TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحسّ الأمني والخطر الجرمي

الحسّ الأمني والخطر الجرمي

نشر في: 23 يونيو, 2013: 10:01 م

الحس الأمني هو الشعور او الإحساس المتولد داخل النفس ، والمعتمد على أسباب وعوامل موضوعية تؤدي الى توقع حدوث الجريمة بقصد منعها او ضبط مرتكبيها اذا وقعت بهدف القصاص من مرتكبيها . ويعتمد الحس الأمني على عناصر ذات طبيعة مزدوجة تحدد طبيعته وتباعد بينه وبين ما قد يختلط به من وسائل المعرفة الاخرى ووسائل الادراك المتباينة . واهم الخصائص التي تميز الحس الأمني نوعان من الخصائص احداهما ذات الطبيعة الوجدانية او الحسية ، والتي تتمثل في اتجاه الانطباع الداخلي او الشعور والاحساس الذاتي نحو امر ما يجعل صاحبه يسلم بوجوده ويعتقد في حدوثه ، او يتجه الى التسليم بامكانية حدوثه ، فاذا ما صدق ذلك الاحساس كانت النتيجة منع جريمة قد يعد لها ، او استجلاء حثيثة تؤدي الى كشف غموض جريمة وقعت بالفعل وثاني الخصائص هي العناصر الموضوعية التي تظهر بمظهر التوقع العقلاني المعتمد على الفكر والاستنباط ... لهذا فان الحس الأمني هو جماع لكلا النوعين من العناصر لا يتحقق الا بتكاملها ، ولعل هذا هو الذي يباعد بين الحس الأمني بهذا المضمون ، وبين غيره من وسائل الإحساس الوجداني المجرد كالحدس والتخمين ، ويعرف في ذات الوقت من جهة الموضوعية بين الحس الأمني ووسائل الإدراك العقلي المجرد كالتفكير والتحليل والإحصاء . ان الحس الامني يجب ان يتمتع بتلك الطبيعة المزدوجة التي تتمثل في .. توقع وشعور وجداني الى احساس عقلاني الاسباب ... ففي العمل الامني نحن بحاجة الى الشعور الوجداني والتسبب العقلاني ، تحقيقا للحس الأمني ... واذا اردنا إيضاحاً اكثر ، فان الحس الأمني بجمعه لكلا العنصرين يضمن النجاح المطلوب في المواجهات الأمنيّة سواء في منع الجريمة ابتداء او في مجال مواجهتها وضبط الجناة منها انتهاء ، وان دور العناصر الوجدانية في سرعة الانطباع او الاتجاه نحو تصور معين ، او توقع محدد ، او تخوف بذاته يدفع رجل الشرطة الى سرعة التصرف باجراءات ما كان يستطيع القيام بها لو استغرق عقله بالتفكير فيها ، بينما يتجسد العنصر العقلاني في ضرورة ترشيد الميل والابتعاد به قدر الإمكان عن الهوى البين وتسخير العقل فيما نريد تحقيقه حتى نستطيع تحقيق الحس الأمني بكامل أهدافه . إننا اذ نؤكد على ان الحس الأمني اذا اجتمعت فيه العناصر الوجدانية والعناصر العقلانية تحقق المرجو منه ، وان اقتصار الأمر على أي منهما فقط يباعد بين ما يتصوره رجل الشرطة وبين الحس الأمني بمفهومة الفني الدقيق . ان العمل الامني عندنا وهو يواجه خطر الإرهاب والجريمة لا يتحقق باجتهادات عاطفية او وجدانية ، بل يتحقق بكل الإمكانيات التي تحقق الحس الأمني ، ذلك الحس الذي يتعين على الجميع زيادة زخمه ، والاقتناع بضرورة وجوده والعمل على تنميته لما له من دور فعال في مجال المواجهة الأمنية ومكافحة الإرهاب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram