه للمدى ان "اهم هذه الأسواق وأقدمها على الاطلاق، سوق باب السراي، الذي يضم اسواق العطارين، والبزازين، والحدادين والفحامين، والصفارين، والحلاوجية،  وبامتياز أسواق العائلة، بمختلف مستوياتها المعاشية، كما أن هنالك أسواقا أخرى قديمة، كباب الطوب، والسرجخانة، والشعارين، والقطانين، والبزازين والدواسة وغيرها.
ويشير الى أن هذه الاسواق كان يقصدها اهالي المدينة، فضلاً عن أهالي الاقضية والنواحي والقرى المحيطة بالمدينة، وحتى أبعد من ذلك، إذ كان يأتي اليها مواطنون من محافظات بعيدة.
ويوضح  "ان الوضع الأمني بعد عام 2003، أثر بشكل مباشر على اسواق الموصل، إذ حجبت عنها مرتاديها القادمين من اماكن بعيدة، مضيفاً لصعوبة تنقل اهالي المدينة بسهولة ويسر بين جانبيها الايمن والايسر، نشأت أسواق جديدة، كسوق المثنى، وانتعشت أخرى محدودة المحال، الى جانب انتشار كثيف للمحال والمخازن التجارية في الاحياء السكنية .
من جانبه يقول المحامي عدنان احمد هاني، ان" الوضع الامني من تفجيرات واغتيالات وابتزاز وغلق الطرق والجسور، جعلت الناس يتجنبون مخاطرة الابتعاد عن المنازل، وهذا تحديداً ما أسهم في إنشاء اسواق  تجارية مختصة بالالبسة في الجانب الايسر لمدينة الموصل، وهو سوق المثنى. الذي كان قبل سنوات مجرد شارع سكني، لايمر فيه الكثير من الناس، غير انه في الوقت الحاضر اصبح من الاسواق الفتية، ذات الاقبال الكبير من المواطنين، بالرغم من ارتفاع الاسعار فيه،  لكن دواعي الأمن تفرض على الناس عدم المخاطرة والابتعاد، الى سواق السرجخانة، النسخة القديمة من سوق المثنى.
ويضيف هاني للمدى " في شارعي المجموعة والمصارف،  كانت الحركة التجارية فيهما تقتصر على الاجهزة الالكترونية والكهربائية، ولوازم الطلبة واحتياجاتهم، مع محال متفرقة للألبسة، أما الان، فقد نشأت فيهما عمارات متخصصة بالالبسة والاحتياجات المنزلية، وصارا يحظيان باهتمام عائلي كبير.
ليس الوضع الأمني وحده السبب، يؤكد هذا الباحث الاقتصادي د. مؤيد هرمز، ويشير الى ان منع توقف السيارات على جوانب الطرق، وصعوبة الوصول الى أسواق السرجخانة وباب السراي، دفع بأصحاب المحال، وخصوصا تجار الجملة، الى البحث عن اماكن مفتوحة يسمح فيها ركن السيارات بمختلف أحجامها. كما ان ارتفاع بدلات الايجار، أجبر الكثيرين الى نقل مقار اعمالهم الى مناطق سكنية، او أسواق ناشئة جديدة تكون فيها بدلات الايجار مناسبة، فصار من الطبيعي ان تجد محلاً للألبسة النسائية، داخل حي سكني، او خياطاً او بائع جملة، وينطبق ذلك على الاطباء والصيادلة والمضمدين.
ويضيف ان " الطقس الشعبي تغير ايضا ,اللجوء الى أسواق متخصصة بعينها، صار من الماضي، لأن المخازن والأسواق التجارية الجديدة، بدأت تجمع كل شيء على رفوفها، وتنصت باهتمام الى الاحتياجات الأسرية، لتلبيها في اقرب وقت، لتخسر أسواق المدينة القديمة المتخصصة جولة العقد الأخير، حتى أن بعضاً منها أنقرض كالقطانين، والعصري وغيرها.
ويلفت محافظ نينوى اثيل النجيفي، الى ان اسواق الموصل وبيوتاتها القديمة، ارث ينبغي الحفاظ عليه من الانقراض، وهذا ما دفعه الى إطلاق مشروع التجديد الحضري للموصل القديمة، وتم تشكيل مجلس امناء لهذا الغرض يضم موظفين من دوائر حكومية عدة، إضافة الى أساتذة متخصصين بالتاريخ والتراث من جامعة الموصل، وقد عقدت اجتماعات عدة، بهدف وضع خطة متكاملة، للبدء بمشروع هدفه الحفاظ على هوية المدينة القديمة، والأسواق التي فيها تمثل العمود الفقري للمشروع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

النفط: العراق ملتزم كلياً باتفاق أوبك الخاص بالتخفيضات الطوعية
اقتصاد

النفط: العراق ملتزم كلياً باتفاق أوبك الخاص بالتخفيضات الطوعية

بغداد/ المدى اعلنت وزارة النفط، اليوم السبت، التزام العراق باتفاق أوبك وبالتخفيضات الطوعية. وذكرت الوزارة في بيان تلقته (المدى)، أنه "إشارة إلى تقديرات المصادر الثانوية حول زيبادة انتاج العراق عن الحصة المقررة في اتفاق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram