TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قوانين مهجّرة قسراً

قوانين مهجّرة قسراً

نشر في: 22 يونيو, 2013: 10:01 م

اكثر من مشروع قانون سيكون مصيره "التهجير القسري" الى الدورة التشريعية المقبلة ، ومن ابرزها ما يتعلق بتنظيم الحياة السياسية في العراق ، وهي سبق ان رحلها مجلس النواب السابق الى الحالي وحمله مسؤولية تمريرها .  
المجلس دخل في سنتة الرابعة وهي الأخيرة من عمره التشريعي، في وقت ما زالت فيه العديد من القوانين المعطلة تحتاج الى توافق الكتل النيابية ، واعلن مقرر المجلس محمد الخالدي ان غياب التوافق سيؤدي الى ترحيل القوانين الخلافية المتعلقة  بتشكيل المحكمة الاتحادية ومجلس الاتحاد ، وقوانين النفط والغاز والعفو العام والبنى التحتية وتجريم حزب البعث  ، ومجلس القضاء والقانون الخاص بانتخاب مجلس محافظة كركوك ، والانتخابات النيابية المقبلة وكذلك قانون الأحزاب .
ظاهرة التهجير القسري التي شهدتها البلاد في سنوات الاحتقان الطائفي وتصاعد اعمال العنف  وبعد غلق صفحاتها اصبحت   تهدد اداء مجلس النواب ، على الرغم من إعلانه تشكيل لجنة برئاسة نائبه الاول قصي السهيل وعضوية ممثلين عن الكتل النيابية لغرض تحقيق  التوافق حول القوانين المعطلة تمهيدا لتمريرها خلال الفصل التشريعي الحالي ، وقبل هذه اللجنة شكلت لجان أخرى ، وهناك من بادر وطرح ورقة اصلاح  ، وانطلقت دعوات لتحقيق الربيع السياسي ، بحسم الملفات العالقة تمهيدا لتمرير القوانين الخلافية ، ولكن شبح التهجير القسري عاد الى الأجواء عندما اعلنت كتلة نيابية التوصل الى اتفاق لتمرير مشروع تجريم حزب البعث وكتلة اخرى رفضت ذلك ،  الأمر الذي يعني  ان عمل اللجنة الخماسية  باعضائها ابراهيم الجعفري وصالح المطلك وآخرين  لم تتوصل بعد الى تقريب المواقف ووجهات النظر ، ومنذ  اندلاع الأزمة في العراق بعد انسحاب القوات الاميركية والحياة السياسية مصابة بشلل نصفي وقد تتعرض الى مضاعفات وحينذاك لاينفع اي علاج  مادامت الاطراف المشاركة في الحكومة والكتل النيابية الكبيرة استسلمت لحقيقة خضوع القوانين للتهجير القسري الى مجلس النواب المقبل.
مجلس النواب حمّل اكثر من مرة السلطة التنفيذية مسؤولية تعطيل تمرير القوانين ،لأنها عادة تأتي من الحكومة ، ودوره يقتصر على إجراء القراءة الاولى  والثانية ثم التصويت ، فتنطلق الهلاهل  والزغاريد بزف البشرى الى ابناء الشعب العراقي  باقرار قانون  لايثير اهتمام العراقيين من قريب او بعيد ، وليست  له اية علاقة بمشاغلهم و وهمومهم.
قانون الاحزاب بعد "نكبة البرامكة" التي اصابت احد التنظيمات السياسية في الانتخابات المحلية  وجعلته يفقد مناصب في  العديد من المحافظات ، من المستبعد جدا جدا جدا ان يطرح على جدول اعمال جلسات مجلس النواب المقبلة ،  لتعرضه الى تهجير قسري ، وسيكون مع تعديل النظام  الانتخابي  في ادراج النسيان  المقفلة ، والسؤال المهم هل تستطيع القوى العراقية وخاصة الممثلة في البرلمان ان تبلور موقفاً موحداً ضد تهجير القوانين ، لغرض ان يعرف العراقيون من هي الجهة المسؤولة عن  التهجير والترحيل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram