وديع غزوانصفحة جديدة من العلاقات المتطورة بين اقليم كردستان وتركيا اسست لها الزيارة التاريخية لوزيرالخارجية التركي احمد داوود اوغلو،على رأس وفد ضم وزيرالدولة للتجارة الخارجية و80 رجل اعمال تركيا . الزيارة التي تعد الاولى لوفد بهذا المستوى لم تأت من فراغ ,
بل جاءت محصلة طبيعية لسياسة الحكمة والعقلانية التي انتهجتها القيادة الكردستانية في معالجة القضايا والمشاكل مع دول العالم خاصة الجوار . سياسة اتسمت بالصبر والاناة والحرص على تغليب لغة الحوار كبديل لمواقف التهديد والوعيد , وكانت القناعة ان مثل هذه السياسة المنفتحة على العالم تتجاوز فوائدها العراق لتعم كل دول المنطقة . وضمن هذا المنطلق والمفاهيم عبر رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عن دعمه الكامل لخطة الانفتاح التركي على القضية الكردية مبينا امكانية ان تجعل تركيا من الاقليم جسرا يربطها بالعراق . وزير خارجية تركيا من جانبه اوضح توجه تركيا لبناء شرق اوسط جديد يضم الاتراك والعرب والكرد والفرس بحسب تعبيره . ان تجارب دول العالم ومنها بشكل خاص اوروبا واليابان والصين اثبتت ان مفتاح حل المشاكل السياسية يتمثل بالعلاقات الاقتصادية وايجاد شبكة مصالح تجارية واسعة تعود بالنفع على جميع الاطراف . وشعب كردستان الذي ذاق الظلم والاضطهاد وغمط الحقوق والتنكر لها منذ معاهدة لوزان عام 1923 , في الوقت الذي دفعه كل ذلك ليكون اكثر صلابة وتماسكا لنيل حقوقه , رسخ مفهوما جديدا في العلاقات الدولية تجلت معالمه بشكل خاص منذ 2003 ، اذ عمدت الحكومة الى مد قنوات تواصل مع كل دول العالم ،عمودها الاساس المنافع المشتركة والتخلي عن العنف واستخدام القوة في حل الخلافات والتي كانت ثمارها تنافس الشركات الاجنبية للاستثمار في الاقليم مستفيدة من حالة الامن والاستقرار لتساهم في تنفيذ مشاريع متعددة على مختلف الصعد . ونشطت هيئة الاستثمار وغرف التجارة والصناعة في كردستان في مد جسورالصلة وفتح حوارات ولقاءات بين رجال الاعمال والتجار المحليين والاجانب وشرح وتوضيح ما يقدمه قانون الاستثمار رقم ( 4) الذي شرعه البرلمان في 2006 من فرص وامتيازات . اولى نتائج زيارة الوفد التركي الاتفاق على فتح منطقة صناعية للتجارة الحرة بين الاقليم وتركيا وعقد اول ملتقى تجاري بين الطرفين اكد فيه وزير الدولة للتجارة الخارجية التركي ظافر جاغلايان اهمية اللقاءات بين رجال الاعمال الكرد والاتراك لانها تساهم في تحسين العلاقات السياسية بين الجانبين. وان طموح تركيا كما اشار الوزير التركي زيادة نسبة استثمارها في اقليم كردستان العام القادم . ربما التوجه الكردستاني التركي بتطويرعلاقاتهما يجسد صورة حية وواقعية لما يمكن ان يحققه السلام من رفاهية وخير للمنطقة مستقبلا بدلا من سياسة الحروب والصراعات التي لم تحصد الشعوب من ورائها غير الخراب والدمار والقتل والصور الماساوية لجرائم ضد كل ماهو انساني .
كردستانيات: سلام وحوار ومصالح مشتركة
نشر في: 2 نوفمبر, 2009: 05:18 م