فكرة اقتصار المشاركة في الألعاب الاولمبية على الهواة وإبعاد المحترفين، هدفها ترسيخ الروح الرياضية عند المتنافسين. والروح الرياضية تعني، في بعض ما تعنيه، انه على المتسابق ان يتقبل النتيجة، خاصة إذا كانت خسارة، بروح سمحة.
من بين مشاكل العراق الكبيرة ان من حكموه خلال الأربعين سنة الماضية، او أكثر بقليل، لا هم هواة بحق فتعتمد على روحهم الرياضية العالية، ولا محترفين فيجيدون ضبط انفعالاتهم وسلوكهم حين يخسرون كرسي السلطة. فصدام حسين كان يخوض الحروب على الطريقة الاولمبية. تهمه المشاركة وليس النتيجة، حتى وان تسببت حربه في قتل الملايين وتخريب الوطن من أرضه حتى سمائه. وبالمقابل أتى المالكي لكرسي الحكم فصار يخوض الانتخابات كهاو جديد، لكنه لا يتقبل نتائجها بروح اولمبية. تذكروا صورته يوم تفوقت عليه القائمة العراقية بعدد المقاعد البرلمانية. نسى نفسه حتى طالب بإعادة الفرز والعد بصفته القائد العام للقوات المسلحة، ولا ندري شجاب هاي على ذيج. يُسجٌَل للسيد عمار الحكيم انه أول من اعترض، في آنها، على تصرف المالكي واعتبر كلامه إعلانا صريحا بعودة الدكتاتورية. لم ينم المالكي ليلتها حتى نجح في حفر بئر لأياد علاوي بمساعدة المحكمة الاتحادية فأبعده عن كرسي رئاسة الحكومة. واليوم، عندما وقع ائتلاف "قانون" المالكي بالبئر الذي حفره بيديه وتحررت بغداد والبصرة من قبضة حزبه وائتلافه، فقد توازنه. لم يتصرف مثل الهواة بروح رياضية ويهنئ محافظي بغداد والبصرة الجديدين بفوزهما. ولا مثل المحترفين المضبوطين الذين يكبحون جماح غضبهم ويخفون، بحرفية عالية، أعراض اصابتهم بمرض الخيبة:
بت بعد بالدلال جاهل يعت بيه
يبجي من اصيح اعليه ايكطعه من اخليه
لم يزر مجلس محافظة واحدة لم يفز بها ائتلافه بل زار مجلس كربلاء فقط. ليش؟ السبب، حتى وان حلف بالعباس ابو فاضل على انها زيارة، فهي تسيارة. سيّر عليها لأن ائتلافه قد فاز، بعد جرّ وعرّ، بكرسيها الحكومي.
جريدة مقربة جدا جدا من المالكي كتبت بالخط العريض: "المالكي: اهمية استثنائية لحكومة كربلاء المحلية". ليش؟ التبريرات والحجج الطويلة العريضة كلها تدور في فلك أن فيها مرقد الإمام الحسين وزوارها بالملايين. على راسي أبو عبد الله. لكن بغداد فيها أيضا مرقد باب الحوائج الإمام موسى الكاظم الذي لا يقل مقاما عن مقام جده الحسين، وزواره بالملايين أيضا. ثم ان مقر مجلس محافظتها أقرب للخضراء المحصنة، من مقر مجلس كربلاء. أما كان أولى، ولو من باب ذر الرماد بالعيون، او لإسكات "اليحجون"، على الأقل، ان يزور مجلس بغداد ويهنئ مجلسها الجديد:
وتسكت اليحجون ردتك تمر طيف
ما بلل اليمشون حجيك مطر صيف
الم اقل لكم ان الجهل بادارة شؤون الحكم قد ينسي حتى من يدعي مخافة الله وصية رسوله بضروة جبّ الغيبة عن النفس:
روي أن رجلين من البصرة، احدهما اعور والآخر أعرج، تقابلا صدفة فقال الأعرج للأعور:
* هل لك في أن نكسب أجرا؟
- كيف؟
* نخرج معا، فيرانا الناس ويقولون: أعور وأعرج، فنؤجر ويؤثمون.
- هل أدلك على أحسن من ذلك؟
* ما هو ؟
- لا نفعل. فنسلم ويسلمون!
الربّاط ، هذه المرة، عليكم.
زيارة أم تسيارة؟
[post-views]
نشر في: 24 يونيو, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
حازم فريد
مرحبا أستاذ هاشم لااعلم هل كل مايجري في العراق وفي المنطقة لايمثل لك شيء ؟فقط المالكي هو أساس كل المشاكل ،وماهو رأيك في سيناريو تشكيل محافظة بغداد وديالى ؟هل يستحق منك مقالة أم أن المثل يكول كلمن عدوه كدام عينه