لا ندري تحت أي مسمى نصف ما حدث أول من أمس في ملعب كربلاء (محاولة قتل عمد لمدرب ) أم (تأديب مبرح لفريق مهزوم) أم ( تعصّب مجنون لرجل أمن) أم ( تصفية حسابات داخل المحافظة) اختر ما تشاء ، لكن يبقى العنوان الأكبر الذي يهز الوجدان والابدان : متى يستحي اعضاء اتحاد الكرة ويرمون اوراق الاستقالة ويعلنون إيقاف دوري المواجع والفواجع !
إن دخول المدرب محمد عباس المواطن العراقي الأصيل وصاحب الجنسية الهولندية والمتبرّع من دون مقابل لخدمة كرة محافظته ، الغيبوبة حتى يشاء الله في أمره بعد تهشم جمجمته ونزيفه المتواصل إثر تلقيه ضربة مميتة على رأسه من رجل أمن مكلف بحماية الملعب أردته خائر القوى يلفظ انفاسه التي نتمنى أن لا تكون الأخيرة ، يفترض في ظل هكذا جريمة وحشية ان يدخل اتحاد الكرة الى ردهة اجتماع طارىء عاجل يعود على إثرها جميع اعضائه من "منتجع انطاليا" فوراً ولا يكتفي رئيسه ناجح حمود باتصال عرضي هزيل يدلل على عدم اكتراثه بالمأساة التي حدثت ضمن نشاط يعنى اتحاده به وأخفق بشكل فاضح في تأمين سلامة الإداريين واللاعبين والمدرب الضحية !
أي دوري كرة ناجح هذا كما يتفاخر ناجح في استعراض انجازاته وهو يعجّ بالمشاكل والتهديد والشعارات الطائفية والتعصب القومي والمناطقي وتبادل الاتهامات لشراء ذمم بعض الحكام وتأجيلات متعمدة لمباريات تعود فرقها المستفيدة (حسب القربى والصداقة) لأعضاء في اتحاد الكرة ؟!
على الجميع ان يقول كلمة الفصل في ذلك ولا يتعامل مع الحدث على انه ( مشاجرة عابرة ) لا تستوجب ردة الفعل مناسبة ، هناك دماء وظلم وتضرر وقهر وخطر يهدد حياة البشر قبل الكرة ، أما الصمت فهو إدانة وتهمة تجرّم اصحابها وتقدمهم متهمين أصلاء في الحدث لأنهم ارتضوا تمرير حوادث سابقة لم يتوقفوا إزاءها بحزم ، فتمادى اصحاب النفوس السيئة للإيغال في افعالهم الشنيعة .. فتباً لأفعالهم الدنيئة ، وتباً لمن باركهم بسكوته !
وماذا بعد .. هل يجوز القبول بين مسؤولية وزارة الشباب والرياضة راعية الاندية مالياًَ وإدارياً وبين حيادها امام واجبات اتحاد الكرة داخل اسوار نادٍ تابع لها ؟! من المخجل ان تتفرج الوزارة هي الأخرى من دون إجراء رسمي يضع حداً لمهازل اتحاد الكرة في إخفاقه المستمر في تمشية نشاطه الموسمي الذي وصل الى حد الشروع بالقتل وسفك الدماء وإهانة معشر الرياضيين في أكثر من مناسبة مرّت من دون عقاب صارم أو مساءلة لمعرفة المقصّر.
أرى من حق الوزير المهندس جاسم محمد جعفر اليوم ان يتدخل بقوة لرفع خطاب شفاف الى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر مشفوع بتقرير الحادث الأليم بالصور والفيديو ونتائج التحقيق ويوصي بحل اتحاد الكرة لعجزه عن إيقاف التدهور الحاصل في مسابقة الدوري غير المنتهي حتى الآن لضمان سلامة الشباب أينما كانوا، وأيضاً يعشّق جهود وزارته إدارياً وأمنياً مع الجهات المعنية ويصبح شريكاً في مسؤولية القرار لإنجاح أي نشاط رياضي ينعكس على سمعة البلد ولا يمكن من الآن فصاعداً تحييد موقف الوزارة بدواعي استقلالية الواجبات!
ولعل الموقف الشجاع الذي اعلنه احمد هدام عضو الهيئة الإدارية لنادي كربلاء لـ(المدى) بإيقاف انشطة النادي جميعاً حتى تتبين نتائج التحقيقات الجارية في المحافظة بداية الرد المناسب لمن أعمته المناصب والمنافع من التدخل لردع مظاهر العنف من رجال أمن الملاعب وإلزام الجهات الرسمية ذات العلاقة بالأمن لإعادة النظر في الأفراد المكلفين بهذا الواجب لئلا يندس بينهم مغرض دنيء يعمل على تخريب وتسميم اجواء الرياضة "المتنفس الوحيد" لرئة الشعب المبتلى بالأزمات المؤلمة ولم يتركوه ينعم حتى بتسعين دقيقة من متعة الكرة بسلام وفرح.
سلاماً محمد عباس ... سلاماً للاعبي كربلاء .. سلاماً لجميع فرق الأندية .. ولا لمحاولات الشروع بقتل رياضة بلدنا التي تتقاذف بها أمواج صراع الأقوياء للتنافس على هدر المال والضعفاء في صناعة الإنجاز، ويجب ان ينال المقصرون القصاص العاجل مهما كانت عناوينهم ، مثلما يتوجب فضح المفسدين الذين انتجت شخصياتهم الإدارية هيئات عامة مغلوباً على أمرها في هذا الزمان بفعل ضغوط محرّضة على التكتل والمناصرة على حساب الكفاءة والنزاهة والأامانة التي أصبحت اليوم في آخر شروط المفاضلة لمناصب رياضة العراق!
الرياضة تموت.. يا مهندس!
[post-views]
نشر في: 24 يونيو, 2013: 10:01 م