اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الخلاف بشأن المسرح الشعبي

الخلاف بشأن المسرح الشعبي

نشر في: 24 يونيو, 2013: 10:01 م

-1-
مازال البعض من مسرحيينا يطلقون مصطلح (المسرح الشعبي) على المسرحيات التي تتحدث باللهجة او اللغة العامة وتعتمد على الكوميديا كوسيلة لاجتذاب الجمهور الواسع، وهنا في العراق من يصف المسرحيات التي تنتمي الى المسرح التجاري بأنها مسرحيات شعبية للسببين المذكورين أعلاه، في حين ينكر عدد من المسرحيين الاكاديميين تلك الصفة على تلك المسرحيات ويعززون أفكارهم بآراء عدد من المخرجين النقاد والمنشطين البارزين في اوربا وأميركا بخصوص هذا الموضوع، والحق فان اولئك ايضاً يختلفون في تفسير مصطلح (المسرح الشعبي) ومنهم من لا يصف الكوميديا او الفارس كونهما مسرحاً شعبياً، ومنهم من يصف عددا من المسرحيات التي تتحدث باللغة الفصحى كونها مسرحيات شعبية، ومنهم من يعتقد ان المسرح الشعبي هو ذلك الذي يجتذب اوسع الجماهير، ولذلك عملوا بشتى الوسائل لتوسيع رقعة الجمهور الذي يقبل لمشاهدة مسرحياتهم.
يسري مصطلح (المسرح الشعبي) في محورين متلازمين: الاول هو احتواء مضمون المسرحيات الشمولية بهذا الصنف على معاناة الطبقة الاوسع من ابناء الشعب كالعمال والفلاحين والكسبة والكادحين، الثاني: هو اجتذاب الاعداد الكبيرة من المشاهدين.
في اوربا واميركا اشتغل عدد من الفنانين المسرحيين على المحورين معاً، ومنهم (رانيهارت) في المانيا و(فيلار) في (غاسمان) في ايطاليا ولكن الجميع لم يصلوا الى النتائج المرجوة فقد بقى المسرح فنا للنخبة او فنا للمتذوقين.
تحدد (ماري الياس وحنان قصاب حسن) في معجمهما المسرحي (المسرح الشعبي) على انه فكرة تبلورت كردة فعل على المركزية في الثقافة وفي المسرح – كونهما يتركزان في العاصمة او المدن الكبيرة، وعلى توجه المسرح البورجوازي الى النخبة وعلى افتقار الربرتوار المسرحي على نوعية معينة من المسرحيات.
وتؤكد ان مفهوم المسرح الشعبي قد تبلور نهاية القرن التاسع عشر مع ظهور الوعي الايديولوجي المرافق للحركات العمالية وتشكيل النقابات في الغرب، وبالرغبة في استعادة الطابع الاحتفالي الذي كان عليه المسرح في الماضي حيث مشاركة الجمهور في العرض، وظهر المسرح الشعبي في اوربا، باشكال مسرحية لها طابع معين واهداف معينة مثل المسرح البروليتاري والمسرح السياسي والمسرح الوثائقي والمسرح التحريضي، وفي اميركا ظهر في عروض بعض الفرق التجريبية مثل (الخبز والدمى) و(المسرح البيئي). بينما لا يذكر (معجم اوكسفورد للمسرح وفنون العرض) اي تعريف لمصطلح (المسرح الشعبي) وانما يشير الى تسميات مثل (مسرح الشعب) و(المسرح للشعب) ويكتفي بالتنويه الى الفرق التي أسسها (جان فيلار) الا وهي (فرقة المسرح الوطني الشعبي) في باريس، وعدم تعريفه للمصطلح انما يدل على عدم الخضوع الى تصنيف محدد أو الى وصف معيّن لنوع معيّن من المسرحيات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram