TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هواية جمع الكراسي

هواية جمع الكراسي

نشر في: 23 يونيو, 2013: 10:01 م

من حق كل إنسان ان يهوى ما يشاء ويمارس الهواية التي يحب. والهواية كالهوية، أحيانا، قد تدل على ثقافة وطباع صاحبها. لذا نجد لها حقلا في السير الذاتية التي تقدم لطلب الوظائف. لا تستغرب حين تتقدم لطلب عمل فيسألونك في المقابلة عن هواياتك. بعض أصحاب العمل يؤمنون بشعار "قل لي ما ذا تهوى أقول لك من أنت".
طبعا هناك هوايات ترفع من شأن صاحبها، اجتماعيا، وأخرى تنزله. فهاوي تربية الطيور (المطيرجي) ينظر له البعض نظرة دونية حتى قيل بان شهادته لا تقبل شرعا! لا أدري أية شريعة هذه التي تقبل شهادة هاوي جمع الدولارات عن طريق السطو على المال العام، مثلا، ولا تقبل شهادة مربي الطيور التي لم يسرق ثمنها ولا ثمن ما يطعمها به من أحد؟
نجد اغلبنا يفتخر حين تظهر على واحد من بناته او أبنائه علامات الاهتمام بهواية معينة، كالرسم أو الموسيقى والغناء أو التمثيل أو الشعر أو الكتابة أو الرياضة او في المجالات العلمية. لكن كثيرا من الآباء لا ينتبه الى ان عدم توجيه أبنائهم لتنمية هواياتهم بشكل صحيح قد يؤدي الى موت الهواية كموهبة او انها قد تتحول الى مصيبة. فمن يهوى التمثيل، مثلا، ولا يجد من يوجهه بشكل صحيح، فلربما يتحول من هاو الى محترف في التمثيل على الناس من خلال الكذب، بدلا من ان يصبح ممثلا مسرحياً او سينمائياً مرموقاً.
الأمر ذاته ينطبق على من يصبح عنده التمسك بالسلطة، وتعدد كراسيها، هواية خاصة عند الكبر.. مشكلة هاوي الكراسي في كبره، انه لم يمارس هوايته في طفولته كي يجد من ينميها لديه بشكل سليم فصارت اقرب للعقدة منها الى الهواية. والمشكلة تصبح اكبر لو ان صاحبها وجد نفسه يمتطي كراسي السلطة فجأة او "بالصدفة" بعد ان بلغ من العمر عتيا. ولأنه ما زال هاويا فتراه يستقتل في جمع اكبر عدد من الكراسي والمناصب. يشعر بالأمان كلما زادت كراسيه ويرتجف من الخوف ان ضاع منه كرسي واحد. انه، كما قال فرويد: لا يرتجف لأنه يخاف بل يخاف لأنه يرتجف. جاء في كتاب "كليلة ودمنة": "راكبُ السلطة كراكبِ الأسد، الناس منه في خوف، وهو من الأسد أخوف".
هاوي الكراسي، الذي ينقصه الإعداد الصحيح ويفتقر الى الموهبة والقدرة والفهم في كيفية ادارة الدولة، حين يفقد كرسياً حتى ولو في محافظة واحدة وليس في كل المحافظات، لا يفقد توازنه فيضيع المشيتين مثل الغراب، حسب، بل ينسى، حتى وان كان إسلامياً، انه جاء في الحديث الشريف: " رحم الله امرءاً جبّ الغيبةَ عن نفسه".
وسيأتيكم ربّاطُ الكلام.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram