في يوم ما, قائض الحر جدا , قارس البرد جدا .
في مكان ما ، بعيد جدا , قريب جدا , اجتمع دهاقنة العالم السري , وتدارسوا امر العالم المرئي الظاهر للعيان , واصدروا - بتكتم شديد - المرسوم التالي الذي يجعل ( الارتزاق ) دين هذا العصر, والزمرة المختارة أنبياؤه .
هذه النتف -أدناه-- مجتزأة من المرسوم النافذ وأسبابه الموجبة .
لما كان عُمّار دول العالم , الثالث ( الغنية) وتقدمها وامتلاكها زمام أمورها وزيادة وعي أهلها , وتوطيد امنها يعني تجريد دول العالم المتقدم من وسائل الهيمنة , وحرمانها من موارد أساسية تعتمد عليها في دفع وديمومة دوران عجلة الاقتصاد كــــ : استمرارية معامل إنتاج الأسلحة الثقيلة والخفيفة , إنتاج الكيمياويات والغازات السامة ومتطلباتها ,تسويق الأدوية (الاكسباير) المنتهية الصلاحية , الأغذية الفائضة عن حاجة الاستهلاك المحلي , إدامة مصانع العجلات والطائرات .. تخزين موارد الطاقة ، المحلية وعدم التفريط بها تحسبا لشحتها أو نفادها.
ولما كانت الأساليب والمسميات القديمة : كالاستعمار, والهيمنة السافرة , وإسقاط الأنظمة بالاقتحام ،لم تعد مقبولة لدى المجتمع الدولي , لذا بات البحث عن بدائل، ضرورة قصوى لتقويض أي نظام في العالم , تلمح منه بوادر قفزة اقتصادية وطنية , نهضة علمية , اجتماعية , ثقافية , صحوة فكرية , بغية إعاقة أي تقدم يتجاوز تلبية نداء المعدة وإشباع بهيمية الغرائز .
لذا تقرر تشكيل زمرة من المتطوعين , ممن يسهل تجنيدهم للمهمة مع الاستعداد لقتل الضمير او دفنه وهو حي لغرض تنفيذ بنود هذا المرسوم :
--إحلال النفاق والتدليس والاحتيال محل الصدق والنزاهة , الخنوع والخضوع , محل الشجاعة , يحل محل العمل والتفاني في سبيل أدائه , الكسل والتواكل والاستسلام والرضا بالأمر الواقع
-- تستبدل الأمانة حيثما وجدت بالخيانة والغدر. مفردات الوفاء , المروءة ,العدالة ، الشهامة ,ومثيلاتها تحذف تماما ولا يحل محلها شيء
المستحقات والامتيازات : رواتب جزلة ، مكافئات وتسهيلات مصرفية , سفرات ميسرة وبالدرجات الأولى . للترويح والتبضع . امتلاك العقارات وتضخيم الأرصدة , إعادة المجد لظاهرة الرقيق الأبيض .
يعهد للمجند بمهام ترويج بعض المفاهيم :
ـــ الغاية تبرر الوسيلة , والوسيلة تبرر الغاية , والغاية والوسيلة تبرران كل محظور, اللعب على كل الحبال كلما دعت الحاجة , ومباركة الفساد وحماية المفسدين اذا جد الجد .
ــ العمل على تطويق الحاكم (بالمستشارين ), لئلا يرى من البحر الهائج الاَ الزبد ( بفتح الزاي والباء ) ولا يحسب آهات المكلومين إلا تنهدات عشاق
ـــ جر الحاكم ومستشاريه من رحبة الوطن الوسيعة إلى المقام الضيق داخل أسوار القصر دون أن يدرك واحدهم ، إن هذا القصر هو سجنه وتابوته وشاهده قبره!!
المنشور القديم يتجدد
[post-views]
نشر في: 23 يونيو, 2013: 10:01 م