( اليوم يومك يا عراقي هلا يابو الغيرة .. العب العب خلي خصمك دوم يبقى بحيرة ) مفردات ما أروعها كنا ننتشي عندما نسمعها في ظل الانتصارات التي يسطرها أسود الرافدين إزاء البطولات التي تحققت خلالها إنجازات للكرة العراقية جعلتها تنتعش أسوة بالدول التي سبقتنا سواء في التصنيف الدولي أم في تحقيقها البطولات في الاستحقاقات الدولية ، تلك المفردات باتت يتيمة حيث لا يسمع لها صوت بعد الانتكاسات التي تعددت للكرة العراقية إبان الحقبة التي تلت عام 2007 الذي شهد أول مرة حصول العراق على الإنجاز الذي أصبح بمثابة نقمة علينا لأننا فارقنا الإنجازات بعده .
الانتكاسات الأخيرة كانت بفعل فاعل بعد ان أوصلنا البرازيلي زيكو الذي بات يشكل علامة فارقة بقلوب العراقيين بعد ان أوصل كرتنا إلى وضع لا تحسد عليه بحصول منتخبنا الوطني على خمس نقاط من خمس مباريات في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل ليأتي الصربي بتروفيتش ويكمل مسلسل إجهاض أحلامنا بقيادته أسود الرافدين في خمس مباريات أمام الصين وليبيريا وعُمان واليابان وأستراليا من دون أن يسجل منتخبنا ولو هدفا واحدا أو يحصل على نقطة واحدة ويقضي على بصيص الأمل الذي كان يراود العديد من المتابعين وأنا منهم.
طالب العديد من المراقبين والمدربين الرواد والإعلاميين بإناطة مهمة قيادة المنتخب الوطني بمدرب محلي والساحة تزخر بالعديد من الأسماء التي انبرى وسطها المدرب حكيم شاكر الذي قد تكون شهادتي به مجروحة رغم ان ما تربطني به علاقة مهنية فقط بحدود المهنة كونه مدربا وأنا صحفيا لكن البعض أخذ عليّ مأخذاً بعد ان كتبت يوما ما (دعوا حكيم لحكمته) وبعدها انتفض الحكيم شاكر وحقق إنجازين للكرة العراقية في غضون أيام قلائل بإحرازه المركز الثاني في بطولتي غرب آسيا وخليجي 21 وكان في البطولتين قاب قوسين أو أدنى من إحراز المركز الأول لولا أن الحظ جانب منتخبنا فيهما.
لا أريد سوى أن أذكّر كلّ المشككين بحنكة شاكر وقدرته وإمكاناته التدريبية التي باتت واضحة للعيان أول من أمس عندما قاد منتخب شباب العراق لخطف نقطة لا يقدر ثمنها ،ليست لأنها جاءت في معترك كبير ومهم يتمثل بالمونديال الشبابي، بل لأنها خطفت من المنتخب الإنكليزي ذائع الصيت والجميع يعرف أنه لا يمكن أن نضعه بالمقارنة مع منتخبنا إزاء معطيات الفريقين. بكل الأحوال يعي الجميع أن الشوط الثاني من كل مباراة يعد شوط المدربين وتمكن حكيمنا من التلاعب بقدرات لاعبي المنتخب الإنكليزي ويجبرهم على رفع أيديهم والاستسلام والخنوع أمام زئير ليوثنا الذين تمكنوا من زلزلة الأرض تحت أقدام لاعبي إنكلترا الذين تصوروا أن الطريق سالكة أمامهم لتحقيق رغباتهم لكن ليوثنا لم يكونوا لقمة سائغة في أفواههم ، بل انهم غصّوا بها ولم يستطيعوا بلعها .وكاد ليوث الرافدين يبتلعون خصمهم خصوصا في دقائق المباراة الأخيرة التي أفصحت عن قدرات لاعبينا الذين كانوا على الموعد لينتزعوا نقطة لا تقدر بثمن بعدما وضعوا بصمتين عراقيتين في الشباك الإنكليزية التي باتت عصّية على فرق لها وزنها وثقلها في أرجاء المعمورة لينبري فتيان الحكيم شاكر ويزرعوا الفرحة في قلوب العراقيين، تلك الفرحة التي فارقتنا طويلاً لينسونا مأساتنا التي جعلها زيكو وبتروفيتش بمثابة الغصّة التي كادت تخنقنا ، لكن الحمد لله اليوم فعلها ليوث الرافدين ليعوضوا انتكاسات الأسود الأخيرة ويكونوا خير خلف لخير سلف .. وهذه هي حكمة الحكيم !
هذه حكمة الحكيم
[post-views]
نشر في: 24 يونيو, 2013: 10:01 م